لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد إسقاط الطائرة الروسية.. هل تزوّد موسكو الجيش السوري بـ"إس-300"؟

11:50 ص الخميس 20 سبتمبر 2018

منظومة إس-300

كتبت- رنا أسامة:

أثار حادث إسقاط الطائرة الروسية في سوريا "إيل-20" بواسطة منظومة الدفاع السورية "إس-200" العديد من التكهّنات بشأن تفاصيل الحادث، بدءًا من الاعتقاد بأن الأمر كان مجرد "خطأ" ارتكبه الجيش السوري، وصولًا إلى الترويج بأنها "خطوة استفزازية مُتعمّدة" من جانب دمشق بهدف عرقلة التعاون الروسي- الإسرائيلي.

وفي جميع الحالات، يقول خبراء إن الخسائر التي تكبّدتها روسيا هذه المرة تشير إلى انخفاض مستوى تدريب مقاتلي الدفاع الجوي السورية، بما لا يخدم مصالح موسكو في الوقت الحالي، حسبما نقل موقع NEWSru الروسي.

الثلاثاء الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الحادث- الذي وصفه بالمأساوي- وقع من قبيل المُصادفة، مُشيرًا إلى أنه لا ينبغي مقارنته بالهجوم الذي استهدف الطائرة الروسية في سيناء عام 2016. كما توعد باتخاذ تدابير مضادة لتوفير أمن إضافي للمنشآت العسكرية الروسية داخل سوريا، مؤكدًا: "سنتخذ إجراءات هامة على مرأى ومسمع من الجميع".

بعد تقييمها للحادث، خرجت وزارة الدفاع الإسرائيلية مُعلنة أن بطاريات سورية مُضادة للطائرات أطلقت النار عشوائيًا لإسقاط "إيل-20" ولم تكلف نفسها عناء التحقّق من عدم وجود طائرات روسية في الجو خلال ردها على الهجوم الصاروخي الإسرائيلي.

إضافة إلى ذلك، ذكرت الدفاع الإسرائيلية أن الجيش السوري عندما أطلق الصواريخ، كانت مقاتلاتها من طراز "إف-16" داخل الأراضي الإسرائيلية. فيما أفادت القيادة العسكرية الروسية بأن الحادث وقع نتيجة "خطوات غير مسؤولة" من جانب الطيارين الإسرائيليين.

بيد أن خبراء روس وجدوا في مسألة استهداف طائرة "إيل-20" الروسية من قِبل منظومة الصواريخ المُضادة للطائرات السورية أمرًا مثيرًا للريبة. وبحسب الموقع الروسي، لم يكن هناك تنسيقًا بين المسؤولين السوريين.

ووفق القائد السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات الروسية، الجنرال ألكسندر جوركوف، اتخذ السوريون قرارًا باستخدام منظمة "إس-200" رغم علمهم بهبوط الطائرة الروسية في المنطقة، الأمر الذي تطلّب منهم إجراء بعض التعديلات على قنوات المراقبة.

1- (إيل-20)

تعود ترسانة الدفاع الجوي السورية إلى الحقبة السوفييتية. وبالإضافة إلى منظومة "إس- 200"، تضم أنظمة صواريخ مضادة للطائرات ذاتية الدفع ومتوسطة المدى من طراز "بوك- إم 1" و"بوك- إم 2".

فضلاً عن صواريخ ذاتية الدفع وقصيرة المدى، وقذائف مضادة للطائرات ذاتية الدفع وقصيرة المدى من طراز "ستريلا" و"أوسا"، التي يستخدمها الدفاع السوري في الوقت الراهن. وخلال الفترة بين 2008 و2013، أمدّت روسيا قوات الدفاع الجوي السورية بعشرات الأنظمة للصواريخ المضادة للطائرات ذاتية الدفع من طراز "بانتسير- اس1".

في الوقت ذاته، يلفت خبراء إلى انخفاض جودة التدريبات التي يتلقاها الجيش السوري خلال سنوات الحرب الأهلية. ومنذ ذلك الحين، زوّدت روسيا النظام السوري بأسلحة فردية، بالتوازي مع تقديم مساعدات استشارية لسوريا خلال الهجوم الذي شنه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أبريل الماضي.

مع ذلك، لا يزال إنشاء قوة دفاعية جوية سورية قادرة على القتال والمواجهة أمرًا بعيد المنال. وفي وقت سابق، أعرب بوتين عن نيته تزويد الجيش السوري بمنظومة دفاع جوية حديثة "إس-300"، لكن يُرجّح أن تتراجع موسكو عن تنفيذ هذه الخطوة، بحسب الموقع الروسي.

بدوره يرى الخبير الروسي ومدير مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية المبتكرة، كيريل سيمينوف، أنه لا يمكن تزويد سوريا بمنظومة دفاع جوي حديثة مع استمرار نهجها الفوضوي وإعدادها الفقير للهجمات.

وقال سيمينوف للموقع الروسي إن "المشكلة تكمن في التدريب القتالي للجيش العربي السوري بشكل خاص، وطرق استخدام منظومة الدفاع الجوي بشكل عام."، موضحًا أن الجيش السوري يتبنى تكتيكًا مُعتادصا يتمثل في "توجيه مجموعة من الهجمات الصاروخية العشوائية إثر تلقيه أي هجمات من الجانب الإسرائيلي".

ومن أجل تغيير الموقف الحالي، يعتقد سيمينوف أن روسيا بحاجة إلى إعادة تدريب قوات الدفاع الجوي السوري بشكل كامل وإصلاح نظام إدارتها، وإلا فسيكون توريد أسلحة جديدة أمرًا غير مُجدٍ، بحسب قوله.

ومن وجهة نظر سيمينوف، لا يتعين على روسيا اتخاذ مثل هذه الخطوات؛ ففي حال عزّزت موسكو قوات الدفاع الجوي السورية ستستغل إيران هذه النقطة وتعزز دفاعاتها من خلالها حضورها في سوريا.

وأضاف أن "هذا الأمر سيؤدي إلى تكثيف الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية داخل سوريا، لا سيّما أن إسرائيل ترفض الوجود الإيراني داخل سوريا بشكل قاطع. وسيساعد هذا الوضع على خلق مناطق خالية من الوجود الإيراني في سوريا".

2- (منظومة  إس-200)

أما المدير السابق لمركز المعلومات والتحليلات التابع لوزارة الدفاع الروسية، الجنرال المتقاعد بافل زولوتاريوف، فيعتقد أن روسيا يجب أن تنأى عن التفكير في كيفية تحسين الدفاع الجوي السوري أو تزويد دمشق ببعض الأسلحة الجديدة، خاصة أن ذلك يتطلب عقد اتفاقيات واضحة مع الجانب الإسرائيلي.

وأضاف زولوتاريوف أن "وزارة الدفاع أشارت إلى أن إسرائيل حذرت من شن هجوم على سوريا قبل دقيقة فقط من تنفيذه، ويبدو مثل هذا التصرف غير نزيه على الإطلاق".

وإذا تطابقت تصريحات القيادة العسكرية الروسية التي تفيد بإسقاط الطائرة الروسية بواسطة المقاتلات الإسرائيلية، فمن غير الممكن استبعاد فرضية تزويد سوريا بمنظومة "إس-300" الروسية، بحسب قوله.

ويعتقد زولوتاريوف أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، ولكن قدرة موسكو على عقد اتفاقيات مع تركيا بشأن محافظة إدلب، التي مثلت مشكلة بالنسبة لتركيا، تدل على قدرة الكرملين على التفاوض في حال رغب ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان