بماذا يهمس بوتين في أذن ترامب؟
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب التقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي، واجتمعا بمفردهما لمدة ساعتين تقريبًا، وحتى الآن لم يعرف أحد ماذا دار بينهما.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن البيت الأبيض لم يعد يكشف أي تفاصيل عن أي محادثات بين الرئيس الأمريكي ونظرائه من قادة العالم، لاسيما تلك التي يجريها مع بوتين.
تقول واشنطن بوست، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إنه عندما يتعلق الأمر بالمحادثات الخاصة التي دارت بين ترامب وبوتين، وهو زعيم أجنبي تتهمه الاستخبارات الأمريكية بأنه حاول التأثير على العملية الانتخابية وتقويض القيم الديمقراطية، لمساعدة المُرشح الجمهوري آنذاك على الفوز، فنحن نتعامل مع صندوق أسود.
ومع ذلك، تمكنت واشنطن بوست من الحصول على لمحة مما يوجد بداخل هذا الصندوق، وتقول الصحيفة إن الفضل يرجع إلى كتاب أحد مراسليها الذي يحمل اسم "المبتدئ"، ويكشف معلومات قد تؤكد مخاوف وشكوك البعض من تأثير ضابط الاستخبارات الروسي السابق على ترامب.
وحسب الكتاب، فإن المسؤولين في البيت الأبيض قالوا إن بوتين يستخدم نظرية المؤامرة للتأثير على الرئيس الأمريكي، وأنه يهمس في أذن ترامب قائلاً أن الأشخاص المحيطين به يحبطون الجهود المبذولة لبناء علاقة بينهما.
وفقًا للمسؤولين في البيت الأبيض، فإن بوتين يبذل قصارى جهده لتأكيد أن هناك مؤامرة تُحاك ضدهما لمنعهما من تأسيس علاقة متينة.
يقول المسؤولون إن بوتين يُخبر ترامب في محادثاتهما الهاتفية أنه لم ليسا السبب في فشل الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بينهما، ويعزز شعور الرئيس الأمريكي بأن هناك عصابة حكومية سرية تحاول إفشال مخططهما.
وحسب واشنطن بوست فإن استمرار السرية والتكتم عن التفاصيل الخاصة باجتماعات ومحادثات ترامب وبوتين، يجعل الجميع يشعر أن الرئيس الروسي له تأثير كبير على نظيره الأمريكي.
وهناك تفاصيل أخرى وردت في الكتاب تُشير إلى أن ترامب كان مُترددًا جدًا في تحميل بوتين مسؤولية بعض الأعمال الروسية التي أغضبت المجتمع الدولي بأسره.
مثل محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا باستخدام غاز الأعصاب في لندن. حينها خطط القادة الغربيين معاقبة روسيا، إذ وجهوا إليها اصابع الاتهام، وقالوا إنها سعت إلى التخلص من سكريبال، واعتدت على سيادة بريطانيا، واستخدمت أسلحة كيماوية محظورة.
وفي الوقت نفسه، لم يأخذ ترامب نفس الموقف، ولكنه طالب بضمانات تؤكد أن موسكو كانت وراء العملية، كما أن واشنطن تراجعت عن قرارها بطرد دبلوماسيين روس من أراضيها.
يقول الكتاب إنه عندما اتصلت رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي بترامب، واخبرته أن السلطات البريطانية واثقة بنسبة 95 بالمئة أن موسكو هي المنفذ لمحاولة الاغتيال، رد عليها قائلاً: "ربما نحتاج أن نكون واثقين بنسبة 98 %".
كما لفتت الصحيفة الأمريكية إلى تردد ترامب في التوقيع على مشروع قانون لتشديد العقوبات على روسيا.
وتقول واشنطن بوست إن كل المواقف السالف ذكرها تؤكد مدى تأثير بوتين على ترامب، وهيمنته على حاكم أقوى دولة في العالم.
فيديو قد يعجبك: