تفاصيل "أعنف قصف إسرائيلي" في جنوب سوريا
كتبت- رنا أسامة:
على نحو غير اعتيادي، أعلن جيش الاحتلال أنه يقصف أهدافًا تابعة لفيلق القدس الإيراني داخل سوريا، في هجوم وصفته وسائل الإعلام السورية بأنه "الأعنف والأوسع" بمحيط العاصمة دمشق وضواحيها وريفها، واستنكرته روسيا باعتباره "انتهاكًا للقانون الدولي".
وفي الأشهر الأخيرة، قصفت إسرائيل مرات عدة مُنشآت عسكرية تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفيه إيران وحزب الله- عدواها اللدودان- لكنها كانت عادة ما تلتزم الصمت ولا تُعلن مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
ماذا حدث؟
أعلن جيش الاحتلال في بيان، في ساعة مُبكرة من صباح الاثنين، أنه "يقوم في هذه الساعة بضرب أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني داخل سوريا"، محذّرا في الوقت نفسه سوريا من محاولة استهداف الأراضي أو القوّات الإسرائيلية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري -لم تُسمه- قوله إنه في تمام الساعة 1:10 من صباح اليوم الاثنين، شنّت إسرائيل شنت "هجومًا مُكثفًا وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجّهة" من ثلاثة اتجاهاتهي: (الأراضي اللبنانية وإصبع الجليل وبحيرة طبريا).
لكن تمكّنت الدفاعات الجوية السورية من "التصدي بكفاءة عالية لمعظم الأهداف المُعادية"؛ بتدمير أكثر من 30 سلاحًا ما بين صواريخ كروز وقنابل موجّهة إسرائيلية.
وقال شهود عيان في دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة في السماء ليلًا، بحسب فرانس برس.
ما المواقع المُستهدفة؟
أفاد المرصد السوري بأن القصف الإسرائيلي المُكثّف جرى "في مُحيط مطار دمشق الدولي وضواحي العاصمة دمشق وريفها الجنوبي والجنوبي الغربي". وأضاف أن "الصواريخ وصلت إلى أهدافها وأصابت مواقع ومستودعات للإيرانيين وحزب الله اللبناني".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إن من بين أهداف فيلق القدس الإيراني المستهدفة في سوريا فجر اليوم "مواقع تخزين وسائل قتالية وموقع تخزين في مطار دمشق الدولي وموقع استخبارات إيراني ومعسكر تدريب إيراني".
وأكد أدرعي، عبر صفحته على تويتر، أن جيش الاحتلال "سيواصل العمل بشكل قوي وصارم ضد التموضع الإيراني في سوريا"، مُحمّلًا النظام السوري مسؤولية ما يحدث داخل أراضيه.
ويتولى فيلق القدس مسؤولية عمليات الحرس الثوري الإيراني في الخارج.
كما نشر جيش الاحتلال المواقع المُستهدفة في خريطة على صفحتها الرسمية عبر تويتر، توضح تفاصيل ما جرى فجر الاثنين، مُحددًا مواقعها في محيط العاصمة دمشق.
وبحسب الخريطة تركّزت هذه المواقع في مُحيط مطار دمشق الدولي وضواحي العاصمة دمشق وريفها الجنوبي والجنوبي الغربي.
وذكر أن استهداف وسائط الدفاع الجوي السورية جاء "في أعقاب إطلاقها صواريخ أرض جو ضد مقاتلات الجيش الحربية أثناء ضربها أهداف فيلق القدس، رغم التحذير الذي نقل بعدم إطلاقها".
وقال إن استهداف المواقع الإيرانية جاء ردًا على "إطلاق صاروخ أرض-أرض من قبل قوة إيرانية من داخل سوريا أمس الأحد مستهدفا الأراضي الإسرائيلية".
ما هي الخسائر؟
في الوقت الذي لم يُعلن فيه رسميًا عن الأضرار التي تكبّدها نظام الرئيس بشار الأسد جراء القصف، تضاربت الروايات حول عدد القتلى الذين أوقعهم القصف داخل سوريا.
أفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل 4 عسكريين سوريين وإصابة 6 آخرين، مع تعرّض البنية التحتية في مطار دمشق الدولي لضرر جزئي.
فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية، إن الغارات قتلت ما لا يقل عن 11 شخصًا، بينهم سوريان، مضيفا "لا يوجد مدنيون" بينهم.
ورجّح المرصد، ومقّره لندن، ارتفاع عدد القتلى، وذلك لوجود مُصابين في حالات شديدة الخطورة.
ووصف مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، القصف الأخير بأنه "الأعنف والأوسع الذي يستهدف محيط العاصمة دمشق وضواحيها وريفها"، مؤكدًا أن "الكثير من الصواريخ وصلت إلى أهدافها".
هجمات عبر الحدود
تأتي الضربات بعد ساعات من هجمات عبر الحدود، قالت سوريا إنها تصدت خلالها لهجوم جوي إسرائيلي، في حين قالت إسرائيل إنها اعترضت بمنظمة القبة الحديدية قذيفة صاروخية أطلِقت على مرتفعات الجولان المُحتلة.
وقال نتنياهو "لدينا سياسة راسخة تتمثل في قصف التحصينات الإيرانية في سوريا وإلحاق الضرر بكل من يحاول إيذاءنا".
ولم يذكر ما إذا كان الصاروخ هجومًا أم أنه من الصواريخ التي تُطلقها المنظومات السورية الخاصة باعتراض الطائرات والصواريخ.
جاء ذلك بعد نحو أسبوع من غارة إسرائيلية استهدفت "مُستودعات أسلحة إيرانية" في مطار دمشق الدولي، أقرّ بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء.
وقال لمجلس وزرائه إن إسرائيل نفذت "مئات الهجمات خلال سنوات الحرب السورية للحد من قدرة إيران وجماعة حزب الله الإيرانية حليفتها"، في تأكيد نادر يصدر عن مسؤول إسرائيلي.
فيديو قد يعجبك: