إعلان

بوتين يسعى لإنعاش حزب حاكم مُتعثر بين تراجع شعبيته ونكسات انتخابية

01:05 م السبت 23 نوفمبر 2019

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

موسكو- (أ ف ب):

يعقد حزب "روسيا الموحدة"، اليوم السبت، السبت مؤتمره السنوي بحضور الرئيس فلاديمير بوتين سعيا لإنعاش حزب حاكم متعثر بين تراجع شعبيته ونكسات انتخابية لحقت به.

خلال المؤتمر الذي يعقد في "مركز معارض عموم روسيا" الذي افتتح عام 1939 لاستعراض إنجازات النظام الشيوعي، وتم ترميمه بتكاليف باهظة عام 2014، سيخاطب بوتين ألفي مندوب بينهم العديد من الحكام المحليين والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ، إضافة إلى رئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف، رئيس "روسيا الموحدة".

ولم يشأ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كشف فحوى الخطاب الرئاسي، لكن من المرجح أن يدعو بوتين خلاله إلى التعبئة، في وقت يشهد الحزب الذي أسسه عام 2001 تراجعا في نسبة التأييد له بين الرأي العام في ظل انكماش اقتصادي وإصلاح غير شعبي لنظام التقاعد.

وسيكون مؤتمر الحزب الحاكم التاسع عشر مناسبة للتحضير للانتخابات التشريعية عام 2021، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أنه سيتم تعيين فريق حملة، مشيرة إلى أنه لم يسبق أن انطلقت حملة انتخابية في مثل هذا الوقت المبكر.

وحضور بوتين ليس رمزيا فحسب، فهو يعتزم إنعاش الحزب الذي لا يحظى سوى بـ32,6% من نوايا الأصوات، بتراجع كبير عن نسبة 54% التي حققها في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2016، وفق آخر استطلاع للرأي أجراه معهد فتسيوم الرسمي.

وإن لم يكن بوتين رسميا من أعضاء الحزب، إلا أنه "يعتبر أن لا بديل عن روسيا الموحدة، وأنه الحزب الذي هو بحاجة إليه، على ما أوضحت المحللة تاتيانا ستانوفايا مؤسسة مجموعة الدراسات "ر. بوليتيك".

ويعتزم الرئيس الروسي الذي يحظى بـ70% من الآراء الإيجابية، فرض الانضباط في صفوف الحزب، في وقت عمد العديد من مسؤوليه إلى النأي بأنفسهم عنه وخاضو الانتخابات المحلية في سبتمبر كـ"مستقلين" لتفادي أن يطالهم تراجع شعبيته.

وبالرغم من ذلك، لحقت نكسات كثيرة بمرشحي الحزب الحاكم، وخصوصا في موسكو.

رادع للصواعق

ويكشف تراجع حزب "روسيا الموحدة" عن مشكلة كبرى أخرى، هي صعوبة ترسيخ موقع الحزب بمعزل عن شخص مخلصه فلاديمير بوتين.

وقال المحلل كونستانتين كالاتشيف "من غير المرجح أن يستمر الحزب بعد مؤسسه"، معتبرا أن الوظيفة الرئيسية لهذا التشكيل السياسي هو أن "يقوم بدور رادع للصواعق" يحمي الرئيس.

وتابع أن الحزب "يأخذ على عاتقه كل خطايا النظام، ويتحمل الذنب عن كل ما يحصل: البيروقراطية والفساد وتدني مداخيل الشعب. الحزب هو المذنب، وليس بوتين. روسيا الموحدة هي +النصابون واللصوص+ (في إشارة إلى شعار المعارض أليكسي نافالني)، في حين أن بوتين مقدّس".

ويعتبر الخبراء أن روسيا الموحدة بات اليوم حزبا ملحقا بالكرملين، لا ينتج أي أفكار ولا يضع أي إستراتيجية، وليس له أي فائدة خارج الفترات الانتخابية.

وفي هذا السياق، وعد الأمين العام للحزب أندري تورتشاك بتجديد المؤسسات مع وصول قادة جدد.

لكن تاتيانا ستانوفايا قالت إنه إن كان الكرملين يدرك أن "الحزب بحاجة إلى إنقاذه"، فهو "يسيء تقدير" خطورة الوضع، مع اقتراب 15 استحقاقا انتخابيا محليا عام 2020.

وأوضحت أنه لن يكون من الممكن تحقيق أي إصلاح كبير للحزب الحاكم طالما لم تنكشف خطط بوتين لما بعد 2024، تاريخ انتهاء ولايته الرئياسية الحالية.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان