عريقات: لن يكون لواشنطن مقعد كوسيط في المفاوضات المستقبلية طالما سعت لتكريس الاحتلال الإسرائيلي
رام الله - (أ ش أ):
جدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات التأكيد أن الإدارة الأمريكية لن يكون لها مقعد كوسيط بالمفاوضات المستقبلية، لانهم يسعون لتكريس نظام "ابرتهايد" وهو نظام الفصل العنصري للفلسطينيين، مشددا على أن من يتفق مع الاحتلال الإسرائيلي عليه أن يشرح لشعبه مواقفه الداعمة للظلم والاضطهاد المخالفة للقانون الدولي والاخلاق من خلال جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل من قتل واستهداف للفلسطينيين ومصادرة الاراضي والاستيطان.
وشدد عريقات - على هامش العشاء السنوي الذي نظمته دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بمناسبة حلول الاعياد الميلادية المجيدة والذي أقيم مساء أمس بمدينة بيت جالا شمال بيت لحم جنوب الضفة الغربية، للقناصل والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في فلسطين وممثلي المؤسسات الدولية الإنسانية وممثلي وسائل الاعلام الأجنبية والعربية - على أن من يدعم إنهاء الاحتلال يقوم بعمل نبيل، ومن يحاول ربط إنهاء الاحتلال باللاسامية هم شياطين الشر، مثمنا مواقف دول العالم التي ترفض السياسات الامريكية الداعمة لاسرائيل.
وحول مواقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه وخطة صفقة العصر، قال عريقات ”لدينا طاقم أمريكي يريدنا قبول كافة اجراءاته الرافضة للحقوق الفلسطينية، مشددا على أنه لا يوجد أمة تقبل بهذه الممارسات التي تخالف مواثيق الشرعية الدولية التي كتبتها الأمم المتحدة وشعوب العالم الغربي.
وأوضح أن العرب لم يشاركوا بكتابة المعاهدات والمواثيق الدولية وبالتالي فدول العالم مطالبة بحماية مبادئها وقيمها الانسانية من خلال موقف حقيقي وعملي على الارض لدعم الحقوق الفلسطينية، وإلا فإن العالم أجمع سيكون في خطر وما الفلسطينيون إلا البداية.
وأعرب عريقات عن شكره للكونجرس الأمريكي الذي أصدر موقفا طالب فيه بعدم الضم ووقف الاستيطان ودعم حل الدولتين ووقف الاجراءات الامريكية والاسرائيلية، موضحا أن هذا الموقف ضربة لمن قرروا في هذه الادارة الامريكية ان يتسلطوا بإجراءاتهم على الشعب الفلسطيني وقرروا قطع المساعدات الامريكية و قيمتها ٨٠٠ مليون دولار منها ٣٥٠ مليون - لوكالة الأونروا كما انهم تركوا مشاريع انسانية دون إكمال وتركوا العائلات المحتاجة، وهم يلعبون بالاوراق السياسية في المنطقة ويحاولون التعامل مع دولة هنا ودولة هناك على انها تمثل الفلسطينيين، مؤكدا اننا كفلسطينيين لم نطلب من أحد أن يتحدث باسم الشعب الفلسطيني.
وقال عريقات بخصوص الانتخابات الفلسطينية ان رئيس لجنة الانتخابات الدكتور حنا ناصر قدم رسالة للرئيس محمود عباس فيها يشرح فيها اتفاقه مع كافة الفصائل من حيث المبدأ على إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي، مضيفا أن الإعلان عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية سيتم بمرسوم واحد، معربا عن أمله أن يكون هناك مراقبون دوليون وممثلون للمؤسسات الدولية، طالبا مساعدتهم.
وأشار عريقات الى ان السلطة طلبت بشكل رسمي السماح باجراء الانتخابات بالقدس كما جرى بالانتخابات السابقة، معربا عن أمله أن توافق إسرائيل على ذلك بناء على مواقف وقرارات إسرائيلية سابقة.
وقال ان المواقف الإسرائيلية غير مبشرة وآخرها ما نشهده من إجراءات قمع وإغلاق ومنع للفعاليات الثقافية ، موضحا أن الاسرائيليين يتجاهلون الحقائق، ومن يتجاهل الحقيقة لا يعيش بالواقع، لكنهم لن يستطيعوا أن يغيروا حقيقة وجود ٤٠٠ الف فلسطيني مسلم ومسيحي في القدس، مضيفا أننا نريد من خلال الانتخابات توحيد الموقف الفلسطيني نحو نظام وسلطة وسلاح واحد كما شدد على أنه لن يكون هناك انتخابات بدون القدس وهي نقطة إجماع وطني.
وحول سعي اسرائيل لانهاء حل الدولتين ، قال عريقات ان حل الدولتين ليس مطلبا فلسطينيا، بل هو مطلب دولي وأمريكي بالأساس، لكننا نشعر بالأسف لعدم قيام دول العالم بحماية هذا الحل حتى الآن من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن على دول العالم العمل على مساعدة الطرفين والتأكيد على حل الدولتين من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار إلى أن كل الادارات الأمريكية كانت داعمة لإسرائيل، إلا أنها كانت مع حل الدولتين حتى قدوم الادارة الحالية، والتي اتخذت كافة الاجراءات المعادية للشعب الفلسطيني على مختلف الاصعدة بدءا من إغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وأخيرا نسمع ما قاله وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ان الاستيطان الاسرائيلي في الضفة شرعي معتمدا في تصريحه هذا على ان أمريكا هي القوة العظمى، لكننا نرد عليه ونقول إن من لديه قوة عظمى عليه أن يسعى لتحقيق العدل والسلام العادل وليس اضطهاد الشعوب وحقوقها.
واكد عريقات ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين ورافض له ولا يؤمن بالسلام وسيحرق الشرق الاوسط للبقاء في الحكم، مشددا على أن الخطر الذي يمثله هو التطرف الديني اليميني الذي تحول الى حقائق على الأرض تقوم على العنصرية التي لا يمكن إخفاؤها، وهي علامات مخزية يتوجب على العالم الوقوف في وجهها قبل فوات الاوان.
ودعا عريقات الحكومات في مختلف الدول - التي اعترفت برلماناتها بحق الفلسطينيين باقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 - إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لان ذلك سيعطي الفلسطينيين الأمل بأن هناك مجتمعا وضميرا دوليا يقف الى جانبهم، مشددا على أن حل الدولتين هو الحل للصراع المحموم الذي تسعى اسرائيل لتحويله الى صراع ديني في ظل الاحزاب اليمينية العنصرية، مشددا على أن الصراع ليس دينيا ومن يقول ذلك فهو مخطئ ونحن كفلسطينيين لا نريد لاجيالنا القادمة ان تعيش ما عشناه في الماضي لان الصراع هنا صراع سياسي بحت.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: