غارات تقتل الأطفال وداعش يستخدم المفخخات في معركة أخيرة للتحالف في سوريا
كتب – محمد الصباغ:
يواصل التحالف الغربي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، العمليات العسكرية للقضاء على آخر جيب للتنظيم في غرب البلاد.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، مقتل 16 مدنيًا في ضربات جوية للتحالف استهدفت مخيمًا للمدنيين في بلدة باغوز بينهم نساء وأطفال.
وهاجمت الخارجية السورية في رسائل للأمم المتحدة الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة، وطالبت المنظمة الأممية بالوقوف ضد ما وصفته بالجرائم والاعتداءات.
كما أشارت، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، إلى أنه على مجلس الأمن "أن يتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإجراء تحقيق دولي بهذه الجرائم وإدانتها والتحرك الفوري لوقفها ومنع تكرارها وإنهاء التواجد العدواني للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى غير الشرعي على الأراضي السورية".
من جانبه صرح المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون رايان، بأن التحالف سيواصل قصف أهداف تنظيم داعش في آخر معاقله بسوريا، مضيفًا أن مقاتلين بقيادة الأكراد وبدعم من التحالف يواصلون القتال ويحققون تقدما "بطيئا ومنظما".
وتقع بلدة باغوز على الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من الحدود السورية مع العراق، وهي آخر معاقل داعش بجانب منطقة صحراوية أخرى في وسط سوريا تقع في محيط سيطرة الحكومة.
أما عن حجم عناصر تنظيم داعش بالبلدة، فقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، بحسب رويترز، إن كثير من المدنيين مازالوا داخل باغوز ما يجعل القوات تتوغل بحذر. وأشار أيضًا إلى أن هناك ما بين 400 و600 مقاتل من داعش ربما لا يزالون متحصنين داخل البلدة.
وفي تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، جاء أن السيطرة على باغوز سوف يمثل انتصار عسكري رمزي للتحالف الدولي الذي يضم حوالي 70 دولة، وهدفه هزيمة داعش.
وأعلن أبو بكر البغدادي ما أطلق عليه "دولة الخلافة" في عام 2014 بمناطق شاسعة داخل سوريا والعراق، وسيطر على حوالي 10 مليون شخص كانوا يعيشون بتلك المناطق الممتدة على آلاف الأميال. وشهدت تلك الفترة ممارسات دموية من التنظيم الإرهابي الذي شن عمليات تطهير عرقي، واستعبد الآلاف من النساء وذبح المعارضين.
ومع محاصرة التنظيم في منطقة صغيرة، بدأ في استخدام أساليب مختلفة في الأيام الأخيرة، حيث واجه الضربات الجوية وعمليات عسكرية على الأرض تشنها قوات سوريا الديمقراطية الكردية. فأرسل التنظيم الإرهابي ثلاث سيارات مفخخة نحو الخطوط الأمامية لقوات سوريا الديمقراطية، ما أسفر عن مقتل حوالي تسعة جنود.
وخلال الشهر الماضي، مع تضاءل المساحة التي يسيطر عليها التنظيم، هرب حوالي 20 ألف شخص من مناطق داعش. ويشتبه في أن يكون الكثير منهم منتمين إلى عائلات عناصر داعش أو مقاتلين يحاولون التسلل إلى مناطق أخرى لتنفيذ هجمات جديدة.
كما بدأ التنظيم في خلاياه النائمة في المناطق التي تخرج عن سيطرته، من أجل بدء تنفيذ هجمات انتحارية ضد أهداف يحددها تنظيم داعش سواء ضد مدنيين أو مقاتلين.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، أن القوات الأمريكية وقوامها حوالي 2000 جندي سيغادرون سوريا في وقت قريب.
وترى الإندبندنت في تقريرها أن هذا الخروج الأمريكي والذي وصفه قادة أكراد سوريين بالخيانة، سوف يؤدي إلى تقارب قوات سوريا الديمقراطية من الحكومة بقيادة بشارة الأسد من أجل مواجهة داعش والتهديد التركي في الشمالي السوري.
فيديو قد يعجبك: