واشنطن: مناهضو اليمين المتطرف يتظاهرون ضد القوميين البيض
واشنطن - (د ب أ)
يتوجه العشرات من القوميين البيض في مظاهرة اليوم الأحد في واشنطن، بمناسبة مرور عام على مظاهرة لـ"توحيد اليمين" لقت خلالها متظاهرة مناهضة للعنصرية حتفها في احتجاج مضاد على يد يميني متطرف.
وقالت الشرطة إنها مستعدة جيدا للمظاهرة في واشنطن العاصمة، حيث شارك أكثر من 2000 شخص بالفعل في المظاهرات اليسارية المناهضة لليمين مع ترجيح أن تكون الاحتجاجات المضادة أكبر من المظاهرة التي يقوم بها اليمين المتطرف. وتهدف السلطات إلى إبقاء الطرفين منفصلين.
وتحركت الشرطة عبر المدينة في موكب بجانب المتظاهرين القوميين البيض، الذين جاء عدد المشاركين في مسيرتهم أقل بكثير من المتوقع، وسيمرون بالقرب من البيت الأبيض، وتم نصب مجموعة كبيرة من المتاريس في محيط المبنى كما انتشر حوله عدد كبير الضباط.
وتجمع مئات اليساريين بعد الظهيرة على مقربة من البيت الأبيض، في "فريدام بلازا"، حاملين لافتات مناهضة للرئيس دونالد ترامب. ويلقون باللائمة على ترامب، على الأقل جزئياً، في عودة ظهور تيار القوميين البيض.
وقالت سيندي جيمس (57 عاما) التي شاركت في الاحتجاج المضاد المناهض للعنصرية: "لقد أعرب (ترامب) عن موقفه حقا على الملأ".
وحمل البعض لافتات تندد بالنازيين وتقول "تفوق العرق الأبيض إرهاب"، وارتدى أحدهم قميصًا مكتوب عليه "ترامب خنزير عنصري".
وأظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،الذي قال بشكل مثير للجدل عن مظاهرة العام الماضي إنها شهدت "عرضا فاضحا للكراهية والتعصب والعنف على العديد من الجوانب"، اهتماما بهذا اليوم في اليوم السابق للذكرى السنوية، ويشار إلى أنه غير موجود في العاصمة اليوم.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر أمس السبت :"لقد أدت أعمال الشغب في شارلوتسفيل قبل عام إلى قتل وانقسام بلا معنى . يجب أن نجتمع كأمة. أدين جميع أنواع العنصرية وأعمال العنف. السلام على كل الأمريكيين!".
وشهدت مظاهرة العام الماضي قيادة أحد القوميين البيض سيارته ليدهس حشدا من المتظاهرين المناهضين للعنصرية، مما أسفر عن مقتل هيذر هاير /32 عاما/. وستجرى محاكمته في وقت لاحق من العام الجاري.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي بي أس نيوز" أن 61 بالمئة من مواطني الولايات المتحدة يعتقدون أن التوترات العرقية زادت في العام الماضي، وأن 58 بالمئة لا يؤيدون كيفية تعامل ترامب مع المسائل العرقية. وقال أكثر من نصف الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع إنه يقدم مصالح البيض على الأقليات العرقية.
ومع ذلك ، حصل ترامب ، من بين حزبه الجمهوري ، على نسبة تأييد تزيد عن 83 في المئة فيما يتعلق بالتعامل مع القضايا العرقية ، مما سلط الضوء على الانقسام الحاد.
وتجمع متظاهرون مناهضون للعنصرية في فرجينيا أمس السبت في حرم جامعي ليدينوا اليمين المتطرف.
وكانت عودة اليمين المتطرف في العام الماضي امتدادا للمظاهرات في جنوب البلاد للحفاظ على تماثيل الجنرالات وقادة التمرد ضد الحكومة الاتحادية في الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1861 و 1865، وحاربت الولايات الجنوبية جزئيا دفاعا عن العبودية.
وكانت العبودية، التي كان البيض يمتلكون في ظلها السود في الجنوب، مسألة أساسية في الحرب.
وألغيت هذه الممارسة في جميع أنحاء البلاد بعد دحر التمرد، ورغم ذلك مرت مئة سنة أخرى قبل إقرار قانون الحقوق المدنية الذي بشر بالمزيد من الحرية للأميركيين ذوي الأصل الإفريقي.
وجرى تغيير موقع المظاهرة ليصبح في واشنطن، وحصل منظمو مسيرة "توحيد اليمين 2" على تصريح "لنحو (400 شخص) بحد أقصى"، بينما تم منح منظمي احتجاجين مناهضين تصاريح بحشود أكبر.
وظهر في مسيرة العام الماضي أشخاص يحملون أسلحة نارية على الملأ، رغم أن قوانين السلاح في واشنطن أكثر تقييدا، وأوضحت الشرطة أنها ستفرض قيودا صارمة على أي انتهاكات.
وعلق "تويتر" حسابات بعض النشطاء اليمينيين المتطرفين قبيل المظاهرة.
وقالت الشرطة إنها سوف تفصل بين المتظاهرين في فعالية العام الجاري لمنع أي عنف.
واستنكرت عمدة واشنطن ميوريل باوزر المظاهرة الثانية لـ"توحيد اليمين"، لكنها قالت إن حق الناس في حرية التعبير سيكون محميا.
استنكرت العمدة الأشخاص "الذي يأتون إلى مدينتنا لا لغرض سوى بث الكراهية"، وقالت في مؤتمر صحفي اليوم الخميس إن الشرطة ستحمي جميع الفعاليات التي يتم تنظيمها بموجب القانون.
وأضافت باوزر: "ندين الكراهية وندين معاداة السامية، ونشجب الكلام الذي نتوقع سماعه يوم الأحد. إنهم مخطئون".
فيديو قد يعجبك: