إعلان

"رواتب مُجزية وتهديدات".. أردوغان يشحن مقاتليه السوريين إلى ليبيا

01:23 م الجمعة 27 ديسمبر 2019

أردوغان

كتبت – إيمان محمود:

يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كسب معركته غير المشروعة في ليبيا، بطرق ملتوية، فبعد إعلانه عن استعداد بلاده إرسال قوات تركية إلى ليبيا في حال طلب رئيس حكومة الوفاق فايز السرّاج ذلك، كشفت أوساط سورية ومعارضون إرساله مقاتلين سوريين إلى ليبيا للقتال في العاصمة الليبية طرابلس.

وقال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى وقت سابق، إن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا استجابة لطلب السرّاج فى يناير المُقبل، في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس، وهو ما أثار خوف السراج ودفعه لطلب المساعدة من أردوغان.

ويشنّ الرئيس التركي عدوانًا على شمال سوريا منذ أكتوبر الماضي، بمساعدة فصائل مُسلحة سورية تُقاتل إلى جانب قواته، وهي الفصائل التي كشفت الوسائط المُعارضة أن أردوغان يستعين بها في الوقت الحالي لتنفيذ مُخططه في ليبيا بعد أن وقّع اتفاق مع السرّاج، الشهر الماضي، للتعاون العسكري والبحري، وهو ما أثار غضبًا واسعًا ضد الطرفين.

مكاتب لـ"شحن المقاتلين"

وفي تقرير نشره بالأمس، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، أن الفصائل السورية الموالية لتركيا، افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا.

ونقل المرصد عن مصادر سورية مطلعة -لم يذكر اسمها- أن منطقة عفرين شمال حلب شهدت افتتاح 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين، ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث افتتح مكتب تحت إشراف "فرقة الحمزات" في مبنى الأسايش سابقاً، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقاً تحت إشراف "الجبهة الشامية"، كما افتتح "لواء المعتصم" مكتباً في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتباً آخر تحت إشراف "لواء الشامل".

قال المرصد السوري إن عشرات الأشخاص يقصدون تلك المراكز للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك.

رواتب مُجزية وتهديدات

اتهمت مصادر محلية سورية، أن أنقرة تدفع رواتب مُجزية للمقاتلين السوريين مُقابل ذهابهم إلى ليبيا لقتال إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس.

وقالت المصادر للمرصد السوري، إن إن تركيا تدفع ما يتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهرياً، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.

على جانب آخر قالت أوساط سورية معارضة، إن تركيا عرضت على المسلحين 1500 دولار كراتب شهري، مقابل 200 دولار التي كانوا يتلقونها في سوريا.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن عن الأوساط المعارضة قولها أن المقاتلين "لم يحصلوا سوى على 600 دولار فقط"، لكنهم اُجبروا على الذهاب إلى ليبيا بعد أن هددتهم أنقرة "بحرمان أهلهم من العودة إلى مناطق شمال سوريا".

مقاتلون "للتواصل اللوجستي"

أكد موقع تلفزيون سوريا –الموالي للمعارضة- إن عشرات المقاتلين السوريين، وصلوا يوم الثلاثاء الماضي، إلى مطار طرابلس الدولي في ليبيا.

وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن قرابة 200 مقاتل ينحدرون من شمال حلب (منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون) انطلقوا على متن طائرة تركية من مطار "غازي عنتاب" جنوب البلاد، وينتسب هؤلاء المقاتلون في الغالب إلى فصيلي "سليمان شاه" و"السلطان مراد".

وقال المصدر إن المقاتلون "لم يذهبوا للقتال، بل لمساعدة الجيش التركي لوجستيا للتواصل مع قوات حكومة الوفاق الليبية".

من جانبه أكد قيادي في أحد فصائل الشمال السوري لموقع تلفزيون سوريا أن بعض الفصائل مما يُسمى بالجيش الوطني السوري (وهو عبارة عن مجموعة من المقاتلين المعارضين) أرسلت عددا من المقاتلين إلى ليبيا، ولكن لا علاقة لمؤسسة الجيش الوطني بالموضوع.

وشدد المصدر على أن الأمر "تم بشكل منفرد دون العودة الى قيادة الجيش الوطني ووزارة الدفاع (التابعتين لما يُعرف بالحكومة المؤقتة المعارضة)".

ونفى ضابط كبير يعمل ضمن وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، أن يكون هناك قرار من الوزارة للانخراط في الحرب الليبية، مشيراً إلى أنَّ وزارة الدفاع التركية لم توجه لهم أيَّ طلب بهذا الخصوص.

وأشار الضابط - طلب عدم ذكر اسمه - في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، إلى أنَّ عملية إرسال المقاتلين في حال حصلت، فهي جرت بالتنسيق مع قادة مجموعات محلية تنتسب لفصائل تعمل ضمن "الجيش الوطني"، إذ من السهل على أية جهة تجنيد مقاتلين من المنطقة بسبب "وجود انخفاض فرص العمل وتعطل الحياة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب".

بعد أن انتشرت الأنباء عن إرسال قوات إلى ليبيا، أصدرت ما تُسمى بـ"الحكومة المؤقتة" بيانًا نفت فيه إرسال أي من قواتها وتشكيلاتها العسكرية للقتال في ليبيا، قائلة: "ننفي نفياً قاطعاً إرسال أي من قواتنا وتشكيلاتنا العسكرية إلى ليبيا".

وأكدت أن من أولوياتها "حماية السوريين من قوات الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين، بالإضافة إلى الأحزاب الانفصالية".

500 مُقاتل في ليبيا ودُفعة ثانية في الطريق

نفت الأوساط السورية المعارضة في واشنطن، التكذيب الذي صدر عمّا يُسمى بـ"وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة"، حول عدم توجه أي مقاتلين سوريين إلى ليبيا، قائلة إن هناك معلومات مؤكدة عن توجُّه أكثر من 500 عنصر إلى ليبيا، مما يُسمّى بـ"الجيش الوطني الحر" الذي تشرف عليه تركيا مباشرة.

وأكدت الأوساط المُعارضة أن مقاتلين سوريين من حرستا، قُتِلا في الأيام الأخيرة في ليبيا خلال قتالهم مع قوات حكومة الوفاق الوطني، وأن اسميهما معروفان، بحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

وتقول تلك الأوساط إن من بين تلك المجموعة مقاتلين من هيئة تحرير الشام "جبهة النُصرة سابقاً، وإن هؤلاء المقاتليون انتقلوا إلى ليبيا مع مسؤولين أتراك يتولون بأنفسهم الإشراف عليها.

وأضافت: "هؤلاء المقاتلون هم من المسلحين الذين تم إخراجهم من مناطق ما عُرِف بمناطق خفض التصعيد من حمص وحماة، وانضموا إلى قوات درع الفرات، ويتلقون تدريباتهم من تركيا".

واستطردت "على ما يبدو محاولة تركيا تأسيس ما يشبه الشركة الخاصة لإرسال مقاتلين شبيهة بالشركات الخاصة التي ترسل مقاتلين مرتزقة، ليتسنى لها تحريك المجموعات القتالية بالشكل الذي يناسب مصالحها، مشككين في أن تقوم تركيا بإرسال قوات تركية بشكل مباشر، على الأقل في هذه المرحلة، إلى ليبيا.

وتؤكد تلك الأوساط أن تركيا تستعد لإرسال دفعة ثانية من المقاتلين السوريين ليبيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان