إعلان

خلفيات نازية تلاحق "ديمقراطيو السويد" اليميني الشعبوي

01:02 م السبت 08 سبتمبر 2018

برلين (دويتشه فيله)

يتوقع محللون أن تفرز انتخابات الأحد 9 سبتمبر الحالي أن يصعد اليمين المتطرف السويدي ليصبح ثاني أكبر قوة في البلاد. لكن الخلفية النازية لعدد من أعضاء الحزب ومؤسسيه تمثل وصمة قد تحد كثيراً من تقدمه السياسي.

يمسك جيمي أكيسون (39 عاما) زعيم حزب ديمقراطيو السويد (SD)، اليميني الشعبوي، المايكروفون في مدينة مالمو، بعدها بلحظات تتصاعد الهتافات المؤيدة. على الجانب الآخر ترتفع لافتات كتب عليها "لا نريد عنصريين في شوارعنا!" و "اسكت، أنت عنصري دموي" ، و" اس دي: نازيو 1988.. نازيو 2018 ".

لم يعد معارضو الفاشية هم فقط من يصف الحزب بـ "النازي"، فرئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين وصفه بأنه "حزب نازي جديد له جذور نازية وعنصرية". ويعترف أنصار الحزب بأن هناك وصمة عار تلاحق حزبهم وتتسبب في أزمة.

ن. أ. نيلسون - 16 عاماً - أتى مع زملائه طلاب المدرسة الثانوية لدعم الحزب، ويقول:" قد تواجه رد فعل شديد العنف لأن بعض الناس لا يحبون السياسة، لكنني أعتقد أن الأمر جيد بالنسبة للسويد: لا يمكننا القبول بقدوم المزيد من المهاجرين " بحسب ما قال لــ DW.

"ديمقراطيو السويد" و"القومية الثقافية"

من الناحية الأيديولوجية، يُعد حزب ديمقراطيو السويد، أقل الأحزاب تطرفًا، ويعترف بـ "القومية الثقافية" المفتوحة للجميع، بغض النظر عن مكان الميلاد أو لون البشرة، لكنه في الوقت نفسه يدعو إلى تشديد القيود على إجراءات الهجرة. يقول الحزب إنه يريد لبلاده أن تقبل فقط بلاجئين من الدنمارك والنرويج وفنلندا، كما يفضل إرساء نظام تصاريح عمل أكثر صرامة. وتكمن أزمة الحزب الحقيقية في أن له ارتباطات بحركة النازيين الجدد في السويد.

حتى ماتياس كارلسون ، القائد البرلماني للحزب والمنظر الايديولوجي له، يعترف بأن عدداً غير قليل من الأعضاء المؤسسين له قدموا من مجموعة عنصرية تسمى "حافظوا على السويد سويدية" والتي صدر قرار بحلها في عام 1986، فيما تم تشكيل حزب ديمقراطيو السويد (SD) في عام 1988. ويشدد كارلسون على أن حزب SD ليس استمرارًا لتلك المنظمة".

الجدير بالذكر أن أول أمين صندوق للحزب، وهو غوستاف إيكستروم، كان عضواً سابقًا في كتائب القتل الهتلرية المعروفة باسم "سلاح إس إس" Waffen SS، فيما كان القيادي الأول في الحزب انديرس كلارستروم ناشطاً بحزب الشمال الاسكندنافي النازي.

والسؤال الدائر حالياً هو: هل لازالت تلك الارتباطات التاريخية تلطخ صورة الحزب، على الرغم من جهود أكيسون لإصلاحه منذ توليه زعامة الحزب في عام 2005؟

كارلسون قال لـ "DW": "نحن ثابتون على مبادئنا ولا نساوم بشأن هذه الأمور، فإذا كان هناك أي علامة على كراهية الأجانب والعنصرية ، فإننا نقوم على الفور بطرد هؤلاء الأشخاص".

تقول جوليا كرونليد، السيدة الأعلى مرتبة في قيادة الحزب، إن وصمة العار تراجعت كثيراً عما كانت عليه قبل عقد من الزمان حين كانت مجرد مؤيدة للحزب في ذلك الوقت.

45331694_401

وتضيف في حديثها لـ DW قائلة: "عندما قررنا أنا وزوجي الانضمام إلى حزب SD ، أصيب من حولنا بالصدمة، لكنهم الآن يقدرون ما قمت به، بل إن بعضهم يريد الانضمام للحزب."

لكن سيسيليا بلاد، وهي سياسية مثقفة من الطبقة الوسطى، تشكو من أن الناشطين المحليين في الحزب ما زالوا يواجهون مشكلات مع أرباب عملهم. وقالت لـ DW: "آمل أن يتغير ذلك، لأنه إذا كان خمس المواطنين السويديين يساندنا، وربما حتى ربعهم، فإن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا الحال، ففي وقت ما يجب أن يتوقف ذلك الرفض."

الجذور النازية تطارد "ديمقراطيو السويد"

ولعل السبب في ذلك، يرجع في جانب منه إلى أن العديد من الأعضاء عنصريون بشكل واضح. في الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة "اكسبرسن" أن أحد السياسيين المحليين في حزب SD كان كتب عن ما اسماه بــ"الطاعون اليهودي" على مجموعة فيسبوك مغلقة، ودخل في جدال مع آخرين بأن "هتلر لم يكن مخطئاً بشأن اليهود".

يقول ديفيد باس، وهو روائي تابع هذا النقاش، إنه من الطبيعي أن ينشر نشطاء حزب SD مثل تلك التعليقات العنصرية في المنتديات المغلقة وعلى موقع التواصل الاجتماعي الروسي "فكونتاكتي" VK.

ويضيف في تصريحاته لـ DW قائلاً: "لديهم وجهان: فهم على صفحاتهم الشخصية بفيسبوك لا يكتبون هذه الأشياء، لكنهم على VK ، يكتبون شيئاً مختلفاً تماماً ".

كما كشفت صحيفة "اكسبرسن" بالاشتراك مع مجلة "اكسبو" المناهضة للتطرف، أن ما لا يقل عن ثمانية مرشحين حاليين في انتخابات حزب SD هم أعضاء سابقون في مجموعات النازيين الجدد، وأن أحدهم قد سدد بالفعل قيمة اشتراك عن عضوية واحدة في حركة المقاومة الشمالية في عام 2016.

أندرياس أولوفسون، والذي يقوم بحملة لمساندة "ديمقراطيو السويد" في كليبان، والتي تبعد عن مدينة مالمو بنحو ساعة، كان قائداً للفرع المحلي للجبهة الوطنية الاشتراكية النازية الجديدة (NSF) في أواخر التسعينيات.

يقول أولوفسون لـ DW " :لقد كان وقتًا حزينًا للغاية بالنسبة لي. كنت شاباً وغبياً. أنا الآن شخص مختلف تماماً."

لا تسامح مع العنصرية؟

يزعم حزب SD أنه يدقق في جميع المرشحين، لكن ماضي أولوفسون هو أمر معروف في البلدة، فيما يتم التغاضي عن مثل هذه الأمور إلى حد كبير.

يقول جوناثان ليمان، وهو باحث ميداني ساهم في التحقيقات، إن النتائج التي توصل إليها هي دليل على أن سياسة عدم التسامح المطلق مع العنصرية "ليست متجذرة في الحزب".

وقال لـ DW: "إنهم يقضون المزيد من الوقت في إخبار أشخاص مثلك بأن لديهم هذه السياسة بدلاً من أن يتواصلوا مع أعضاء في الحزب ويتأكدوا من أنهم قد تعلموا تلك المبادئ واستوعبوها".

بالعودة إلى مالمو، نشاهد ريكي لوينبورغ، وهو أحد أنصار حزب SD، وقد بدا منفعلاً وهو يردد هتافات حماسية خلال خطاب أكيسون.

45331777_401

يقول لوينبورغ لـ DW: "نازيون؟".. يتساءل متعجباً وهو يهتف ويلوح بيده سائراً مع آخرين نحو المتظاهرين، ويتابع: "إن الديمقراطيون الاشتراكيون هم النازيون!"

يحذره شرطي من التوجه إلى المتظاهرين على الجانب الآخر فيتراجع. يقول لوينبورغ: "ضرائبي تذهب إلى تلك الحثالة هناك"، ويشير ملوحاً لمراسل DW وهو يعود قائلاً: "لهذا السبب أنا غاضب".

في الخلفية، يتحدث أكيسون عن المهاجرين الراغبين في "بناء مجمعات ضخمة من المساجد ذات المآذن الكبيرة في كل مكان" ، وعندما يعرف لوينبورغ أن مراسل DW بريطاني يبدأ في الحديث عن فيلم شاهده كان قد أنتجه اليمين المتطرف في بريطانيا ضد الإسلام، ويقول: "إنه أمر سيء حقاً ما نسمعه عن المسلمين هناك. كل المسلمين في بريطانيا يمسكون بزمام الأمور الآن".

يشير إلى نفسه قائلاً: "نحن لسنا نازيين" ويتابع بحزم: "هم يعتقدون أننا نازيون، لكننا لسنا كذلك على الإطلاق. أنا لست عنصريا، آمل أن تكتب ذلك. أنا متزوج من فلبينية. أنا أحب الأجانب."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان