إعلان

كيف تؤثر عودة أوباما إلى الساحة السياسية على ترامب والديمقراطيين؟

10:25 ص الإثنين 10 سبتمبر 2018

باراك أوباما ودونالد ترامب- صورة ارشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عاد مرة أخرى إلى المشهد السياسي بقوة، ولكنه بات أكثر حنكة وعدوانية وقوة، وعلى ما يبدو أنه يحظى بشعبية أكبر من ذي قبل.

بعد مرور عامين تقريبًا قرر فيهما أوباما تجاهل التعليقات المسيئة والهجوم الذي يشنه عليه خليفته دونالد ترامب، قرر الرئيس الأمريكي السابق الهجوم على ترامب والحزب الجمهوري، فكان ذلك كافيًا لجعل السياسيين الديمقراطيين يشعرون بفرحة عارمة.

ومع ذلك، ترى الصحيفة الإسرائيلية أن ترامب لديه ما يكفي من الأسباب لكي يبتسم، ولا يشعر بالقلق الشديد إزاء عودة سلفه أوباما.

أوضحت هآرتس، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الأحد، أن عودة أوباما الدراماتيكية تهدف إلى مساعدة أبناء حزبه الديمقراطيين خلال الأسابيع الثمانية المقبلة، قبل انعقاد انتخابات الكونجرس النصفية المقرر إقامتها في 6 نوفمبر المقبل، والتي وصفها في كلمة ألقاها في جامعة إلينوي، يوم الجمعة الماضي، بأنها الانتخابات الأهم في حياته.

1

قال أوباما، في كلمته، إن أكبر خطر يواجه الديمقراطية الأمريكية الآن، هو رفض الناخبين الشباب ذوي الميول الليبرالية التوجه إلى صناديق الاقتراع، والمشاركة في الانتخابات، لاعتراضهم على ما يحدث حاليًا في بلادهم.

وتابع:" إذا لم يغيروا طريقة تفكيرهم، ستصبح أمريكا فريسة سهلة في أيدي العنصريين والمستغلين، الذين يديرون شؤون البلاد الآن".

وقال أوباما لمستمعيه المتحمسين إن ترامب مجرد عَرض وليس السبب فيما آلت إليه الأوضاع في أمريكا الآن، ومع ذلك خصص أجزاء كبيرة من خطابه في الحديث عن أساليب وسياسته ترامب المدمرة.

معجزة سماوية

بالنسبة للديمقراطيين، فإن عودة أوباما الآن وانتقاده اللاذع لما يحدث في واشنطن قد تكون معجزة سماوية، أو هبة من الله حباها لهم في وقت هم في أمس الحاجة لها، حسب ما ذكرته الصحيفة.

تقول هآرتس إن الكثير من ناخبي أوباما ما يزالوا يعشقونه، ويقدسون كلامه، ومستعدين لإلقاء أنفسهم في النار من أجله، علاوة على ذلك فإن بعض الأشخاص الذين انتقدوا الرئيس الأمريكي السابق باتوا الآن أكثر اهتماما بما يقول، بعد ما رأوه من ترامب.

وترى الصحيفة الإسرائيلية أن أوباما هو الشخصية البارزة الوحيدة التي بإمكانها ملء الفراغ القيادي في الحزب الديمقراطي حاليًا، كما أنه الشخص الوحيد القادرة على مساعدة الليبراليين في الولايات المتحدة، بعد خسارة هيلاري كلينتون المفاجئة وغير المفهومة في انتخابات الرئاسة لعام 2016.

فرصة ذهبية

وفقًا لهآرتس، فإن عودة أوباما مرة أخرى فرصة ذهبية لترامب وأعوانه، ومن المتوقع أنهم سيتسغلون تصريحاته النارية وانتقاداته اللاذعة في صرف الانتباه عن فضائح رئيسهم، والذي تزداد الأصوات المنادية بعزله من الحكم كلما يمر الوقت.

وتقول الصحيفة إن عودة أوباما ستعطي الجمهوريين فرصة لإحياء الخوف والكراهية التي سهلت انتصار ترامب، لاسيما وأن الجمهوريين استغلوا التوتر الذي سيطر على المجتمع الأمريكي في الفترات الأخيرة من حكم أوباما لمساعدة رجل الأعمال النيويوركي وقتذاك على الوصول إلى سدة الرئاسة.

تشير هآرتس إلى أن مشاعر الكراهية والاستياء بين الأمريكيين في الفترات الأخيرة من حكم أوباما، خاصة بين أفراد الطبقة البيضاء المتوسطة شجعت أعداد كبيرة على منح أصواتهم لترامب، وربما يبرر ذلك خسارة كلينتون في الانتخابات.

وخلاصة القول، تجد الصحيفة الإسرائيلية أنه من المبكر التحدث عما إذا كانت عودة أوباما مفيدة أم مضرة للديمقراطيين، وتقول إنه من المؤكد أن شعبيته، وبراعته في الخطابة، وإثباته أنه نسخة مناقضة تمامًا لترامب قد تساعد حزبه الديمقراطي في الانتخابات، وربما يتمكنون من تحقيق النجاح المذهل الذي تمكنت حركة حزب الشاي الأمريكية من تحقيقها عام 2010.

وفي الوقت ذاته، تقول الصحيفة الإسرائيلية إن عودة أوباما قد يكون لها أثرًا عكسيًا، وقد تتسبب في زيادة نسبة الاستقطاب والعنصري التي ساعدت على الوصول ترامب إلى المكتب البيضاوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان