بن جاسم: أزمة الخليج نزوة ستستمر.. والإمارات: انفصام تعوّدناه
كتبت- رنا أسامة:
اعتبر رئيس وزراء قطر السابق، الشيخ حمد بن جاسم، أن بلاده خرجت أقوى من الأزمة الخليجية رغم ما وصفه بـ"الجرح المعنوي" الذي نتج عن الإضرار بالنسيج الاجتماعي الخليجي نتيجة المقاطعة العربية للدوحة التي يُسميها "حِصارًا"، متوقّعًا استمرار الأزمة دون حل.
وقال بن جاسم، في لقاء مُطوّل من لندن مع مُراسل قناة روسيا اليوم، حسن زيتوني، إن "قطر الآن أقوى، رغم الخسائر المعنوية والتكاليف المالية، لكنها خرجت أقوى من هذه الأزمة"، مُشيرًا إلى أن "كيان مجلس التعاون الخليجي هُدم جراء الأزمة وسيحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة الثقة فيه".
قطعت دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقتها الدبلوماسية وروابطها التجارة مع قطر منذ 5 يونيو 2017، مُتهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخّل في شؤونها الداخلية والتقارب مع إيران- الخِصم الإقليمي اللدود للسعودية. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكار بشدة وتتهم الدول المُقاطعة لها بفرض حصار ينتهك سيادتها.
"اختلاط الأوراق"
وأرجع بن جاسم فشل المبعوث الأمريكي لحل الأزمة، أنطوني زيني، في مهمته إلى "اختلاط الأوراق في الأزمة الخليجية من قِبل أُناس لا يفقهون في السياسة"- على حدّ قوله.
واستقال زيني الثلاثاء الماضي بعد "إدراكه أنه لا يستطيع المساعدة في حل الأزمة الخليجية، بسبب عدم رغبة الزعماء الإقليميين في الموافقة على جهود الوساطة التي تم تقديمها"، حسبما صرّح لشبكة "سي بي إس" الأمريكية.
وأوضح بن جاسم أن الأزمة- التي وصفها بأنها نزوة- تُدار في واشنطن من أكثر من جهة، مع إدارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصِهر ترامب جاريد كوشنر لملف الأزمة من الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، الأمر الذي "أحرج زيني" ودفعه لتقديم استقالته، بحسب بن جاسم.
واعتبر المسؤول القطري السابق أنه "من الأنسب الآن استمرار الأزمة لأن واشنطن تجني ثمار الخِلاف الخليجي". وقال "أعتقد أنه في الوقت الحاضر يُراد الإبقاء على الأزمة بدون تصعيد أو حل".
وفي أواخر العام الماضي، دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أطراف الأزمة إلى التوصل إلى حل عبر "الحوار القائم على الاحترام المتبادل".
رد إماراتي: "انفصام تعوّدناه"
بدوره، رأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أنه "لا جديد" في حديث رئيس الوزراء القطري السابق.
وقال قرقاش: "لا جديد في حديث الشيخ حمد بن جاسم لروسيا اليوم، انفصام تعوّدناه بين الممارسة التي كان الشيخ حمد أحد مهندسيها وأدت إلى مأزق الدوحة الحالي، وبين الطرح النظري الفضفاض، ركاكة الحجة وضعف الخطاب وليد غياب النقد الذاتي والمراجعة".
وفي مطلع الشهر الجاري، توقّع قرقاش استمرار الأزمة، وأرجع ذلك إلى فشل الدوحة في تغيير توجّهاتها التي وصفها بالمُخرّبة.
وكتب قرقاش عبر تويتر: "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في 2019 لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المُخرّبة، وسيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها برغم الكلفة الباهظة".
وتابع الوزير الإماراتي "الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن ارث أوقع الدوحة في مأزقها".
ولا تزال الدول العربية الأربع متمسّكة بمطالبها الـ13 التي قدّمتها لقطر. الأمر الذي أكّده البيان الخِتامي للقمة الخليجية الـ39 في ديسمبر الماضي بالقول إن "الأشقاء في قطر يعلمون ما هو مطلوب منهم للعودة كعضو فعال في المجلس".
وتلعب الكويت دور الوسيط بين الدول المقاطعة لقطر والدوحة منذ اندلاع الأزمة قبل أكثر من شهرًا.
وفي وقت سابق من العام الماضي، كشف وزير الخارجية القطري أن مُباحثات سعودية كويتية تُجرى لحل الأزمة، غير أن "الموقف الواضح يُشير إلى أنه لا يوجد تقدّم في موقف الدول المُقاطعة لحل الخلاف القائم، فيما تحافظ قطر على موقفها وتدعم الوساطة الكويتية"، بحسب قوله.
وقال في مقابلة مع الفاينانشال تايمز البريطانية، ديسمبر الماضي: "لا يوجد تقدم حتى الآن مع المقاطعة، وأي بادِرة نحو المصالحة يجب أن تأتي أولاً من الدول المُقاطعة لقطر، خاصة من المملكة العربية السعودية".
فيديو قد يعجبك: