لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البشير صامد في مواجهة حركة احتجاجية تزداد زخما في السودان

04:42 م الخميس 10 يناير 2019

الرئيس السوداني عمر البشير

الخرطوم- (أ ف ب):

يواجه الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرتي توقيف، تظاهرات معارضة هي الأكثر خطورة على نظام حكمه للسودان حيث تولى السلطة إثر انقلاب عام 1989.

ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر تظاهرات بدأت احتجاجا على رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، ولكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكم البشير، وسط أزمة اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم.

وأفادت السلطات عن مقتل 22 شخصاً على الأقلّ، بينهم عنصرا أمن، وجرح المئات في التظاهرات التي جرت في بلدات وقرى سودانية قبل أن تتمدد إلى العاصمة الخرطوم، إلاّ أنّ منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى أربعين.

وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها السودان تظاهرات ضد البشير الذي سبق أن جرت تحرّكات احتجاجية ضدّه في أيلول/سبتمبر 2013 وفي يناير 2017، يقول محللون إن التظاهرات الأخيرة تشكّل أخطر تحدٍّ يواجه الرئيس السوداني.

ومنذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّه في 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور في غرب السودان، أعيد انتخاب البشير مرّتين رئيسا للسودان في انتخابات قاطعتها المعارضة.

وعلى الرغم من اتّهام المحكمة الجنائية الدولية له والتحديات الداخلية الكثيرة التي تواجهه، تمكّن الرئيس السوداني البالغ 75 عاما من البقاء في الحكم.

وانتخب البشير الذي يحكم السودان منذ 30 عاما، لولاية رئاسية خامسة في نيسان/أبريل 2015 بعد أن حصل على 94 في المئة من أصوات الناخبين.

والأربعاء رقص البشير ولوّح بعصاه كالمعتاد خلال تجمّع مؤيد له في الساحة الخضراء في الخرطوم حيث استقبله المئات بهتافات التأييد في أول تجمّع مؤيد للنظام منذ قيام التظاهرات الشهر الماضي.

وكان الرئيس برفقة زوجته وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، وقال لمناصريه "هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت".

عسكري

ومنذ صدور المذكرتين بحقّه، أجرى البشير عدة زيارات خارجية إلى دول إقليمية، كما زار روسيا.

وقبل أيام من قيام الاحتجاجات التقى البشير في دمشق نظيره السوري بشار الأسد في أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع النزاع فيها.

والعام الماضي استضاف البشير محادثات بين الزعيمين الخصمين في جنوب السودان، الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، توصلت إلى اتفاق لإنهاء الحرب في هذه الدولة.

واستقل جنوب السودان في 2011 بعد أن فاجأ البشير أشد منتقديه بتوقيعه اتفاق سلام أنهى نزاعا كان قائما بين الشمال والجنوب من أكثر من عقدين.

ومؤخرا انضم البشير إلى التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمرّدين الحوثيين في اليمن، معززا الروابط مع دول الخليج الغنية بالنفط، في تطوّر لقي انتقادات من قبل معارضيه.

والبشير ضابط عسكري برتبة لواء يعتمد نهجا شعبويا، فيؤكد قربه من الشعب ويخاطبه بالعامية السودانية.

وللبشير زوجتان ولا أبناء له، وهو ولد في 1944 في قرية حوش بانقا الواقعة شمال الخرطوم، لأسرة من المزارعين.

دخل البشير الكلية الحربية وترقى في المناصب ثم انضم إلى فوج المظليين، وشارك في حرب 1973.

وفي عام 1989 قاد اللواء البشير انقلابا سلميا ضد الحكومة المنتخبة ديموقراطيا برئاسة الصادق المهدي. ودعمته حينها الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي، الذي أصبح اليوم من أكبر معارضيه.

إيواء بن لادن

وتحت تأثير الترابي، قاد البشير السودان نحو حكم إسلامي أكثر تشددا، وقد استضاف في التسعينيات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ثم عاد وطرده بطلب من الولايات المتحدة.

وردا على اتهامات عدة من بينها انتهاك حقوق الإنسان، فرضت واشنطن حصارا تجاريا على السودان في العام 1997.

وفي 1993 أدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وبعد أربع سنوات فرضت على الخرطوم حظرا تجاريا على خلفية اتهامات عدة من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان، رفعته في 2017.

ووصلت التوترات بين البشير والترابي إلى أعلى مستوى في أواخر التسعينيات، اذ انه وفي محاولة منه لاخراج السودان من عزلته، عمد في العام 1999 الى إقصاء الترابي من دائرته المقربة.

لكن تنفيذ الحكومة حملة عنيفة عام 2003 للقضاء على تمرد في منطقة دارفور الغربية عرّض البشير لمزيد من الانتقادات.

وأدى النزاع في دارفور إلى أكثر من 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2,5 مليون شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ومنذ عام 2011 واجه البشير حركة تمرد بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان - شمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وعلى الرغم من تخطّيه العديد من التحديات خلال فترة حكمه، يشكك المحللون في قدرته على تخطّي الاحتجاجات الأخيرة.

وقال خالد التيجاني المحرر في صحيفة "إيلاف" الاقتصادية الأسبوعية إن "التظاهرات أضعفته".

وتابع التيجاني أن "الرئيس البشير كان على وشك إجراء تعديلات دستورية تتيح له الترشّح مجددا للرئاسة في 2020، لكن بات عليه الآن أن يعيد النظر في ذلك".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان