إعلان

لماذا بدأت مقدونيا تغيير اسمها؟

02:51 م الأحد 30 سبتمبر 2018

رئيس الوزراء المقدوني زوران زاييف

إسكوبية- (أ ف ب):

من النادر أن يعمد بلد الى تغيير اسمه، وخصوصا لإرضاء أحد جيرانه، أي اليونان في هذه الحالة. لماذا يُطلب من المقدونيين، عبر استفتاء، الموافقة على ان تصبح بلادهم "جمهورية مقدونيا الشمالية"؟ وماذا سيحدث إذا رفضوا؟

ما هي المشكلة؟

في 1991، اعلنت مقدونيا استقلالها عن يوغوسلافيا. وأنكرت عليها اثينا حق استخدام إسم "مقدونيا" الذي تعتبره حصرا اسم محافظتها الشمالية، ورات فيه استيلاء على تراثها، خصوصا تراث الإسكندر الكبير، بالاضافة الى طموحات توسعية خفية.

ويدخل المقدونيون الأمم المتحدة بصفتهم "أريم" أو "فيروم"، المختصرين الفرنسي والإنجليزي للفظة "جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة". وأغلق عليهم الفيتو اليوناني أبواب الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وتمسك اليمين القومي الحاكم في سكوبيي بخط متشدد: اعتماد اسم مقدونيا أو لا شيء.

وقد أدى وصول الاشتراكيين-الديموقراطيين الى الحكم في ربيع 2017 بدعم من الأحزاب الألبانية 2017، الى تغيير المعطيات. وتم توقيع اتفاق مع اليونانيين في يوليو، يهدف الى جعل البلاد "جمهورية شمال مقدونيا".

"نعم" تؤدي الى تثبيت تغيير الإسم؟

كلا. وشدد رئيس الوزراء زوران زاييف على الطابع الاستشاري للاستفتاء. ويتعين تثبيت نتيجته في البرلمان، بأكثرية الثلثين غير المتوافرة للإئتلاف الحاكم. ومن اجل اعتماد الاسم الجديد، يتعين الاعتماد على تأييد قسم من اليمين الذي يبدو منقسما. ويأمل زاييف في مشاركة قوية و"نعم" صريحة وكثيفة لا تترك اي خيار لمعارضيه. وتبقى عقبة اخيرة: التصديق اليوناني.

لماذا سيوافق المقدونيون؟

وعلى رغم تحفظهم عن فرض تغيير الاسم عليهم، يريد كثيرون اغتنام الفرصة للتقارب مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي. لذلك فإن "نعم" هي المرجحة.

وإذا فازت "لا"؟

يستطيع البرلمان نظريا ان يعارض هذا الاستفتاء الاستشاري. لكن يبدو من غير المحتمل في هذه الحالة ايجاد اكثرية الثلثين النيابية. ومع "لا" ستغلق بالتأكيد ابواب الحلف الأطلسي والاتحاد الاوروبي.

هل سيتغير اسم اللغة؟

كلا. في نظر عدد كبير من المقدونيين، هذا خط أحمر، وينص الاتفاق على ان تبقى لغتهم اللغة "المقدونية"، وهذا انتصار لزوران زاييف.

هل يتعين التخوف من تدخل روسي؟

يرى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أن "لا شك" في أن موسكو مولت أنصار الـ "لا". لكن لا يتوفر "اي دليل" لزوران زاييف.

ويقول جايمس كير-ليندساي، الأستاذ الجامعي البريطاني المتخصص بالشؤون البلقانية "لا شك في ان لا مصلحة لروسيا على الاطلاق في ايجاد حلول لجميع هذه المشاكل الاقليمية". لكنه اضاف انه لم ير اي مؤشر لتدخل روسي. ولا يتوفر لروسيا في مقدونيا النفوذ نفسه على الرأي العام الذي تتمتع به لدى الصرب ومونتينيجرو.

هل تلوثت الحملة بالأخبار "الزائفة"؟

كانت مقدونيا مركزا لانتاج "الأخبار الزائفة" خلال الحملة الرئاسية الأمريكية في 2016. وتوفرت ايضا اخبار زائفة خلال الحملة، مثل هذه الشائعة التي تفيد ان الحلف الاطلسي ينوي اجراء تجارب على اليورانيوم المنضب على الارض المقدونية. لكن تلك الاشاعات لم يكن لها دور حاسم.

من يقوم بحملة من أجل "لا"؟

وقفت وسائل الإعلام الواسعة الانتشار وراء الـ "نعم". وشن معارضو الاتفاق حملة على شبكات التواصل الاجتماعي، تحت اسم "بوجكوتيرام" (أقاطع). واعلن الرئيس يورغي ايفانوف القريب من اليمين انه لن يشارك في الاستفتاء.

ماعلاقة الاسكندر الكبير بهذا الاستفتاء؟

ويقول المقدونيون القوميون المتشددون انهم ليسوا سلافيين، وانهم يتحدرون مباشرة من هذا الملك. وفي الاتفاق، توافق مقدونيا على ان اسمها "ليس متصلا بالحضارة اليونانية القديمة، بالثقافة ولا بتراث المنطقة الشرقية" من اليونان.

ما هو التأثير على دول البلقان؟

ويعرب زوران زاييف عن اقتناعه بأن الـ "لا" تفتح "فصلا جديدا من التسيب الأمني والاضطراب" في جنوب اوروبا. وقال الاستاذ الجامعي البريطاني المتخصص بشؤون البلقان جايمس كير-ليندساي "لا شك في ان ذلك سيكون فشلا بالغ الخطورة على دول البلقان، وعلى المنطقة ايضا".

وقال زوران زاييف ان فوز ال "نعم" يؤكد "ان مشاكل الهوية يمكن حلها باتفاقات من هذا النوع".

إلا ان هذا الملف لا علاقة له بالمسألتين الأخريين الحساستين في البلقان: العلاقات بين صربيا وكوسوفو والتوترات بين الجماعات في البوسنة.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان