كيف ردّت تركيا على تهديد ترامب بمحو اقتصادها؟
كتبت- رنا أسامة:
أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن العملية العسكرية المُزمعة في سوريا "ليست هجومًا على الأكراد أو غزوًا للمناطق السورية"، وذلك ردًا على التهديد الذي وجّهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأنقرة بتدمير الاقتصاد التركي في حال تجاوزت الحدود في سوريا.
وقال كالين في مقابلة وُصِفت بالحصرية مع المذيعة بيكي أندرسون بشبكة "سي إن إن" الأمريكية، "دعيني مجددًا أُشدد على أن هذا ليس هجومًا على أكراد سوريا أو غزوًا على أي جزء من سوريا".
وتابع في المقابلة التي نُشرت على الموقع الالكتروني للشبكة الأمريكية، الثلاثاء: "هذه لم تكن نيتنا أبدًا وليس مسار عملنا أبدًا. وأعتقد أن إجراءاتنا حتى الآن تعكس ذلك بشكل أكبر بكثير".
وذكر أن هذه العملية تهدف إلى تطهير الحدود من العناصر الإرهابية وعودة اللاجئين بشكل آمن إلى سوريا في إطار وحدة الأراضي السورية، موضحًا أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع. وتساءل "رفض الأوروبيون أخذ مقاتلي وإرهابيي داعش المُعتقلين، فمن سيتحمل مسؤوليتهم؟".
وقال كالين "اعتقد أن لدينا القدرة للقيام بالأمر وسنقوم بذلك مع الأوروبيين وأمريكا وغيرهم، بدعمهم وتعاونهم. واعتقد أنه إذا كان هناك عزيمة وحكمة وقيادة كافية يمكننا حتمًا إنجاز الأمر. سنعمل على التفاصيل"، وذلك لإنهاء الوجود الداعشي الذي وصفه بـ"الواقعة الفظيعة في تاريخ الشرق الأوسط وسوريا الحديث".
وأشار إلى أن بلاده "قدّمت أكثر بكثير إلى الشعب السوري واللاجئين السوريين مقارنة بأي بلد في العالم، وستستمر في القيام بذلك لهم".
وأعلنت تركيا، الثلاثاء، أنها أتمت استعداداتها لعملية عسكرية في شمال شرق سوريا بعد أن بدأت الولايات المتحدة في سحب قوات، مما يمهد الطريق لهجوم تركي على القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن منذ وقت طويل.
وسيكون هذا ثالث توغل من نوعه لتركيا منذ 2016 بعدما نشرت بالفعل قوات على الأرض عبر قطاع في شمال سوريا بهدف احتواء النفوذ الكردي بسوريا في الأساس، بحسب رويترز.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذّر من أنه "سيدمر ويمحو تمامًا" اقتصاد تركيا إذا أقدمت على شيء في سوريا يعتبره "متجاوزا للحدود"، وذلك في أعقاب قراره الذي أعلنه يوم الأحد بسحب 50 من القوات الخاصة الأمريكية من المنطقة الحدودية.
وغرّد ترامب عبر تويتر، أمس الاثنين: "أكرر ما أكّدته من قبل، أنه إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي البالغة التي لا تضاهى متجاوزا للحدود فسأدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (لقد فعلت ذلك من قبل)".
كما أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن قرار ترامب سحب قوات أمريكية متمركزة في سوريا قرب الحدود التركية، لا يشمل سوى نحو 50 إلى 100 جندي من أفراد القوات الخاصة "سيتم نقلهم إلى قواعد أخرى" داخل سوريا.
وتابع المسؤول "لا يتعلق الأمر بانسحاب من سوريا"، مشددا على أن إعادة نشر تلك القوات لا يعني في أي حال من الأحوال إعطاء "ضوء أخضر" لعملية عسكرية تركية ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا، وفق وكالة فرانس برس.
وتابع المسؤول بأن ترامب حينَ فهم، خلال مكالمة هاتفية الأحد بينه وبين أردوغان، أن الأخير ينوي المضي قدما في خطته لـ"اجتياح محتمل" لشمال شرق سوريا، أعطى الأولوية لـ"حماية" الجنود الأمريكيين.
وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع التركية عبر تويتر "لن تقبل القوات المسلحة التركية أبدا بتأسيس ممر للإرهاب على حدودنا. اكتملت جميع استعداداتنا للعملية".
وأضافت "من المهم إقامة منطقة آمنة/ممر سلام للمساهمة في سلام واستقرار منطقتنا وحتى يعيش السوريون حياة آمنة".
فيديو قد يعجبك: