بلومبرج: التحرك السعودي ضد كندا يعكس "حزم" بن سلمان
كتبت- رنا أسامة:
اعتبرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن قرار المملكة العربية السعودية تجميد علاقتها التجارية مع كندا، يأتي في إطار القرارات الحازمة التي يتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرًا.
وذكر التقرير المنشور اليوم الثلاثاء على الموقع الالكتروني لبلومبرج أنه "في أقل من عام، قيّدت السعودية علاقتها مع اثنين من أعضاء مجموعة الدول السبع، إذ يُنفّذ ولي العهد محمد بن سلمان سياسة خارجية أكثر حزمًا".
علّقت السعودية علاقتها الدبلوماسية وتعاملاتها التجارية الجديدة مع كندا، يوم الأحد، ردًا على ما وصفته بـ"التدخّل الكندي في شؤونها الداخلية"، على خلفية دعوات كندا لإطلاق سراح نشطاء حقوقيين مُعتقلين في الرياض.
كانت الخارجية الكندية قد انتقدت، في بيان رسمي الأسبوع الماضي، القبض على ناشطات حقوقيات سعوديات بينهن سمر بدوي، الناشطة الحقوقية السعودية التي تحمل الجنسية الأمريكية. كما دعت كندا إلى الإفراج عن "جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الإنسان".
فيما رفضت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، هذه "التصريحات السلبية التي لا تستند إلى أدلة أو حقائق، بحسب قولها.
وأكدت أن النشطاء المحتجزين لدى السلطات السعودية يأتي حبسهم في إطار القانون، واصفا التصريحات الكندية بأنها "تدخل سافر في الشأن الداخلي للمملكة."
وأشار التقرير إلى أن السعودية، تحت قيادة بن سلمان، تتعامل بشكل أكثر صرامة وحزم ضد الدول التي ترى أنها تتدخّل في شؤونها.
في نوفمبر الماضي، استدعت سفيرها لدى ألمانيا، وخفّضت علاقتها التجارية مع بعض الشركات الألمانية، ردًا على مزاعم لوزير الخارجية الألماني-وقتذاك-حول وقوف السعودية وراء الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الأمر الذي تنفيه الرياض.
كما قادت المملكة ائتلافًا من 4 دول (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، لمقاطعة جارتها قطر منذ أكثر من عام.
وقطعت الدول الأربع علاقتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر منذ 5 يونيو 2017، مُتهمة إيّاها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخّل في شؤنها الداخلية والتقارب مع إيران- الخِصم الإقليمي اللدود للسعودية. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكاره بشدة.
ونقلت شبكة بلومبرج عن ايميلي هاوثورن، مُحللة أمريكية في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قولها "يبدو أن التحرك السعودي ضد كندا يوحي بأن الحكومة السعودية لن تخضع للضغوط الخارجية حيال ما تعتبره قضايا أمن قومي، بما في ذلك الطريقة التي تُقرر بها تحديد حرية النشطاء الذين عارضوها في الماضي".
انخفض سعر صرف الدولار الكندي أمام نظيره الأمريكي، خلال تعاملات الاثنين، تزامنًا مع تجميد الرياض علاقاتها التجارية والاستثمارية مع أوتاوا. وارتفع سعر الدولار الأمريكي بحلول الساعة 12:54 (بتوقيت جرينتش) بنسبة 0.28 في المائة إلى 1.3028 دولار كندي، وفقًا لما أظهرته بيانات "بلومبرج".
"لن أعتبر ذلك خطوة عدائية مُبالغ فيها من جانب السعودية؛ لأنها رمزية إلى حد كبير، لكنني أعتقد أنها ستثير بالتأكيد حالة من عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين، إلى أن نتمكّن من قياس المدة التي سيستمر فيها هذا التوتّر في العلاقات بين البلدين"، تقول هاوثورن.
واستدعت الخارجية السعودية سفيرها لدى كندا للتشاور، ثم أعلنت السفير الكندي "شخصا غير مرغوب فيه" في السعودية مع إعطائه مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد.
كما جمدت السعودية جميع "التعاملات الاستثمارية وتعاملات الشركات الجديدة التي تؤسس بالتعاون مع الجانب الكندي مع الاحتفاظ باتخاذ إجراءات أبعد من ذلك."
وبلغت قيمة التعاملات التجارية بين البلدين حوالي 3 مليارات دولار، وفقًا للإحصائيات الصادرة عام 2016.
كما أوقفت السلطات السعودية منحة دراسية كانت تمكن الطلاب السعوديين من الدراسة في كندا، ومن المقرر أن يُنقل الطلاب السعوديون الموجودون في كندا للدراسة في دول أخرى، بعد وقف المنحة.
وليس من المعلوم حتى الآن عدد المتأثرين بقرار وقف هذا النشاط التعليمي السعودي في كندا، لكن صحيفة "ذي فاوتشر" الكندية قالت إن حوالي 5 آلاف طالب سعودي وصلوا إلى كندا عام 2015.
فيديو قد يعجبك: