اتفاق في العراق على ائتلاف برلماني قادر على تشكيل حكومة
(بي بي سي):
أعلنت كيانات سياسية في العراق التوصل إلى اتفاق لتشكيل كتلة غالبية في البرلمان المنتخب حديثا، بما يجعلها قادرة على تشكيل حكومة جديدة.
وتضم الكتلة 16 كيانا سياسيا، بينها تحالف "سائرون" بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وائتلاف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي.
وتظهر وثيقة الاتفاق الموقعة من قبل رؤساء الكيانات السياسية أو ممثلين عنهم أن الكتلة الجديدة تضم 177 نائبا برلمانيا، وهو ما يزيد عن نصف عدد مقاعد البرلمان، البالغ 329 مقعدا.
وباعتبارها أكبر كتلة في البرلمان، سيتم تكليفها من جانب رئيس البلاد بتشكيل الحكومة، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من الغموض السياسي.
وسيكون على عاتق الحكومة الجديدة إعادة البناء بعد نحو 3 سنوات من القتال مع تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك الحفاظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وإيران، وهما أكبر حليفين للعراق.
والنظام السياسي العراقي مصمم على أساس ضمان عدم سيطرة شخص واحد أو طرف واحد على مقاليد السلطة، وذلك بهدف تجنب أي عودة للديكتاتورية، بعد الإطاحة بنظام رجل العراق القوي الراحل صدام حسين.
وجاء إعلان الاتفاق في وقت متأخر مساء الأحد، قبيل ساعات من انعقاد أولى جلسات البرلمان.
وأجريت الانتخابات البرلمانية في مايو/ أيار الماضي، لكن عملية إعادة فرز الأصوات والخلاف حولها أجل إعلان النتائج حتى الشهر الماضي.
ومن المحتمل أن يظل العبادي، المدعوم من الغرب، والذي جاءت كتلته في المركز الثالث بحصولها على 42 مقعدا، في منصبه رئيسا للوزراء.
ووفقا لنسخة من قائمة التوقيعات على الاتفاق، فإن الكتلة البرلمانية الجديدة تشمل تحالف الصدر والشيوعيين، والذي فاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات (54 مقعدا).
ومنذ انعقاد البرلمان لأول مرة بعد الانتخابات، سيكون أمام النواب مهلة 30 يوما، لاختيار رئيس جديد للبلاد، وهو منصب ينتخب له شخص من الأقلية الكردية بأغلبية ثلثي الأصوات على الأقل.
ولم يعلن الأكراد رسميا بعد مرشحهم لهذا المنصب الشرفي الرفيع.
وبعد انتخابه، سيكون أمام الرئيس مهلة 15 يوما، ليكلف أكبر كتلة برلمانية بتشكيل الحكومة الجديدة.
ويضم الائتلاف البرلماني الجديد أيضا قائمة الوطنية، بزعامة نائب الرئيس المنتهية ولايته إياد علاوي (21 مقعدا)، وقائمة الحكمة بزعامة رجل الدين الشيعي عمار الحكيم (19) مقعدا، فضلا عن عدد من النواب السنة، ونائب عن كل من التركمان واليزيديين والصابئة والمسيحيين.
ويغيب الأكراد عن الائتلاف البرلماني الجديد، وكذلك كتلة القيادي الشيعي هادي العامري، التي جاءت في المركز الثاني بمجموع 48 مقعدا، وكتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، التي جاءت في المركز الخامس بمجموع 25 مقعدا.
ويعد العامري والمالكي أبرز حليفين لإيران في العراق.
وشهدت الأيام القليلة الماضية سباقا من معسكر الصدر والعبادي لتشكيل أغلبية برلمانية، قبل أن يتمكن العامري والمالكي من ذلك.
لكنى سياسيين متحالفين مع العامري والمالكي أشاروا إلى أن الائتلاف الجديد ربما ينهار، ولمحوا إلى انشقاقات وشيكة قد تحدث وترجح كفة معسكرهم.
فيديو قد يعجبك: