"صديق مقرب وسر الـ 67 ألف دولار".. تفاصيل أيام البغدادي الأخيرة
كتب - محمد صفوت:
أخذ تنظيم داعش بمقولة "عدو عدو صديقي"، وقرر الحصول على دعم من "حراس الدين" رغم اختلاف الفكر الجهادي بينهما، وذلك أملا في أن يكون لديهم مكانًا لإخفاء زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، وهو ما لم يصل إلى أذهان الأمريكيين قط، لكنها استطاعت في النهاية الوصول إليه، واستهدافه داخل مخبأه غير المتوقع، وقتله واعتقال 2 من عناصر التنظيم قبل أيام.
وفي هذا الإطار؛ كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تفاصيل مثيرة عن الأيام الأخيرة في حياة البغدادي.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن تنظيم داعش دفع عشرات الآلاف من الدولارات لجماعة "حراس الدين" التابعة للقاعدة بهدف حماية زعيم تنظيم داعش في منطقة سورية يصعب توقع وجوده فيها.
وكشفت الصحيفة عن إيصالات تُعد نموذجًا للحسابات المالية لتنظيم داعش الإرهابي، عُثر عليها بعد مقتل زعيم التنظيم، تضمنت دفع 67 ألف دولار لصالح "حراس الدين" مقابل حماية البغدادي.
محاولات إخفاء البغدادي لم تستمر بعد خيانته من عناصر داخل تنظيمه الإرهابي وكشف معلومات ساهمت في عملية قتله بحسب ما صرح به مسؤولان لـ"نيويورك تايمز"، وكشفت الصحيفة عن تفاصيل جديدة بشأن الغارة التي استهدفت مخبأ البغدادي -الأربعاء- بما في ذلك أن القوات الأمريكية استعادت عددًا من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف التي كانت بحوزة البغدادي.
وتابعت الصحيفة: "الشهور الأخيرة للبغدادي قضاها في فيلا معزولة بمنطقة باريشا إحدى قرى إدلب السورية التي تسيطر عليها جماعات إرهابية معادية لداعش وتبعد مئات الكيلومترات عن أرض دولة الخلافة المزعومة".
واستغرقت أمريكا وقتًا طويلاً من أجل العثور على مخبأ البغدادي، ولم تتخيل أن يختار زعيم التنظيم مخبأه من خلال جماعة "حراس الدين"، وقالت الصحيفة إن عميل مخابرات أمريكي مُتقاعد يُدعى أسعد المحمد، عثر على 8 إيصالات مؤرخة من مطلع 2017 حتى منتصف 2018، تكشف قيمة ما دفعه تنظيم داعش لـ"حراس الدين" مقابل خدمات الحماية والإعلام والرواتب والنفقات اللوجستية.
ويرى أيمن جواد التميمي، باحث سوري، أن السجلات لا تشير إلى وجود تحالف على المستوى التنظيمي بين المجموعتين، مستشهدًا ببيان لحراس الدين دعا في فبراير الماضي أعضاءه لعدم الاتصال بعناصر داعش، وجاء رد الأخير بعد شهرين من البيان حيث دعا للقضاء على الجماعة المنافسة.
"المستندات تبدو أصلية وغير مزورة، بناءً على المصطلحات التي يستخدمها داعش وتطابق الرموز الموجودة فيها مع سجلات التنظيم الإرهابي" بتلك الكلمات علق الباحث السوري، بعد أن أطلعته الصحيفة الأمريكية على الإيصالات التي عُثر عليها بعد مقتل البغدادي، ويرى "التميمي" أن تلك الإيصالات توضح وجود قناة خلفية لتحويل الأموال بين التنظيمين الإرهابيين.
مؤشرات كشفت مكان البغدادي
وكشفت مؤشرات منذ فبراير الماضي حتى مقتل البغدادي، أن تنظيم داعش الإرهابي استغل المنطقة القريبة من الحدود التركية -والتي تسيطر عليها جماعات موالية لأنقرة- كملجأ للاختباء بها. وبحسب "نيويورك تايمز"؛ فإن تلك الفترة دخلت قوات سوريا الديمقراطية في مفاوضات مع عناصر داعش المحاصرين شرق سوريا، وأوقفت العمليات القتالية بتلك المناطق، ثم طالبت داعش بفتح ممر آمن لعناصره حتى إدلب السورية الأمر الذي كشف عن وجود مناطق نجح داعش في تحويلها لملجأ لعناصره.
صديق مقرب من البغدادي أوشى به
مسؤولان أمريكيان تحدثا مع "نيويورك تايمز" -لم يذكرا أسمائهما- أكدا أن البغدادي زعيم داعش الإرهابي وصل إلى إدلب السورية في يوليو الماضي، وتابعا بالقول: "منذ يوليو الماضي حتى قتل البغدادي حافظت المخابرات الأمريكية على مراقبة المنطقة التي يختبئ فيها البغدادي، ورأت أن دخول المنطقة خطر على القوات الأمريكية خاصة في ظل وجود جماعات على صلة بالقاعدة وسيطرة روسيا على المجال الجوي لتلك المناطق".
ويقول المسؤولان الأمريكيان، إن معلومات المكان الذي اختبئ فيه البغدادي لم تتسرب من قِبل "حراس الدين"، لكنها جاءت من شخص قريب من البغدادي ووصفاه بـ"صديق مقرب للغاية وموثوق به للبغدادي".
مظلوم العبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قال، إن قواته هي من ساهمت بالمعلومات الاستخباراتية لواشنطن لمعرفة مكان البغدادي، مؤكدًا أن الذي أفصح عن معلومات مكان البغدادي من قواته وتم زرعه وسط تنظيم داعش. وأضاف العبدي، أنه سرق ملابس خاصة بالبغدادي، وحصل على عينه من دمه لحفظ الحمض النووي لزعيم التنظيم الإرهابي.
فيديو قد يعجبك: