قصة ترامب وروسيا والانتخابات: "إنها مطاردة ساحرات"
كتبت- هدى الشيمي:
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكوكًا كثيرة بشأن التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات، فعمل بكل جهده من أجل اقناع شعبه بأنه مُضطهد، ويواجه مؤامرة كبيرة للنيل منه ومن أي شخص يقترب منه، وحاولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الكشف عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن في تقرير مطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني.
نشر البيت الأبيض بيانًا، في 17 مايو 2017، ردًا على تكليف مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) لروبرت مولر بالتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات، ونقل بيان قول ترامب إنه "يتطلع لإنهاء هذه المسألة بسرعة"، وأنه "في الوقت تفسه سيقاتل من أجل الناس والقضايا الأكثر أهمية لمستقبل بلادنا".
وبعد 12 ساعة و31 دقيقة بالضبط، تقول نيويورك تايمز إن ترامب أخبر العالم بأكمله عما يفكر فيه فعلاً، إذ كتب تغريدة على حسابه بموقع تويتر جاء فيها التالي:" هذه أكبر عملية مطاردة ساحرات يتعرض لها سياسي في التاريخ الأمريكي"، ومطاردة الساحرات تعبير يُستخدم للإشارة إلى الاضطهاد.
وجاء ذلك بعد حوالي أسبوع من رفد الرئيس الأمريكي لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي.
وتوضح الصحيفة أن غرائز ترامب بأكملها كانت توجهه نحو فصل مولر، إلا أنه بعد ذلك قرر اتباع استراتيجية مختلفة تقوم على التشكيك في التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص.
تمكن مولر من الكشف عن الكثير من التعاملات التي جرت بين فريق ترامب الانتقالي ومسؤولين روس، ما زاد من حدة الخوف في البيت الأبيض.
واستخدم ترامب حسابه على تويتر كسلاح للدفاع عن نفسه، وشن الهجوم المتواصل على مولر، فأدلى بعدة تصريحات لاذعة وهاجم وانتقد كل من تعاون معه، ووصف التحقيقات بأكملها بـ"الخدعة".
وفي 16 يوليو، كتب ترامب تغريدة على تويتر قبل ساعات من التقائه ببوتين في العاصمة الفنلندية هلسينكي، قال فيها "علاقاتنا مع روسيا لم تكن أسوأ من ذلك، بفضل عدة سنوات من الإدارة الأمريكية الحمقاء والغبية، والآن مطاردة الساحرات مستمرة".
وبعد ساعات رد عليه وزير الخارجية الروسي قائلاً، في تغريدة، "نحن موافقون".
تقول نيويورك تايمز إن استراتيجية الرئيس الأمريكي ساعدت على بث الشكوك في نفوس الأمريكيين، خاصة وأن مولر وفريقه نادرًا ما يكشفون عن أية تفاصيل أو معلومات، ولكنهم يعملون في صمت، ويجرون مقابلات سرية في جلسات مُغلقة مع الأشخاص المحتمل أن يكونوا تواصلوا مع الروس.
وبحلول شهر يوليو، أظهرت استطلاعات الرأي أن 45 بالمئة من الأمريكيين لا يوافقون على طريقة إجراء مولر للتحقيقات.
وقال رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي، لنيويورك تايمز الشهر الماضي، إن ثقة الأمريكيين في مولر تناقصت كثيرًا، وترامب أصبح مُتقدمًا في اللعبة.
وتابع: "لذا أنا سعيد.. وموكلي أيضًا سعيد جدًا".
اقرأ أيضًا:
قصة ترامب وروسيا والانتخابات: الغضب حرّك بوتين للتأثير على الحملة الانتخابية
قصة ترامب وروسيا والانتخابات: من هو "فريق الأحلام" وكيف ساعد بوتين للتدخل في أمريكا؟
قصة ترامب وروسيا والانتخابات: كيف استغل الروس مواقع التواصل الاجتماعي للتوغل في أمريكا؟
فيديو قد يعجبك: