إعلان

هل يغير "لاعب الكريكت" العلاقات بين باكستان وإسرائيل؟

12:48 م الأحد 05 أغسطس 2018

رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان

كتبت – إيمان محمود:

كانت مفاجأة للجميع فوز نجم الكريكت الباكستاني السابق، عمران خان، في الانتخابات العامة، ليصبح رئيس وزراء البلاد، وينجح في نقل حزبه "حركة العدل" من التهميش إلى قلب المعترك السياسي، بعدما وعد الشعب بـ"باكستان جديدة".

كتب جيفري جيتلمان في صحيفة "نيويورك تايمز" أن خان، البالغ من العمر 65 عامًا، "يشتهر بإدارة فريق يتكون من شخص واحد، يتخذ قرارات متسرعة، ويتناقض مع نفسه، ثم يستخدم احتياطاته الهائلة من الثقة بالنفس والكاريزما لإنقاذ نفسه.

وفاز عمران خان في الانتخابات التشريعية الباكستانية التي جرت في يوليو المنصرم، لكنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة في مجلس النواب ما سيحتم عليه تشكيل تحالف لتولي السلطة.

,شكك النقاد في شرعية فوز خان في الانتخابات، معتبرين العملية الانتخابية "غير نزيهة" بسبب مزاعم بالتزوير والتدخل العسكري.

وفي تقرير للصحيفة بعنوان "هل سيغير عمران خان العلاقات الباكستانية الإسرائيلية"، وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن بعض المراقبين يعتقدون أن خان سيحاول توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة والهند، فيما يشعر آخرون بالقلق من أنه قد يزيد من عزل البلاد عن العلاقات مع الغرب.

وتمتلك باكستان -سادس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان- أسلحة نووية، كما تقع في منطقة استراتيجية بجوار الهند والصين وإيران وأفغانستان.

1

من هو عمران خان؟

ولد عمران أحمد خان نيازي، في 5 أكتوبر عام 1952 لأسرة بشتونية في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، حيث ترعرع فيها وبدأ تعليمه قبل أن ينتقل إلى لندن ويتخرج من جامعة أوكسفورد في إنجلترا عام 1975.

تعلق خان بلعبة الكريكت الأكثر شعبية في باكستان منذ صغره، وبدأ نجمه بالسطوع في هذه اللعبة في بريطانيا ثم باكستان، بل إن تعلقه بهذه اللعبة المفضلة في باكستان امتد للسياسة حيث اختار لحزبه شعارًا انتخابيًا هو مضرب الكريكت.

خان ظهر للمرة الأولى مع المنتخب الباكستاني للكريكت عام 1971 عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وبعد تخرجه من الجامعة، انضم إلى فريق المنتخب ولعب من عام 1976 حتى عام 1992 وقاد باكستان إلى الفوز ببطولة كأس العالم للكريكت عام 1992.

اشتهر في الغرب بمغامراته العاطفية ولهوه في الملاهي الليلية، لكنه حاول الحفاظ على شخصيته المتحفظة في المجتمع الباكستاني، حتى اتهمه البعض بأنه يلعب بـ"ورقة الدين"، ويطلق البعض عليه لقب "طالبان خان" ويهاجمونه لدعوته للحوار مع المتمردين، فيما يشيد أنصاره بنزاهته.

2

زوجة يهودية

تزوج من الإعلامية البريطانية جيميما جولد سميث، في عام 1995 عندما كانت في العشرين من عمرها وكان هو في الثانية والأربعين.

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى ان جولد سميث ليست يهودية كما أُشيع عنها، ولكن لديها جذور يهودية، وهو الأمر الذي استغله منتقدي خان للطعن في مصداقيته السياسية الداخلية، فيما كان رد خان دائمًا على منتقديه بأن زوجته السابقة كانت "مسيحية انجليكانية".

وفي عام 2013، كتب منافسون سياسيون عن "صلته باليهود وتمويلهم له"، إلى أن قدّم خان دعوى تشهير ضد سياسي اتهمه بالعمل "كعميل للوبي الإسرائيلي".

كما كتب وزير الخارجية الباكستاني السابق خواجة محمد آصف أن "علاقات خان مع اللوبي اليهودي ليست سرًا"، فيما قال حسين حقاني، السفير الباكستاني الذي عمل في الولايات المتحدة من 2008 إلى 2011 والمدير الحالي للجنوب والوسط آسيا في معهد هدسون، إنه "يتمنى لو وقف عمران خان في موقف معاد للسامية، لكنه لم يفعل أبدًا".

ورغم أن جيميما جولد سميث اعتنقت الإسلام قبل زواجها من خان، وتعلمت اللغة الباكستانية وانتقلت معه إلى بلاده قبل طلاقهما، إلا الكثيرون يعتبرون أن زواج خان السابق من امرأة من أصل يهودي وصمة عار لا يمكن التساهل فيها على منصة مليئة بالإسلاميين، بحسب الصحيفة.

4

العلاقات مع إسرائيل

قالت الصحيفة إن خان ينتقد إسرائيل لكن أقل بكثير من بقية السياسيين في بلاده، مؤكدة أنه يغش المجتمعين الإسلامي والغربي.

وأوضحت الصحيفة أن خان ينتقد مرارًا على تويتر السياسة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وإن كان أيضًا بطريقة أكثر هدوءًا من القادة الآخرين في العالم الإسلامي، فيشير إلى "استمرار قمع إسرائيل ضد الفلسطينيين"، ويدين نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس.

واستطردت الصحيفة "ومع ذلك؛ في عام 2012، كتب خان تغريدة يعلن فيها رفضه الواضح لمعاداة السامية الحاضرة في بعض أجزاء المجتمع الباكستاني، مُظهرًا تعاطفه مع المعاناة اليهودية، واحترامه لآلام اليهود تجاه المحرقة".

وتعهد نجم الكريكت السابق بتحسين العلاقات مع الهند، بينما دعا إلى علاقات قائمة على "المنفعة المتبادلة" مع الولايات المتحدة، وهما دولتان بحسب وصف سابق لرئيس مجلس الشيوخ الباكستاني "يمثلان تهديد كبير للعالم الإسلامي".

وذكرت الصحيفة أنه في حين لم يذكر خان العلاقات مع إسرائيل بشكل مباشر، إلا أن هناك "علاقات شبه سرية موجودة بالفعل رغم المقاطعة الرسمية والمخاوف المحلية من مؤامرة صهيوهندوسية مُحتملة على باكستان".

ففي عام 2005؛ التقى وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك سيلفان شالوم بنظيره الباكستاني، خورشيد كاسوري، في العاصمة التركية؛ إسطنبول، وحضر الحاكم العسكري السابق برويز مشرف حفل عشاء يهودي أمريكي في نيويورك كضيف شرف، بحسب الصحيفة.

وأضافت أن في عام 2009، اتصل رئيس وكالة المخابرات الباكستانية بالمسؤولين الإسرائيليين للتحذير من الهجمات المحتملة على الأهداف الإسرائيلية في الهند، وأيضًا في عام 2011، ترددت شائعات عن قيام إسرائيل بتصدير تكنولوجيا عسكرية إلى باكستان.

الصحفي الباكستاني كامران يوسف، كتب في عام 2018 في صحيفة "اكسبرس تريبيون"، إن "الدبلوماسية هي فن تكوين صداقات جديدة وتجنب المواجهة مع البلدان التي لا تملك معها أفضل العلاقات.. لقد اتبعت سياسة باكستان تجاه إسرائيل تاريخيًا مقاطعة العالم الإسلامي للدولة اليهودية - وهي حقيقة دبلوماسية جليدية يبدو أنها تذوب".

واستطرد يوسف في تصريحات لوكالة "تلجراف اليهوية"، أن "مؤيدو هذه السياسة الآن هم أنفسهم تبنوا التغيير، والمملكة العربية السعودية هي المثال الأبرز".

ومع ذلك يعتقد السفير حقاني –بحسب ما نقلته الصحيفة عن الوكالة اليهودية- أن خان لن يتبع مسيرة السعودية في إذابة العلاقات المجمدة مع إسرائيل، موضحًا "موقفه السياسي كان معاديًا لإسرائيل، وبالنظر إلى خطابه الإسلامي القومي، لا أرى عمران خان الرجل الذي سيتواصل مع إسرائيل نيابة عن باكستان، لكن المعجزات يمكن أن تحدث دائمًا".

وعبّر مايكل كوجلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون، عن تشاؤم مماثل، قائلاً "قد يعتبر خان نفسه منشقًا ومصلحًا جريئًا راغبًا في الذهاب إلى حيث لم يذهب إليه الآخرون -كما هو الحال في تعهده بالقضاء على الفساد- لكنني لا أعتقد أنه سيخرج من طريقه للوصول إلى إسرائيل".

مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يقيم خان علاقات مع إسرائيل، لكن "دون محاولة تغيير العلاقات الرسمية للدولة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان