إعلان

"رئيس بلا حياة".. ترامب حبيسًا داخل البيت الأبيض

01:03 م الجمعة 08 نوفمبر 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

في بداية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ساور القلق مساعديه في البيت الأبيض من أنه يقضي الكثير من الوقت داخل المبنى، لذا ذهبوا إلى مسؤول كبير وطلبوا منه التعامل مع هذه المسألة، واقترحوا عليه اصطحابه إلى تناول العشاء في مطعم صيني شهير بضواحي فرجينيا، كان يتردد عليه الرئيسين بوش الأب والإبن كثيراً.

قالت مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية إن هؤلاء المساعدين ادركوا أن ترامب لم يكن يخدم نفسه أو يعزز مكانته من خلال التهرب من المشكلات، وقضاء وقت طويل على حسابه بموقع تويتر، واعتقدوا أن خروجه من البيت الأبيض بات شيء لا مفر منه، ولكن الأمر لم ينجح.

قالت ذي أتلانتيك إن مصير الرئاسة كان من الممكن أن يتغير من خلال هذه التدخلات من الموظفين، مُشيرة إلى أن أي رئيس يصل إلى البيت الأبيض قد يغفل ما يحتاج إليه من أجل التغلب على الأزمات والخروج من المواقف الصعبة، والبقاء على قدر كبير من اللياقة العقلية والجسدية، لذا اعتمد رؤساء الولايات المتحدة السابقين على مساعديهم للتخفيف عنهم وإخبارهم بالحقائق القاسية، ومنعهم من اتخاذ قرارات سيئة، ولكن ليس ترامب.

توقعت المجلة الأمريكية أن يصبح سلوك ترامب أكثر عدوانية وتكثر أعماله التخريبية مع مرور الوقت، لاسيما وأن عزلته تزداد مع مرور الوقت مع استمرار استقالة الموظفين، وكثرة الفضائح التي يتورط فيها، ما يدفع المقربين منه إلى تجنب التواجد حوله.

1

"الرئيس يشكو العزلة"

قال أحد المُقربين من ترامب، للمجلة، إن الرئيس الأمريكي يشعر بالعزلة واشتكى كثيرًا من أنه لا يجد شخصًا يثق به، مُشيرًا إلى أن هذا الأمر يُثقل كاهله ويشعره بالضيق.

في بداية الأمر كان ترامب مُحاطًا بالعديد من الأشخاص المقربين، والمسؤولين البارزين أصحاب السير المهنية المليئة بالخبرة، ولكن أعدادهم تضاءلت مع مرور الوقت بالنظر إلى اتباعه نهج يقوم على اتخاذ القرارات الأحادية، وتجاهل ما يحصل عليه من استشارات ونصائح.

أما الآن، بات الرئيس الأمريكي مُحاطاً بمجموعة غير متناسقة من المستشارين الذين يركزون على بقائهم لفترات أطول داخل البيت الأبيض، ويحاولون تحقيق طموحهم في الجناح الغربي قبل انتهاء فترة الرئاسة الأولى لترامب، حسبما توضح المجلة.

"رئيس بلا مساعدين"

اعتمد أسلاف ترامب على مستشارين يمكن الوثوق بهم من أجل الخروج من الأزمات. قالت ذي أتلانتيك إن هاري هوبكنز انتقل إلى إحدى غرف النوم إبان رئاسة فرانكلين روزفيلت، كي يستفيد الرئيس السابق من نصائحه واستشاراته، وخلال الحرب العالمية الثانية، اعتمد روزفلت على هوبكنز للقيام بالمهام الدبلوماسية الحساسة في الاتحاد السوفيتي وبريطانيا.

وكان جيمس بيكر، الضمير المتحرك للرئيس السابق جورج بوش، وتخلى عن منصبه في الخارجية لقبول العمل في الحملة الانتخابية عام 1992. وعندما توفي الرئيس السابق في ديسمبر الماضي، كان بيكر في الغرفة يدلك له قدميه.

في المقابل، لا يوجد أشخاص مثل بيكر أو هوبكنز إلى جانب ترامب، قالت ذي أتلانتيك إن كل المقربين من الرئيس الأمريكي يعرفون أن الاقتراب منه يعني إلقاء أنفسهم في النار، لذا يحاولون تحقيق أكبر قدر من الاستفادة دون الاحتراق.

2

"رئيس بلا حياة"

وحسب أحد المقربين منه، فإن ترامب ليس لديه أي حياة. يسير يومه كما الآتي -حسب المقربين منه- يخرج من مقر إقامته ويلتقي مساعديه في الساعة الـ11 صباحاً بالتوقيت المحلي، ثم يعقد اجتماعاً أو اثنين، بعدها يتناول غدائه، وربما يلتقي ببعض مساعديه بشكل شخصي، ثم يبقى في مكتبه بضع ساعات يقرأ الجرائد ويتابع التغطية الإخبارية، وربما يعقد اجتماعًا آخر، قبل عودته إلى مقر إقامته.

أوضحت المجلة الأمريكية أنه من بين المهام التي يقوم بها فريق الموظفين في البيت الأبيض هي التخفيف عن الرئيس، ومساعدته على تصفية ذهنه والتخلص من الهموم. على سبيل المثال، حرص فريق الرئيس السابق أوباما ألا يتخلف أبداً عن موعد العشاء مع زوجته ميشيل وابنتيه في تمام الساعة السادسة والنصف مساءًا.

خلال الفترة الرئاسية الثانية لأوباما، دعا دينيس ماكدونو، كبير الموظفين في البيت الأبيض وقتذاك، الصحفيين إلى مكتبه في الجناح الغربي، وبينما كان الرئيس السابق يتحدث معهم، طلب منه ماكدونو انهاء الاجتماع والتوجه إلى الطابق العلوي لكي يتناول العشاء مع أسرته الصغيرة، ثم العودة مرة أخرى إلى مقابلاته الصحفية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان