إعلان

حُمى نادرة تفتك بالسودان: الحكومة تتكتم على 78 وفاة.. ومغرّدون " الوطن يحتضر"

11:10 ص الأربعاء 26 سبتمبر 2018

كتبت- رنا أسامة:

حالة من الذُعر تعتري ولاية "كسلا" السودانية، وسط مُطالبات بإعلانها "منطقة كوارث" مع الحديث عن عشرات الوفيات جراء حُمى "الشيكونجونيا"- أو "الكنكشة"- كما اصطُلِح عليها محليًا، وانتقادات شعبية لتعامل الحكومة مع الكارثة الوبائية، يقابلها تصريحات رسمية بالنفي وتأكيدات على أن الوضع الصحي تحت السيطرة.

وفقًا للمعلومات المتداولة، شهدت كسلا الواقعة شرقي السودان أول إصابة بالمرض في 8 أغسطس الماضي، لتتزايد بعدها حالات المصابين الذين نُقِلوا إلى المستشفيات بنفس الأعراض إلى المئات يوميًا، بحسب صحيفة "الصيحة" السودانية.

وتُصّر السلطات السودانية، رغم اعترافها بانتشار هذا النوع من الحمى التي تنقلها بعوضة الـ"أيديس"، على أنه لم يوقِع وفيات حتى الآن. فيما تتحدّث إحصاءات غير رسمية عن 10 ألف حالة إصابة ووفاة 78 شخصا متأثرين بالمرض، أغلبهم من المُسنين والأطفال.

وأعلن مسؤول سوداني الثلاثاء أن أكثر من 11 ألف شخص أُصيبوا بمرض الشيكونجونيا الفيروسي خلال الشهر الماضي، نافيًا وقوع أي وفيات.

وتركّزت معظم حالالت الحمى المُسجّلة داخل كسلا في غرب القاش وبعض أحياء شرق القاش، حسبما أعلنت رئيسة إدارة الطوارئ بوزارة الصحة السودانية، ليلى حمد النيل.

وقالت إن المُصابين يعانون من الوهن الشديد خلال فترة المرض التي تستمر أسبوعًا، وبعدها يعودون إلى حالتهم الطبيعية دون أية مضاعفات، مؤكدة عدم تسجيل أي وفيات ناجمة عن الإصابة بتلك الحمى.

وذكرت أن وزارة الصحة تدخلت للقضاء على المرض، بزيادة عدد الأطباء وتوفير الأدوية المجانية ومكافحة الناقل للمرض بكافة الطرق المتاحة.

ما هي حمى الشيكونجونيا؟

تُعرّف منظمة الصحة العالمية حمى الشيكونجونيا أنها "مرض فيروسي ينتقل بلدغات بعوض (أيديس) الحامل له. ويُعد من أندر الأمراض الفيروسية التي قد تصيب الإنسان".

تستمر تلك الحمى من 5 إلى 7 أيام. ومن أعراضها الحمى والصداع والتقيّؤ والطفح الجلدي وآلام المفاصل، التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى الشلل.

وتشير الصحة العالمية إلى أنه لا يوجد أي لقاح يمكن استخدامه لمكافحة هذا الفيروس، وبالتالي تعتمد التدابير الوقائية بشكل كلي على تجنّب لدغات البعوض التي تحدث أثناء النهار بالدرجة الأولى.

ويُمثل تواجد أماكن تكاثر البعوض على مقربة من مساكن الناس من أخظر العوامل المؤدية للإصابة بالشيكونجونيا.

وبحسب الصحة العالمية، لا يوجد دواء شافٍ من المرض، ويركز العلاج على تخفيف حدة الأعراض. ولا ينبغي استخدام الأسبرين لعلاج المرض.

وأصابت الشيكونجونيا، في الفترة بين فبراير وأكتوبر 2006، أكثر من 1.25 مليون شخص في الهند وجنوب آسيا.

كما سجّلت إصابات واسعة النطاق في بلدان شرق أفريقيا ووسطها وبلدان المحيط الهندي، بما في ذلك جزر القمر وجابون ومدغشقر ومالديف وموريشيوس وجزيرتي مايوت ورينيون الفرنسيتين وسيشيل.

كِسلا تحتضر

وتحت هاشتاجيّ كسلا_تحتضر و#انقذوا_تحتضر، أطلق نشطاء سودانيون عبر تويتر نداءات استغاثة لإنقاذ أهالي الولاية الواقعة على بُعد 480 كيلومترًا جنوب شرق الخرطوم، موجّهين انتقادات لاذعة لتعامل الحكومة مع تحذيرات من انتشارها إلى ولايتي بورتسودان والقضارف المجاورتين.

وكتب أحدهم "زمان كنا بنشوف أساسيات الحياة كرفاهية وحاليًا بقينا نتعامل وناخد حقوقنا بس كبشر".

1

وناشدت أخرى "يجب أن نصحو من غفوتنا قبل أن يضيع ما تبقى من هذا الوطن.. ليس كسلا وحدها الوطن يحتضر".

2

وانتقد أحد الناشطين السودانيين دور الحكومة، مُغرّدًا "لا دور للحكومة الجهل والنهب وسفك الدماء والفساد والوضع لا يستحمل أغبياء مثلهم".

3

وأشار آخر إلى أن "الكارثة الحقيقية أنه حتى المشافي والمراكز الصحية باتت موبوءة بالكامل ولا تصلح للعلاج أو المحاولات الإسعافية".

4

الأمر الذي أكّدته صحفية سودانية تُدعى ثناء عابدين قالت لموقع "سودان تريبيون" إنها أصيبت بالحمى مع كل أفراد أسرتها، وما زالت تعاني من آلام المفاصل رغم تجاوزها للمرحلة الحرجة.

وأضافت أن "المشافي والمراكز الصحية تعُج بالمصابين وتسجل المئات من حالات الإصابة يوميًا".

وأفادت موظفة في مدينة كسلا، فضلت عدم كشف هويتها، أن المرض منتشر ولا يخلو بيت في المدينة منه، مؤكّدة حدوث وفيات. وقالت "لأول مرة أحس أن مواقع التواصل الاجتماعي صادقة والسلطات الرسمية صامتة"، بحسب سودان تريبيون.

وعزا موقع "إيكو سودان" المحلي سبب تفشّي الحمى إلى فشل السلطات المحلية وافتقارها إلى خطط وبرامج تحول دون انتشار الوباء، منها التقصير في صيانة مجاري الصرف الصحي، وردم المستنقعات، ونظافة المدينة، وتجاهل عملية الرش بالمبيدات لمحاربة البعوض والذباب.

وبدأ تفشي المرض في الأسابيع الأخيرة بعد هطول أمطار غزيرة على المنطقة أدّت إلى فيضان نهر رئيسي في كسلا.

وقال المتحدث باسم إدارة ولاية كسلا مجذوب أبوموسى، إن ولايته تلقت مساعدات صحية وفنية من وزارة الصحة السودانية، ولكنه أبدى قلقه من انتشار الفيروس، داعيًا إلى مزيد من المساعدات.

وقال شهود إنها رأوا يوم الاثنين طائرات ترش الولاية بمبيدات ضد البعوض.

وفي هذه الأثناء، اتهمت أحزاب المعارضة السودانية الحكومة بالتقاعس عن معالجة الموقف في كسلا ودعت المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة.

وحمّل حزب الأمة القومي، وهو أكبر الأحزاب المعارضة في السودان، يحمل الحكومة المسؤولية كاملة عن انتشار الوباء. ودعا منظمات المجتمع المدني ومنظمة الصحة العالمية، في بيان، إلى مساعدة شعب كسلا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان