إعلان

الحداد على قتلى المسيرات والتدهور الاقتصادي يخيمان على أول أيام عيد الأضحى في غزة

05:14 م الثلاثاء 21 أغسطس 2018

غزة- (د ب أ):
خيم الحداد على القتلى الفلسطينيين برصاص إسرائيلي، خلال مسيرات العودة والتدهور الاقتصادي الحاد، على أجواء أول أيام عيد الأضحى اليوم الثلاثاء في قطاع غزة.

وقتل 170 فلسطينيا خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في إطار احتجاجات مسيرات العودة على الأطراف الحدودية لشرق قطاع غزة منذ 30 مارس الماضي.
وانتشرت سرادق عزاء في مناطق مختلفة من قطاع غزة وفق عادة أهل القطاع عند حلول العيد على مقتل أبنائهم مؤخرا .

وحرص السكان على مواساة عائلات القتلى وسط أجواء من الحزن غيبت الشعور بالفرح المفترض في مناسبة العيد.
وبدا الحزن أشد لدى عائلة الشاب كريم أبو فطاير (30 عاما)، الذي قتل مع شاب أخر يوم الجمعة الماضي خلال مسيرات العودة شرق قطاع غزة.
ولا تزال عائلة أبو فطاير في حداد شديد وهي تستقبل أول أيام عيد الأضحى .

وقال والد القتيل إن هذا عيد "حزين جدا وأصعب عيد يمر على العائلة"، مضيفا "لا نصدق حتى الآن أن كريم رحل، ولم يعد بيننا لنفرح معا في استقبال العيد".
وكان أبو فطاير قتل متأثرا بإصابته بعيار ناري في الرأس، خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف وسط قطاع غزة.

وقضت عائلات قتلى آخرين ساعات صباح العيد في المقابر، وزيارة أضرحة أبنائهم.
وزادت الصعوبات الاقتصادية، بعد 11 عاما من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، من قتامة الوضع مع حلول عيد الأضحى.
ولوحظ على نطاق واسع تراجع شديد في عديد المقبلين على الأضحية لهذا العام من السكان بفعل التدهور الاقتصادي.

وقالت وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة إن استهلاك الأضاحي لهذا العام تراجع بنحو 40 في المئة، مقارنة بالأعوام الماضية بفعل تفاقم الركود الاقتصادي وضعف الحركة التجارية.

وقال المسؤول في غرفة تجارة وصناعة غزة، ماهر الطباع، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)،إن عيد الأضحى هو الأصعب هذا العام على سكان القطاع، منذ عقود بفعل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

وعزا الطباع ذلك إلى استمرار تشديد الحصار الإسرائيلي واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني وتفاقم أوضاع وأزمات السكان خاصة نقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب.

ونبه الطباع إلى أن أسواق قطاع غزة شهدت عشية حلول عيد الأضحى ركودا حادا وضعفا شديدا بالقدرة الشرائية، وهو ما ألقى بأثاره السلبية على حركة دوران رأس المال وأحدث ارباكا في كافة الأنشطة الاقتصادية.

واشتكى السكان في غزة من تقليص شديد في الزيارات العائلية بمناسبة العيد بسبب الفقر.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الأوضاع فيه بالقوة.
وأدت السنوات المتتالية للحصار الإسرائيلي إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم، بحيث تجاوز 44% في صفوف اثني مليون نسمة.
وأسهم تفاقم الفقر في تعميق الشعور باليأس.

في المقابل هيمن الحديث عن إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل، مقابل تخفيف الحصار على حديث السكان في زيارات العيد.
واستضافت مصر الأسبوع الماضي وفودا من الفصائل الفلسطينية، على رأسها حماس للبحث في إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل في محادثات تشارك فيها الأمم المتحدة.
وفي خطبة صلاة العيد، صرح رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، أمام مئات المصلين في غزة، بأن رفع الحصار الاسرائيلي بات "قاب قوسين أو أدنى".
لكن هنية أكد أن رفع الحصار عن غزة "لن يكون مرتبطا بتقديم أي تنازلات سياسية أو قبول بصفقة القرن" في إشارة إلى مبادرة أمريكية مزعومة للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
كما أكد هنية على رفض أي خطط للفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية "لانهما كيان سياسي واحد".
في المقابل، طالب رئيس وزراء حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله حركة حماس بعدم التجاوب مع أي أفكار للتهدئة، والعمل بدلا من ذلك على إتمام المصالحة الفلسطينية.
وقال الحمد الله للصحفيين في رام الله بعد أداء صلاة العيد "إن بحث حماس عن ممر مائي الى قبرص أو العريش المصرية ليس هو الحل، الحل هو الوحدة الوطنية الفورية".
وأضاف: نحن نعول على الأخوة المصريين ونثق بهم لإفشال هذه المخططات، التي تهدف لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية".
وتتعثر جهود المصالحة الفلسطينية بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رغم توقيع عدة اتفاقيات لإنهاء الانقسام الداخلي أخرها في أكتوبر الماضي برعاية مصرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان