لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تلفزيون فلسطين يُغضب "فتح" .. و"حماس" تبرئ نفسها

05:54 م السبت 05 يناير 2019

جانب من اقتحام تلفزيون فلسطين

كتبت – إيمان محمود

قُبيل ظُهر يوم الجُمعة؛ اقتحم مجهولون هيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية، في قطاع غزة، وقاموا بتحطيم معدات وأدوات أحد الاستوديوهات، ما أثار غضبًا فلسطينيًا واسعًا، لتشير أصابع الاتهام إلى عناصر حركة حماس.

وفي بيان رسمي بثّته وكالة أنباء "وفا"، قالت إن "ملثمين مجهولين اقتحموا قبيل ظهر اليوم الجمعة مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في حي تل الهوا غرب مدينة غزة واعتدوا على العاملين فيها وأحدثوا خرابًا ودمارًا في المعدات والأجهزة الخاصة بالتلفزيون".

وقال أحد الموظفين إن "خمسة أشخاص على الأقل اقتحموا المبنى وكسروا باب الإذاعة ودمروا الاستوديو الرئيسي فيها كليًا بما في ذلك كاميرات ومُعدات وأثاث وأجهزة البث".

واستأنف تلفزيون فلسطين في قطاع غزة العمل بشكل جزئي، في عام 2011، بعد توقف كلي إثر سيطرة حماس بالقوة على القطاع في صيف 2007، ويعمل نحو خمسمئة موظف في الإذاعة والتلفزيون في قطاع غزة.

غضب واتهامات

اليوم السبت، اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، حركة حماس بتنفيذ الاعتداء على مكتب التلفزيون وقال إن السبب وراء ذلك: "إنهاء أي مظهر من مظاهر السيادة في القطاع، في مسعى منها لإقامة دويلة في غزة، ضمن صفقة القرن".

واعتبر محيسن، أن حماس أرادت توجيه عدة رسائل أولها لاجتماع الرئيس محمود عباس بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، الذي يبحث موضوع المصالحة لتؤكد أنه لا يوجد مصالحة، وأن هذا الملف يجب أن يغلق، وهي قد أبلغت الاسرائيليين عبر عدة أطراف أنها ذاهبة باتجاه صفقة القرن.

وبين عضو فتح، أن حماس تريد من عدوانها على مقر الهيئة إسكات هذا الصوت الذي يعبر عن ضمير الشعب الفلسطيني في القطاع، وتعمل على إسكات أي صوت ينتقدها من خلال الاستدعاءات المستمرة للمواطنين.

وتعبيرًا عن غضبهم؛ شارك عشرات الصحفيين والمسؤولين، في وقفة احتجاجية أمام مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في رام الله، اليوم السبت، مُنددين بالاعتداء على مقر التلفزيون، ومُتهمين حركة حماس بالوقوف وراء هذا الحادث.

وشارك في الوقفة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ونائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، ونقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، ورئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار الوزير وليد عساف، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المفوض العام للعلاقات الدولية روحي فتوح، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" دلال سلامة، والناطق باسم الحكومة يوسف المحمود، ومدير عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني، وراعي كنيسة الروم الأرثوذكس/تجلي الرب الأرشمندريت الياس عواد، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد.

وقال الحمد الله: "نيابة عن الرئيس محمود عباس، وباسم الحكومة الفلسطينية وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني، نستنكر وندين العمل الجبان وغير الفلسطيني، الذي ينافي كافة المعايير والاخلاق والثوابت".

وأضاف رئيس الوزراء أن "التلفزيون هو ملك للشعب الفلسطيني وليس ملك لفصيل أو حركة أو فئة، وهو مال عام، ومن قام بهذا العمل الجبان هو غير فلسطيني، وعلى سلطة الأمر الواقع في غزة "حماس" أن تكشف هؤلاء الجبناء الذين قاموا بهذا العمل الجبان، ونحمّلهم المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن العمل اللا فلسطيني واللا أخلاقي".

من ناحيته، قال العالول، إننا نقف اليوم للتضامن مع الإعلام الفلسطيني بشكل عام والهيئة بشكل خاص، قائلاً "اعتدنا على الوقوف والتضامن مع الصحفيين ضد جرائم الاحتلال، لكننا اليوم نقف ضد انتهاك الظلاميين للإعلام الفلسطيني كما جرى في قطاع غزة، حيث لا يجوز التساؤل عمن يقف خلف هذا الانتهاك ومن صنعه، لأن المسألة واضحة تمامًا.

وأوضح "موقفنا واضح وعدونا الأساس هو الاحتلال، وما جرى لن يدفعنا لتغيير البوصلة إلا أننا لن نتسامح".

من جانبه، قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن التواجد والحضور والتضامن مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مؤشر أن كل شيء واضح، وليس هناك ما يمكن إخفاؤه عن الشعب الذي يواجه الاحتلال.

وأوضح أن الهيئة تلقت آلاف الرسائل التضامنية الرافضة للجريمة وتدينها، متسائلا عن "الهدف من وراء محاولات إسكات صوت الهيئة في غزة، وهي التي تقوم بنقل معاناة أهلنا والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقهم".

من ناحيته، اعتبر أبو بكر، ما جرى اعتداء سافر من مجموعة من المأجورين على الإعلام الرسمي، مضيفًا "اعتدنا أن نقف لنؤبن شهداء الهيئة ونتضامن مع جرحاها وأسراها الذين تعرضوا للانتهاك على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "ما تم هو جريمة بحق كل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، كما أن مرتكبها وضع نفسه عدوا لها".

حماس تنفي وتحقق

أما حماس فاستنكرت الاتهامات التي وُجهت إليها بارتكاب هذه الواقعة، مؤكدة احترامها لحرية الإعلام، إذ أكد يحيى موسى، القيادي في حماس، أن حركته ترفض أي اعتداء على أي وكالة إعلامية أيًا كانت، باعتبار أن "الحرية الاعلامية مكفولة".

وشدد موسى على ضرورة أن تباشر الأجهزة الامنية، بالتحقيق في هذه الاعتداءات، ومعرفة الفاعلين، وتقديمهم إلى المحاكمة.

وأصدرت وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لسلطة حماس في قطاع غزة، اليوم السبت، بيانًا حول نتائج التحقيق في حادث اقتحام المقرّ، مؤكدة أنها بعد وقوع الحادث باشرت التحقيق، بالرغم من عدم تعاون إدارة التلفزيون مع الأجهزة الأمنية، وامتناعها عن تقديم المعلومات والتفاصيل المتوفرة لديها حول الحادث.

وقالت إن التحقيق أسفر عن أن هناك عدد من الأشخاص، قاموا بالدخول لمقر التلفزيون الفلسطيني في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة صباح أمس الجمعة، وتحطيم بعض محتوياته.

وأضافت أنه من خلال التحقيق وتتبّع كاميرات المراقبة تم التعرف على هوية الأشخاص، وعددهم خمسة وينتمون لحركة فتح وجميعهم من موظفي السلطة الفلسطينية الذين قطعت رواتبهم مؤخرًا، وتبين أن أحدهم يعمل موظفًا في تلفزيون فلسطين، وقد تم قطع راتبه الشهر الماضي.

واستطرد البيان "قامت الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية بحق الأشخاص الخمسة، حيث تم توقيفهم جميعًا، ومن خلال التحقيق معهم تبيّن أن الدافع الأساسي لما قاموا به هو قطع رواتبهم من قبل السلطة".

واستنكرت ما تم فور وقوع الحادث "من توزيعٍ للاتهامات الباطلة هنا وهناك، وشنّ حملة إعلامية تحريضية، بالرغم من معرفة إدارة تلفزيون فلسطين بالأشخاص الذين قاموا بهذا الفعل، حيث أنهم دخلوا المقرّ مكشوفي الوجه وعرّفوا عن أنفسهم وأحدهم من موظفي التلفزيون نفسه".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان