لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لتخطي أزمة "بريكست".. هل تكرر بريطانيا سيناريو "العدوان الثلاثي"؟

11:30 م الأربعاء 16 يناير 2019

ارشيفية

كتب – محمد عطايا:

في خمسينيات القرن الماضي، لم تكن لترضخ بريطانيا أمام قرار مصر بتأميم قناة السويس، فكان الحل الأمثل من منظورها شن عدوان مدعوم بقوى دولية لكسب الشرعية، إلا أنها تلقت ضربة قاسمة، أدركت معها "انكماش نفوذها"، و"تحطم كبريائها"، وذلك وفقًا لما ذكره الكاتب البريطاني شين أوجرادي، الذي رأى أن بلاده تعيد الكرة مرة أخرى تلك الأيام، بعدما طمست معضلة "البريكست"، المملكة التي لا تغيب عنها الشمس في ظلام العزلة.

ورفض مجلس العموم البريطاني أمس الثلاثاء، خطة رئيسة وزراء بريطانيا بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعدما صوت 432 نائبًا في ضد اتفاق "بريكست"، فيما صوت 202 لصالح خطة تيريزا ماي.

في مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، قارن الكاتب البريطاني شين أوجرادي، ما تمر به المملكة حاليًا، من لحظات "تشتت" و"انقسام"، بما حدث في مصر خلال خمسينيات القرن الماضي، عندما تقهقرت وتراجع نفوذها، موضحًا، أن الشعب البريطاني يجد حالياً الأوضاع "مزرية"، بعدما علم جيدًا أنه لن يحصل على خروج يضمن الانتصار لبلاده، لأن الاتحاد الأوروبي لن يفعل سوى الضغط على بريطانيا لحرمانها من جميع أوراق اللعب، التي تسمح لها بخروج يحفظ ماء الوجه فحسب.

"السويس" أثناء العدوان الثلاثي على مصر، تتجسد أمام البريطانيين، بحسب أواجرادي، فمنذ ما يقرب من 63 عامًا، وقفت المملكة المتحدة صامتة أمام تهديدات أمريكا بسحق الجنيه الاسترليني، بعدما رفضت واشنطن تغيير ميزان القوى الدولي بالعدوان على مصر، وهو ما يتكرر مرة أخرى أمام الاتحاد الأوروبي.

الكاتب البريطاني وعضو مجلس تحرير صحيفة "إندبندنت"، لفت إلى أن بلاده رغم تهديدات أمريكا حينها، إلا أنها أيقنت أهمية بناء علاقة خاصة مع واشنطن، وهو ما تحقق بالفعل.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يقف حالياً مسيطرًا على الأوضاع تمامًا مثلما فعلت الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي، وبالتالي لن تتمكن بريطانيا من تجاهله، أو إملاء شروطها عليه، أو ترفض قراراته.

القوة الحالية للاتحاد الأوروبي تكمن في أن بريطانيا تعتمد على في نصف تجارتها عليه، أي حوالي خمس الدخل القومي للملكة.

في المقابل يعتمد الاتحاد الأوروبي على نحو 10 % من صادراته على المملكة المتحدة.

أكد الكاتب البريطاني، أن بلاده تحتاج إلى الالتفاف حول مسودة خروج أكثر وضوحًا، معتمدة على إمكانيات بريطانيا أمام الاتحاد الأوروبي، مستشهدًا بنموذج اسكتلندا ومشروعها للخروج من عباءة المملكة المتحدة في العام 2014، التي أردات فيه أن تبقى في السوق التجاري حتى لا يتهاوى الجنيه.

واستطرد أن موقف اسكتلندا مشابه كثيرًا، لخروج بريطانيا، فالأولى رغم أنها أقل تعدادًا للقوة البشرية، وأضعف من الناحية الاقتصادية من الثانية، إلا أنها نجحت في ضمان استقلال آمن، قائم على اتفاقية دولية، مؤكدًا أن المملكة المتحدة تمر بتلك الظروف المشابهة.

شين أوجرادي، اختتم مقاله بصحيفة "إندبندنت"، أنه إذا أدرك المسؤولين بالمملكة مغزى ما حدث عام 1956، لتراجعوا وقبلوا ببساطة وضع "بريطانيا المتقلص" في العالم، على أمل أن تداوي مملكة النبلاء جراحها يومًا ما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان