إعلان

"ملابس داخلية وامرأة ومرشد".. من دلَّ على مكان البغدادي؟

10:29 م الأربعاء 30 أكتوبر 2019

أبو بكر البغدادي

كتب – محمد عطايا:

ما ان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته مطلع هذا الشهر من شمال سوريا، مفسحا المجال أمام تركيا لشن عدوانها على الأكراد، حتى انهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب، واتهمته حلفاءه قبل خصومه ب"خيانة" من كانوا الذين كانوا العصب الرئيس حرب الولايات المتحدة البرية ضد تنظيم داعش في سوريا.

بيد أن ذلك انتقل بين ليلة وضحاها، بعد أن أعلن ترامب عن مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم أخطر تنظيم إرهابي في العالم، في عملية معقدة في قرية صغيرة في محافظة إدلب السورية قرب الحدود مع تركيا.

قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من الشمال السوري، وما تبعه من ضربة قاسمة للتنظيم بمقتل زعيمه، جعل البعض يعتقد أن الولايات المتحدة ربما عقدت صفقة سرية مع تركيا، تسلم على إثرها أنقرة أبو بكر البغدادي لواشطن، على أن تترك الأخيرة يد الأولى في سوريا، وفقًا لموقع "إسرائيل ناشونال نيوز".

نقل الموقع تصريحات لناشط عراقي قال فيها إن الولايات المتحدة تخلت عن الأكراد لأن تركيا سلمت زعيم أكبر تنظيم إرهابي إلى واشنطن، لافتًا إلى أن أنقرة كانت تعلم منذ فترة مكان البغدادي، ما جعلهم يساومون واشنطن بشأن تسليم الداعشي الأكبر مقابل توقف ترامب عن مساندة الأكراد.

لم تكن تلك هي الرواية الوحيدة عن الطريقة التي تمكنت بها الولايات المتحدة من استهداف البغدادي، حيث سبقها العديد من التخمينات والتسريبات التي انتشرت في وسائل الإعلام الأمريكية.

ملابس داخلية

خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز"، قال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إن مصدرا كرديا استطاع إيصال معلومات تفصيلية للمخابرات الأمريكية تتعلق بزعيم بالبغدادي وهي "قطعة مستعملة من ملابسه الداخلية وعينة دم"، ما ساعد كثيرا في عملية مقتل زعيم تنظيم داعش.

وضم التقرير الذي زودهم به المصدر والذي كان أحد مستشاري البغدادي الأمنيين، معلومات تفصيلية حول مخطط المكان الذي يختبئ فيه، وعدد الحراس، والأنفاق حول المجمع.

ووفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن صحيفة "نيويورك تايمز"، ساهم الأكراد في العراق وسوريا، بمعلومات استخبارية عن غارة البغدادي أكثر من أي دولة أخرى.

فيما أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن من دل على مكان البغدادي، هو مرشد –لم تذكر جنسيته- أبلغ الولايات المتحدة بمكان زعيم داعش، فيما أشار الموقع العبري "إسرائيل ناشنونال نيوز" إلى أن تلك الرواية ليست الأقوى ولكن هي واحدة من عدد كبير من التكهنات حول من دل على مكان البغدادي.

زوجة البغدادي

ادعت مصادر أخرى، أن واحدة من زوجات البغدادي هي من أبلغت عن مكان تواجده في سوريا.

فيما قال مسؤولان أمريكيان لصحيفة "نيويورك تايمز" إن اعتقال إحدى زوجات البغدادي واستجوابها لعبا دورًا كبيرًا في التحضير للعملية، التي أطلق عليها المسؤولون الأمريكيون اسم "كايلا مولر" التي كانت رهينة لدى التنظيم قبل أن يقتها الدواعش.

واستنادا إلى تلك المعلومة السرية الأولية، عملت وكالة "سي أي إيه" عن كثب مع مسؤولي المخابرات العراقية والكردية في العراق وسوريا، لتحديد مكان البغدادي، ووضع الجواسيس لمراقبة تحركاته الدورية، ما سمح للقوات الخاصة الأمريكية (دلتا فورس) بشن هجوم يوم السبت الماضي.

أحد مساعديه

خلال مطاردتهم الطويلة لأبي بكر البغدادي، حققت المخابرات العراقية تقدما في فبراير عام 2018، بعد أن قدم لها أحد كبار مساعدي زعيم داعش، إسماعيل العيثاوي، معلومات عن كيفية فراره من القبض عليه لسنوات عديدة، وذلك وفقا لمسؤوليين أمنيين عراقيين.

العيثاوي هو واحد من خمسة رجال اعتقلوا، وقدموا للمخابرات العراقية معلومات مهمة، عن المواقع المختلفة التي استخدمها البغدادي قبل مقتله.

وقال العيثاوي للمسؤولين، بعد اعتقاله من قبل السلطات التركية وتسليمه للعراقيين، إن البغدادي كان يعقد أحيانا محادثات مهمة مع قادته، في حافلات نقل صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها.

وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين لرويترز: "أعطانا العيثاوي معلومات قيمة، ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على استكمال فك لغز تحركات البغدادي، والأماكن التي كان يختبئ فيها".

فيديو قد يعجبك: