إعلان

3 سنوات في حكم ترامب.. كيف تراجعت الهيمنة الأمريكية؟

11:26 م الأحد 08 ديسمبر 2019

دونالد ترامب

كتب – محمد عطايا:

لم تعد الولايات المتحدة بعد 3 سنوات من حكم دونالد ترامب، دولة ذات تأثير وهيمنة قوية، مثلما عهدها العالم في السابق، وأصبح دورها المحوري الذي يحرك المجتمع الدولي أقل شأنًا وأهمية، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة أسوشيتيد برس.

التقت الوكالة الأمريكية، بعدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الأجانب والعلماء من عدد من الدول، الذين أكدوا أن موازين القوى العالمية تختل، وأن الدور المحوري للولايات المتحدة دورها أصبح أقل أهمية.

سياسة ترامب الخارجية –بحسب أسوشيتيد برس- قامت على شعار "أمريكا أولًا"، إذ يقول إنه إذا ظلت الولايات المتحدة قوية، فسيصبح العالم بأجمعه قوي، ولكن ذلك جعل العديد من حلفاءه، مثل مصر، وفرنسا، وألمانيا، وباكستان، وغيرها يبعدون بشكل تدريجي عن واشنطن.

وقالت الوكالة الأمريكية، إن غرفة استقبال زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلال القمة الأخيرة منذ أيام، بقصر باكنجهام، أظهرت الكاميرات، مجموعة من الزعماء الأوروبيين يبتسمون على ما بدا سخرية رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من ترامب، وهو ما كشف عن الانقسام المتزايد بين واشنطن وحلفائها.

قالت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون: "نحن أمريكا.. الأمة التي لا غنى عنها".

تراجع النفوذ الأمريكي العالمي، فتح الطريق –بحسب أسوشيتيد برس- أمام خصمي واشنطن الأقوى، وهما روسيا والصين، لتوسيع نطاق وصولهما إلى العديد من البلدان.

في إسلام أباد على سبيل المثال، كانت تعتبر الولايات المتحدة ذات اللاعب الوحيد في تلك الدولة، لكن الأوضاع تغيرت وأصبحت الحكومة الباكستانية تحصل على مساعدات عسكرية وتدريبات من روسيا ومليارات الدولارات من الاستثمارات والقروض من الصين.

وفرنسا التي تعود صداقتها بأمريكا إلى أيام جورج واشنطن، أوضح رئيسها إيمانويل ماكرون، أنه يتعين على أوروبا أن تتطلع إلى بكين، وليس واشنطن، عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضايا العالمية من الحروب التجارية إلى طموحات إيران النووية.

وقال ماكرون لمجلة الإيكونوميست في مقابلة أجريت معه مؤخرًا إن أوروبا أصبحت "على حافة الهاوية، وأن ما نشهده حاليًا هو الموت الدماغي لحلف الناتو".

وقال فاديم كاراسيف، رئيس معهد الاستراتيجيات العالمية ومقره كييف: "بمجرد ضعف دور الولايات المتحدة في أوروبا، يزداد تأثير روسيا بشكل حتمي".

وكشفت الوكالة الأمريكية، أن الصين سُرت بما تراه تنازلاً طوعيًا عن القيادة الأمريكية عن مكانها في العالم، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة الحرة وتغير المناخ.

انسحاب ترامب من شراكة عبر المحيط الهادئ المخطط لها "كمثال" فتح الطريق أمام بكين للمضي قدمًا باتفاقية التجارة الحرة البديلة الخاصة بها.

في هذه الأثناء، تحولت الصين من كونها منحنى تغير المناخ إلى جني الثناء في بعض الأحيان كزعيم عالمي في هذه القضية.

يصر ترامب على أنه لن يسحب الولايات المتحدة من المسرح العالمي. يستشهد بالشراكات مع الدول الأخرى لمحاربة الإرهاب وتسلط إدارته الضوء على غارة حديثة رفيعة المستوى في سوريا أدت إلى مقتل زعيم داعش.

وترى الشبكة الأمريكية، أنه من بعض النواحي، فإن تراجع التأثير الأمريكي عالميًا، هو مجرد انعكاس للتاريخ، فلم تعد الولايات المتحدة العملاق الاقتصادي والعسكري الفريد الذي طغى على كل دولة أخرى تقريبًا.

وأوضحت أنه في العام 1945، كان لدى الولايات المتحدة الأسلحة النووية الوحيدة في العالم وأنتجت ما يقرب من نصف إجمالي الناتج المحلي العالمي، ولكنها حاليًا، ربما تمتلك 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وكشفت أن دول أخرى نمت بشكل كبير. وأصبحت الصين، التي كانت في يوم من الأيام منغمسة في الفقر، عملاقًا ماليًا وقوة عظمى ناشئة.

وبرغم التراجع الأمريكي، إلا أن استطلاع رأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث، في العام 2018، في 25 دولة، أن 25 % فقط من الناس يعتقدون أن الولايات المتحدة تلعب الآن دورًا أقل أهمية مما كانت عليه قبل عقد مضى، وكانت الأغلبية في الاستطلاع تفضل أن تقود الولايات المتحدة النظام العالمي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان