"موقفنا ثابت".. كيف رأى الإعلام الإثيوبي اجتماع واشنطن حول سد النهضة؟
كتبت- رنا أسامة:
أبرزت وسائل إعلام إثيوبية كواليس اجتماعات سد النهضة التي احتضنتها واشنطن برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، مُعتبرة أنها ساهمت في إزالة التشويش وعكست ما وصفته بـ"الموقف الإثيوبي الثابت من الاستخدام العادل لمياه النيل".
نقلت إذاعة "فانا" الإثيوبية تصريحات نُسبت إلى وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندرجاتشو، وصف فيها اجتماع واشنطن بأنه "مُفيد" وأزال التشويش وعكس موقف إثيوبيا "البنّاء" تجاه سد النهضة المُخطط أن يكون أكبر سد في أفريقيا لتوليد الطاقة الكهرومائية بمجرد الانتهاء منه.
"استخدام عادل"
وقال أندرجاتشو إن إثيوبيا استغلت اجتماع واشنطن لإظهار موقفها الثابت من الاستخدام العادل لمياه النيل، مُشيرًا إلى أن بلاده عكست خلال الاجتماع حقها في الاستخدام العادل لمياه النيل.
وأكّد أن إثيوبيا لا تهدف من بناء السد الإضرار بمصالح الدول المجاورة وإنما "إمداد 70 مليونًا من مواطنيها بالكهرباء وخفض الفقر"، بحسب قوله.
وقال إن إثيوبيا تولي أهمية كبيرة للمناقشات الفنية مع دولتيّ مصر والسودان حول السد، و"على ثقة من أن أي خلافات ستتم مُعالجتها من خلال مشاورات اللجنة الفنية".
كان وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان وافقوا على الاستناد إلى المادة العاشرة من اتفاق "إعلان المبادئ"، الموقّع في 23 مارس عام 2015، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن النقاط الخلافية بحلول 15 يناير 2020، وذلك في بيان مشترك صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية في خِتام اجتماعهم بواشنطن.
كما وافقت مصر وإثيوبيا والسودان على عقد 4 اجتماعات فنية حكومية على مستوى وزراء المياه، بحضور البنك الدولي والولايات المتحدة الاجتماعات "بصفة مراقب"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا).
وشدّدوا على التزامهم المشترك بالتوصل إلى "اتفاق شامل، وتعاوني، ومُستدام، وذات منفعة متبادلة" بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وإنشاء آلية واضحة للوفاء بهذا الالتزام، وفقا لإعلان المبادئ لعام 2015.
كما اتفق الوزراء على عقد اجتماعين في واشنطن في 9 ديسمبر و13 يناير المقبلين لتقييم ودعم التقدّم. وجدّدوا تأكيدهم على أهمية النيل لتنمية شعب مصر وإثيوبيا والسودان، وأهمية التعاون عبر الحدود ومصلحتهم المشتركة في إبرام اتفاق.
"موقف ثابت"
على المنوال ذاته، قالت صحيفة "ريبورت" الإثيوبية المُستقلة واسعة الانتشار، إن إثيوبيا أبرزت "موقفها الثابت" وإصرارها على الانتهاء من السد دون الإضرار بمصالح مصر المائية خلال اجتماع واشنطن.
وأبرزت الصحيفة توصيف ترامب للسد بأنه "واحد من أكبر السدود في العالم، والذي لا يزال يجري بناؤه"، حسبما صرّح السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة فصوم أريجا.
وذكرت أن وزير الخارجية الإثيوبي جيدوا أندارجاشيو ترأس الوفد الإثيوبي إلى واشنطن لحضور الاجتماع، بحضور وزير الخزانة الأمريكية ستيفن مونشين، وممثل عن البنك الدولي ومراقبين.
" قصّ الشريط"
وفي الوقت نفسه، لفتت إذاعة "فانا" إلى إبداء الرئيس الأمريكي ترامب رغبته خلال الاجتماع في حفل قصّ الشريط الرمزي إيذانًا ببدء العمل على سد النهضة على النيل الأزرق.
وقالت الإذاعة الإثيوبية إن ترامب أجرى لقاء مثمرا مع وزراء خارجية الدول الثلاث، مُشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي وعد بأنه سيحضر شخصيًا في إثيوبيا في حفل افتتاح السد بمجرد إتمام إنجازه.
أنجزت إثيوبيا 68.3 بالمائة من عمليات بناء السد حتى الآن. وتأمل إنجازه بنهاية عام 2022، فيما لا تزال تُجري استعداداتها للبدء في توليد الطاقة منه بنهاية 2020.
ويجري الآن تركيب وحدتين من التوربينات التي سيتم استخدامها مبكرًا لتولّد الطاقة بحلول نهاية العام الجاري. ويُتوقع بدء توليد الطاقة من السد بمجرد أن يصل إلى مستوى المياه إلى 560 مترًا، وفق تقارير إثيوبية.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن ترامب أنه عقد اجتماعًا مع كبار الوفود الدبلوماسية من مصر وإثيوبيا والسودان، للمساعدة في حل أزمة سد النهضة، وذلك قبل ساعات من بدء المحادثات الثلاثية في واشنطن. وأكد في تغريدة عبر تويتر أن الاجتماع "كان جيدًا".
جاء ذلك تلبية لدعوة وجّهتها الإدارة الأمريكية للتوسّط في المباحثات المتعثرة، في أعقاب دعوة مصرية لإشراك وسيط دولي مع استمرار الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا حول الكثير من الأمور الفنية، وأبرزها فترة ملء خزان السد.
وتطالب مصر بفترة لا تقل عن 7 سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه بسد أسوان عند 165 مترًا فوق سطح الأرض، مع التنسيق بحل لمنع حدوث جفاف كما جرى في ثمانينيات القرن الماضي، لكن إثيوبيا تُصِر على فترة تتراوح بين 4 و7 سنوات لتتمكن من توليد أكثر من 6400 ميجاوات من الكهرباء.
فيديو قد يعجبك: