إعلان

أزمة فنزويلا تكشف عن انقسامات جديدة في الائتلاف الحاكم بإيطاليا

12:37 م الأحد 10 فبراير 2019

الرئيس نيكولاس مادورو

روما - (د ب أ):
هناك سبب يفسر قيام إيطاليا باستخدام حق النقض (فيتو) ضد إعلان من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن فنزويلا ... فعلى غرار الكثير من الأمور الأخرى، لا تستطيع الأحزاب المؤيدة لحكومة روما الشعبوية الاتفاق على كيفية الاستجابة للأحداث التي تتكشف في كاراكاس.

فحزب "الرابطة" اليميني المتطرف، أعلن رفضه للرئيس الحالي نيكولاس مادورو، إلا أن حزب "حركة خمس نجوم" المناهض للمؤسسات يرفض السير على خطى حلفاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاعتراف بمنافس مادورو، خوان جوايدو، رئيسا مؤقتا للبلاد.

وقال ماتيو سالفيني زعيم حزب "الرابطة" يوم الإثنين الماضي لتلفزيون "ريتي 4":"نحن لا نترك انطباعا جيدا".

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين ، تبادل سالفيني الانتقادات اللاذعة مع أليساندرو دي باتيستا، وهو ناشط خيري ورحّالة سابق والزعيم غير الرسمي للفصيل الأكثر تطرفا في حركة خمس نجوم.

وعندما وصف دي باتيستا الإنذار الذي حثت فيه ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا مادورو على الدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة بأنه "لا يحمل أي قيمة"، قال سالفيني أن حليفه ينطق "بكلام فارغ".

وفي تصريحات له يوم الإثنين، وصف سالفيني الرئيس مادورو بأنه "ديكتاتور أحمر ساقط"، ودافع عن "الشرعية الدستورية للرئاسة المؤقتة لجوايدو".

لكن قبل ساعات قال دي باتيستا إن إيطاليا يجب أن تظل على الحياد بين القادة الفنزويليين المتناحرين.

وحث الناشط في حركة خمس نجوم، الاتحاد الأوروبي على دعم اقتراح الوساطة المقدم من جانب المكسيك وأوروجواي ، والذي قبله مادورو ورفضه جوايدو ، واتهم الولايات المتحدة المؤيدة لجوايدو بمحاولة "تصدير الديمقراطية" في فنزويلا للاستيلاء على نفط البلاد.

وقال دي باتيستا: "إن قدر الديمقراطية الذي يريد أشخاص تصديره إلى دولة أخرى غالبا ما يكون مرتبطا بشكل مباشر وبصورة متناسبة بكمية النفط الموجودة في ذلك البلد"، مستشهدا بالتدخلات الأجنبية السابقة في كل من العراق وأفغانستان وليبيا.

وأضاف:"يجب على أوروبا أن تتوقف نهائيا عن إطاعة الأوامر الأمريكية".

وفي خضم ذلك النزاع، يتم ترك رئيس الوزراء جوزيبي كونتي ووزير خارجيته إنزو موافيرو ميلانيزى، ليتعاملا مع المهمة الصعبة المتمثلة في تقليص الخلافات الداخلية حول فنزويلا ، وهي دولة ذات جالية إيطالية كبيرة وعلاقات تاريخية مع روما.

وكان مكتب كونتي، قد ذكر مؤخرا، أن إيطاليا تدعم انتخابات رئاسية جديدة في أقرب وقت ممكن، "وتحترم مبدأ تقرير المصير"، وسوف تشارك "بشكل نشط" في مجموعة الاتصال الدولية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بشأن فنزويلا.

وصدر ذلك البيان بعد ساعات من قول الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، في تصريحات قوية غير معتادة، إن بلاده بحاجة إلى اختيار لا لبس فيه لصالح "ديمقراطية حقيقية" في فنزويلا وضد "القوة الوحشية ومعاناة المدنيين".

ويضيف الخلاف بين "الرابطة" و"حركة خمس نجوم" إلى مجموعة موسعة من الخلافات بين الحزبين، الذي أصبح تحالفهما منقسما بشكل متزايد وسط خلافات سياسية جوهرية وتحول في ميزان القوى.

وفي الانتخابات العامة التي جرت في مارس، حصلت حركة خمس نجوم على 32% من الأصوات، مقابل 17% للرابطة.

ولكن في أحدث استطلاعات الرأي، ارتفعت نسبة تأييد حزب "الرابطة" إلى نحو 34%، في حين تراجعت شعبية حركة خمس نجوم إلى أقل من 25%.

ومن أجل التصدي لتراجع شعبيتها في استطلاعات الرأي قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في مايو تعتمد حركة خمس نجوم بشكل متزايد على الخطابة النارية.

واقترح دي باتيستا مؤخرا أن يعود سالفيني إلى حليفه السابق سيلفيو برلسكوني "ويتوقف عن إزعاجنا".

وكان ذلك السجال الجانبي مرتبطا بخلاف على نفق سكك حديدية لقطارات فائقة السرعة، يريد حزب الرابطة استكماله بينما تعتبره حركة خمس نجوم مضيعة للمال. ونشب خلاف آخر في الائتلاف الأسبوع الماضي بشأن انسحاب محتمل للقوات من أفغانستان.

وقال سالفيني يوم الاثنين الماضى:"أنا على يقين من أنه بشأن فنزويلا (ونفق السكك الحديدية) يمكننا التوصل إلى اتفاق بين أشخاص يتسمون برجاحة العقل. لكن إذا استمر أحد في إهانتي وطلب مني أن أبتعد ، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدا".

ولا يتوقع معظم المراقبين نشوب أزمة حكومية قريبا. لكن الصورة قد تتغير بعد انتخابات الاتحاد الأوروبي في مايو، إذا ما أكدت نتائجها زيادة شعبية سالفيني، فقد يغريه ذلك جذبه إلى الانفصال وفض الزواج مع حركة خمس نجوم وليجرب حظه في الفوز بانتخابات عامة مبكرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان