فاز بولاية رئاسية ثانية رغم الانتقادات.. من هو الرئيس النيجيري محمد بخاري؟
كتبت - هدى الشيمي:
فاز الرئيس النيجيري محمد بخاري بولاية ثانية في الانتخابات التي جرت السبت الماضي، متقدّماً بفارق شاسع يناهز خمسة ملايين صوت على أقرب منافسيه نائب الرئيس السابق عتيق أبو بكر، حسبما أعلنت مفوضية الانتخابات في ساعات متأخرة من مساء أمس الثلاثاء.
وأوضحت المفوضيّة أن عمليات فرز الأصوات انتهت في كل الولايات باستثناء ولاية واحدة فقط هي ريفرز، ولكن التقدّم الكبير الذي أحرزه بخاري على أبو بكر يجعل من المستحيل على الأخير اللحاق به حتى لو فاز بأصوات هذه الولاية، ما يعني فوز بخاري بولاية ثانية.
وشهدت نيجيريا حالة من عدم الاستقرار خلال الانتخابات والتي كانت من المقرر أن تقام في السادس عشر من الشهر الجاري، ولكنها تأجلت الأسبوع لمعوقات إجرائية. وشابت عمليات التصويت أعمال عنف لكن لم يؤكد أي من المراقبين أن الانتخابات التي يسعى من خلالها بخاري للحصول على ولاية ثانية قد شابها الفساد.
وأظهرت النتائج ان بخاري حصل على أصوات تفوق الأصوات التي حصل عليها أبو بكر بنحو 4 ملايين صوت بينما وصلت نسبة المشاركة نحو 35 في المئة من عدد الناخبين المسجلين في الجداول الانتخابية.
وتعهد السياسي العسكري في حملته الانتخابية بمواصلة ما اعتبره الانجازات حققها في فترته الأولى، بينما اتهمه منافسه عتيق أبو بكر وهو رجل أعمال واسع الثراء بأنه أضاع فترته الأولى دون ان يحقق شيئا ذا بال.
ويرى ماثيو بيج وسولا تايو، الباحثين في مؤسسة تشاتام هاوس للأبحاث، إن بخاري لا يزال قائدًا منعزلاً ومنفصلاً تمامًا عن النيجيريين، وأشارا إلى أنه يحيط نفسه بحكومته وحزبه والموالين له فقط.
وسوف يواجه الرئيس المقبل لنيجيريا أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان و أضخم اقتصاد في القارة مشاكل كبرى منها الانقطاع المتواصل للكهرباء والفساد المستشري في القطاع العام علاوة على التهديدات الأمنية، حسبما تقول هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
قالت وكالة أسوشيتيد برس بخاري ديكتاتوري عسكري، تمكن من الاستيلاء على السلطة في الثمانينيات من خلال الانقلابات العسكرية، إذ قاد انقلابًا عام 1983 أطاح بالرئيس المدني المنتخب شيخو شاجاري، ثم قام قاد انقلابًا آخر بعد عامين فقط أطاح به الجنرال إبراهيم بابنجيدا بانقلاب آخر. وكان قد أعرب عن ندمه على ما قام به من أفعال في الماضي.
يواجه بخاري الكثير من الانتقادات داخل وطنه، بسبب اتباعه لنهج بطيء وغير كافٍ لمعالجة الفساد، وإنعاش الحالة الاقتصادية ونش الأمن والأمان في البلاد. وأشارت أسوشيتيد برس إلى تراجع بورصة الأسهم النيجيرية في الساعات التي سبقت إعلان انتصاره.
وفي خطابه الذي ألقاه بمناسبة العام الجديد، قال بخاري: "نحن نعمل الآن على استخدام الإمكانيات الموجودة لدينا".
في الوقت نفسه، تقول أسوشيتيد برس إن الكثير من النيجيريين يعتبرون بخاري شخصًا شديد الانضباط، وأفرحتهم نتيجة انتخابات الرئاسة عام 2015، عندما حلّ محل الرئيس السابق جودلاك جوناثان، بعد أن تعهد بالقضاء على الفساد وهزيمة جماعة بوكو حرام الإرهابية المتطرفة.
ورغم إظهار نواياه الحسنة بعد وصوله إلى رأس السلطة، تقول أسوشيتيد برس إن الفترة الرئاسية الأولى لبخاري كانت صعبة، وأثيرت الكثير من التساؤلات والشكوك بشأن حالته ووضعه الصحية، بعد أن أمضى أكثر من 150 يومًا لتلقي العلاج الطبي لمرض غير مُحدد.
فيديو قد يعجبك: