هل انتهك ترامب القانون؟.. الإجابة خلف أبواب اجتماعاته المغلقة
كتبت- هدى الشيمي:
تجرى الآن تحقيقات بشأن عدد من القضايا المُتوقع أن تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة بعد تطور الأمور مع إدانة اثنين من المسؤولين السابقين في إدارته بالاحتيال الضريبي والمالي واختراق قوانين الحملات الانتخابية.
تقول مجلة نيويوركر الأمريكية إن الجميع داخل الولايات المتحدة وخارجها يحاولون معرفة إلى أين تسير التحقيقات، ويتساءلون عما إذا كان ترامب انتهك القوانين، خاصة فيما يتعلق بصفقاته ومعاملاته التجارية السابقة.
ومن أجل الإجابة على هذه الأسئلة حاورت المجلة أحد المسؤولين العاملين في منظمة ترامب الضخمة، والذي قال إن"حل هذا اللغز يكمن وراء أبواب غرف الاجتماعات في منظمة ترامب"، والتي شهدت حضورًا لشخصيات من مُختلف الجنسيات وعملوا في مجالات عدة.
يقول المسؤول إن باب غرفة الاجتماعات كان مفتوحًا دائمًا، وإغلاقه كان أمرًا شاذًا وغير مُعتاد، وكان يعني حينها أن رجل الأعمال النيويوركي يقوم بأمر غير طبيعي.
إذا كان ترامب يناقش صفقة ما، فإنه يحب الاتصال بأحد العاملين في مكتبه والتحدث معه عن مدى عظمتها. وإذا كان يلتقي بشخص مميز -لاسيّما إذا كان ثريًا أو مشهورًا- فإنه سيهتم بتقديمه، لذلك فإن اغلاق الأبواب في منظمة رجل الأعمال الكبير -وقتذاك- لم يكن مزعجًا فقط، ولكنه كان يعني أنه "يتفاوض بشأن شيء ما مهم وسري".
وحسب المسؤول السابق، فإن الأشخاص الوحيدين المسموح لهم بدخول الغرفة في هذه الحالة، كانوا هؤلاء الذين يعرفون أسراره، وهم ابنته ايفانكا، وابنه دونالد ترامب جونيور، وآلن وايسلبرج، المدير المالي لمؤسسة "ترامب".
ويقول المسؤول إنه من الممكن معرفة ماذا كان يحدث خلف الأبواب المغلقة، بالنظر إلى المعلومات التي كُشف عنها ونُشرت في وسائل الإعلام وقتذاك.
توضح النيويوركر أن وايسلبرج يعرف الكثير من التفاصيل والمعلومات الخاصة والدقيقة.
يُشار إلى أن وايسلبرج حصل على حصانة جزئية من الإدعاء الفيدرالي وشهد أمام هيئة المحلفين الكبرى في التحقيق مع مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب الذي أقر بالذنب في أغسطس الماضي، في تهم تزوير واحتيال مصرفي وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية.
كان وايسلبرج مسؤولًا عن إدارة الأعمال عند انشغال ترامب في عقد الصفقات المهمة، وكان يدير المعاملات المالية والتجارية.
وقال المسؤول إن الشخص الآخر الذي كان على علم بنفس المعلومات والتفاصيل التي يعرفها وايسلبرج هو ايفانكا ترامب، ابنة الرئيس الكُبرى.
ويتابع: "أنها تعرف الكثير من المعلومات والتفاصيل، تعلم أمور تفوق تلك التي يعرفها شقيقها دونالد الأبن ملايين المرات".
وأوضح المسؤول أن ايفانكا تعاملت بنفسها في العديد من الصفقات الصعبة، فكانت تقريبًا المسؤولة عن مشروع ترامب في أذربيجان، وأشرفت على عمل المنظمة مع عائلة رئيس تركمستان قربانقلي بردي محمدوف، عندما حامت الشبهات حول غسل الأموال للحرس الثوري الإيراني.
وحسب المسؤول نفسه، فإن ايفانكا، والتي تشغل الآن منصب مستشارة الرئيس الأمريكي، أشرفت على صفقة ترحيص في فانكوفر مع رجل أعمال ماليزي بارز كان والده مُتهم بجرائم احتيال مادية.
وتزعم جماعات المراقبة الحكومية والمنظمات الحقوقية أن هذه الصفقة مشبوهة، وأنها ربما تكون انتهكت قوانين التجارة الأجنبية.
علاوة على ذلك، تقول نيويوركر إن شريك ايفانكا في مشروعتها في تجارة المجوهرات متهم بالاحتيال الضريبي، والتهرب من دفع أكثر من 60 مليون دولار ضرائب.
وفي الوقت نفسه، يقول البعض إن ترامب لم ينتهك القوانين عن قصد، ولكنه كان مندفعًا ولم يُدرك أنه ربما يفعل شيئًا غير قانوني.
وأوضح المسؤول ذاته أن رونا جراف، المساعدة التنفيذية لترامب، تحمل في جعبتها أيضًا الكثير من التفاصيل والمعلومات، فكانت حلقة الوصل بين ترامب وباقي العالم، أجابت على المكالمات الهاتفية، وكتبت وقرأت بريده الإلكتروني، واستقبلت الشخصيات الهامة التي كانت تذهب لزيارته، وأعدت جدول اعماله.
وربما لا تعرف جراف تفاصيل صفقات ترامب، ولكنها ساعدت على تأسيس شبكة معارف وعلاقات رجل الأعمال النيويوركي في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والتجارية والسياسية.
جيسون جرنبلات، والذي أصبح رئيس فريق محاميي ترامب عام 2009 وبات الآن مبعوثه لشؤون الشرق الأوسط، على علم أيضًا بتفاصيل العديد من القضايا والمشاكل التي واجهها الرئيس الأمريكي وقتذاك.
وهناك اسم آخر طرحه المسؤول السابق في منظمة ترامب وهو ماثيو كالاماري، وهو أحد الحراس الشخصيين لترامب.
وفقًا لمجلة التايمز، فإن ترامب ضمّ كالاماري لفريق حراسه الشخصيين عام 1981، بعد أن أثار اعجابه عندما شاهده يطرد مجموعة من المشاغبين عندما كان يعمل حارسًا في أحد الملاهي.
يشغل كالاماري الآن منصب مسؤول التشغيل الرئيسي في منظمة ترامب، وتولى نجله منصب مدير الأمن.
وقال العديد من الأشخاص المقربين لترامب إن كالاماري ربما لا يعرف الكثير عن صفقات ترامب المزعوم أنها مشبوهة، ولكنه كان أكثر المقربين منه، لذلك فهو بالتأكيد يعرف الكثير من المعلومات والتفاصيل، لاسيما وأنه مستعد لفعل أي شيء يأمره به رئيسه.
وتؤكد المجلة أن دونالد الابن ووايسلبرج يعلمان أغلب تفاصيل الصفقات والمعاملات التجارية، وشاركا في كل شيء تقريبًا، ما يجعلهما طرفين مهمين في أي تحقيق خاص بترامب.
وحسب المقربين من ترامب، هناك الكثير من الأشخاص الذين يعرفون تفاصيل ومعلومات قد تساعد إذا تم الربط بينها في التحقيقات، وستساعد على معرفة ما إذا كان الرئيس الأمريكي انتهك القوانين أم لا.
فيديو قد يعجبك: