مُذكّرات من القرن الـ19| كيف تحول ثري مسلم أفريقي إلى عبدٍ في أمريكا؟
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت - إيمان محمود:
في رواية نادرة عن أوائل المسلمين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، السيرة الذاتية لرجل يُدعى "عمر بن سعيد"، تم أسره في غرب أفريقيا ونقله إلى الولايات المتحدة ضمن الرقيق الأفارقة في القرن التاسع عشر الميلادي.
ولد عُمر بن سعيد 1770 في منطقة فوتا تورو في السنغال –وهي منطقة كان لها دور رائد في نشر الإسلام- وكان بن سعيد حاصلاً على درجة علمية عالية، وعالمًا في الدين الإسلامي.
كتب بن سعيد، مخطوطات عديدة حول حياته، وفي إحداها يصف مشهد القبض عليه في بلاده؛ قائلاً: "جيش كبير قتل العديد من الرجال في منطقة فوتا تورو"، ثم وُضع على متن سفينة إلى تشارلستون بولاية ساوث كارولينا في رحلة استمرت ستة أسابيع، قبل أن يُباع إلى تاجر عبيد يُدعى "جونسون".
يصف بن سعيد، التاجر جونسون بأنه "لم يخف الله إطلاقًا، ولم يقرأ الإنجيل ولا يصلي". وقال إنه "خائف من البقاء مع رجل فاسد يرتكب العديد من الجرائم" ما دفعه للهرب.
السيرة الذاتية لعُمر بن سعيد نشرتها مكتبة الكونجرس الأمريكي، وهي الوحيدة المعروفة إلى الآن لواحد من المسلمين الذين عانوا مرارة العبودية بالولايات المتحدة.
وكتب بن سعيد سيرته الذاتية في عام 1831 بعد عقود من القبض عليه، إذ كان في أوائل الستينات من عمره، وهي مكتوبة بخط يده باللغة العربية، ثم تُرجمت إلى الإنجليزية.
ويروي بن سعيد: "جاء إلى بلادنا جيش كبير، قتل العديد من الرجال وأسروني وأخذوني إلى البحر العظيم، وباعوني إلى مجموعة من المسيحيين، الذين ربطوني وأرسلوني على متن سفينة كبيرة وأبحرنا على البحر العظيم لمدة شهر ونصف عندما وصلنا إلى مكان يُدعى تشارلستون في اللغة المسيحية".
وأضاف "أنا أقيم في هذا البلد للضرورة القصوى، فقد أخذني الأشرار عن طريق العُنف وباعوني للمسيحيين".
كان عُمر بن سعيد يبلغ من العُمر 37 عامًا عندما اقتيد من منزله، وتوفي عام 1864 في ولاية كارولينا الشمالية ويثعتقد أنه كان في التسعينيات من عُمره.
تقول ماري جين ديب، رئيسة شعبة إفريقيا والشرق الأوسط، بمكتبة الكونجرس: "هذه الوثيقة تكشف أن العديد من العبيد الذين تم جلبهم من إفريقيا كانوا مسلمين، ومثل هذه الوثائق تتعارض مع افتراضات سابقة حول الحياة الثقافية والاجتماعية الإفريقية".
وأضافت "هذه المجموعة النادرة مهمة للغاية لأن السيرة الذاتية لعمر بن سعيد هي السيرة الذاتية الوحيدة الموجودة والمكتوبة بالعربية في أمريكا".
واستطردت "تكمن أهمية هذه السيرة في أنها لم يتم تحريرها من قبل الرجل الذي كان "يملك" سعيد، كما كان حال العبيد الآخرين المكتوبة باللغة الإنجليزية، وبالتالي أكثر صراحة ومصداقية".
وتُعتبر هذه في غاية الأهمية، إذ تُثبت وجود مستوى العالي من التعليم والثقافة المكتوبة في أفريقيا في ذلك الوقت، كما تكشف عن أن العديد من الأفارقة الذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة كعبيد كانوا مسلمين، فمثل هذه الوثائق تتصدى للافتراضات السابقة للحياة والثقافة الأفريقية، بحسب الصحيفة البريطانية.
ويصف عمر بن سعيد في سيرته نفسه بأنه رجل ثري ومتعلم، وجد نفسه يباع ذات يوم كرقيق، وأنه يتبع لقبائل فولا أو الفولاني التي تعتبر أكبر مجموعة عرقية في منطقة الساحل والغرب الإفريقي، ويبلغ تعدادهم اليوم حوالي 50 مليون شخص.
عندما هرب بن سعيد من ذلك الرجل الذي اشتراه والذي وصفه في سيرته بـ"الشرير"، سُجِن قبل وقت قصير من إعادة بيعه إلى عائلة في ولاية كارولينا الشمالية.
وانتهى الأمر مع جيم أوين، شقيق حاكم كارولينا الشمالية، والذي كتب "بن سعيد" عن عائلته: "يقدمون لي الطعام الذي يأكلونه، والملابس التي يرتدونها، ويسمحون لي بقراءة إنجيل الله".
ويستطرد "جيم أوين لم يضربني أبدًا، ولم يوبخني. لم أكن جائعًا ولا عاريًا ولا لدي عمل شاق لأفعله. فأنا غير قادر على القيام بعمل شاق لأني رجل هزيل ضعيف".
أشار بن سعيد في سيرته إلى أنه لم يعانِ من أي عوائق خلال عشرين عامًا قضاها في منزل عائلة جيم أوين.
وتمثل مُذكّرات عُمر بن سعيد جزءًا من مجموعة تضم 42 مستندًا، وقالت كارلا هايدن، أمينة مكتبة الكونجرس: "إن الاحتفاظ بها في مكتبة الكونجرس وإتاحتها للأفراد والباحثين من جميع أنحاء العالم، سيجعل هذه المجموعة أداة لا يمكن الاستغناء عنها لإجراء أبحاث حول أفريقيا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وسوف تُسلّط الضوء على تاريخ العبودية الأمريكية ".
فيديو قد يعجبك: