إعلان

جونسون "يخرج" قبل بريطانيا.. تاريخ من الخلافات مع تيريزا ماي

06:46 م الإثنين 09 يوليه 2018

وزير الخارجية البريطاني وتيريزا ماي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون استقالته من منصبه وسط خلافات مع رئيس الوزراء تيريزا ماي حول خطة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي والتي من المقرر تنفيذها قبل أقل من تسعة أشهر من الآن، ليظهر الأمر وكأن ماي وجونسون اتفقا على هدم العلاقة القوية مع الاتحاد الأوروبي واختلفا في طريقة بناء خطة لهذا الخروج.

تأتي الاستقالة بعد خلافات على مدار الأشهر الماضية بين جونسون وماي، فالأول انتشرت التقارير حول سعيه للوصول إلى رئاسة الوزراء وعدم اكتفاءه فقط بمنصب الرجل المسؤول عن حقيبة الخارجية للمملكة المتحدة.

واشتعلت الخلافات بشكل كبير مع إعلان الوزير السابق رؤيته الشخصية رغم أنه عضو بالحكومة، حول الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وهو ما تسبب في هجوم كبير عليه وسط أعضاء البرلمان.

وعقب استقالته اليوم الإثنين، اعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن رحيل جونسون من الحكومة يجعل موقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي ليس فقط صعبًا ومحرجًا بل يمكن أن يدخلها في أزمة كبيرة.

ووصفت المحررة السياسية للهيئة، لورا كوينزبيرج، جونسون بأنه لم يكن بالوزير العادي بل كان "الوجه" الذي يمثل حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا في عام 2016.

كما أضافت أن رحيله سيزيد التكهنات والتحديات في الحكومة وبالتحديد أمام رئيس الوزراء تيريزا ماي، فبات عليها أن تبحث عن وزير للخارجية في وقت تسارع فيه الزمن للاستقرار على خطة الخروج.

أما نائب زعيم حزب العمال المعارض، توم واتسون، فاعتبر أن الحكومة باتت في "حالة انهيار"، مضيفًا أن الاستقالة الأخيرة تجعل ما يحدث "فوضى عارمة".

وتحولت مواقف الوزير السابق من التأييد والوفاق مع ماي على مبدأ الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى خلافات كبيرة أدت إلى استقالته حول خطة الخروج.

وبالأمس، كشفت "بي بي سي" عن تصريحات لبوريس جونسون انتقد فيها بقوة خطة تيريزا ماي حول الخروج وبالتحديد مسألة علاقات بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل أن يوافق على دعمها في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد يوم الجمعة. وقال جونسون إن خطة ماي تجعل من بريطانيا "دولة تابعة".

وبالعودة إلى الأول من أكتوبر الماضي، نجد أن جونسون أعلن دعمه الكبير لرئيسة الوزراء بعد أيام من تكهنات ترددت عن اعتزامه قيادة الحزب.

وكانت المنافسة الدائرة آنذاك حول قيادة الحزب تشير إلى أنه يطمع فيما هو أكبر من وزارة الخارجية، وكان قد صرح بأن لديه أربعة خطوط حمراء في المحادثات المعقدة مع الاتحاد الأوروبي لا تترك لماي مساحة كافية للمناورة.

لكنه عاد وأجاب عند سؤاله عما إذا كان يدعم ماي التي خسرت أغلبيتها البرلمانية بعد الانتخابات المبكرة الأخيرة في العام الماضي، وقال مبتسمًا "بالطبع".

بعد أيام من حديث جونسون حول دعم ماي وإعلان رؤيته "الشخصية" حول بريكست، قالت صحيفة التايمز البريطانية إنتيريزا ماي تدرس إمكانية إجراء تعديل وزاري في المستقبل.

وفي حوار للصحيفة مع ماي، ردت على سؤال عن مصير جونسون: "التهرب من مواجهة التحديات لم يكن أسلوبي أبداً، ولن أفعل ذلك الآن".

وأضافت: "أنا رئيسة الوزراء، وجزء من وظيفتي هو التأكد من أن الأشخاص الذين يعملون في حكومتي هم دائماً الأفضل".

وقالت الصحيفة: إن مثل هذا البيان يمثل "إشارة واضحة إلى أن ماي مستعدة لتطعيم حكومتها بمواهب جديدة، تحل محل الوزراء الفاشلين ومكان الذين خلقوا صعوبات لها".

وفي مقابلة مع الصحيفة، اعترفت ماي أيضاً بأنها تمر بأوقات "غير سارة"، لكنها لن تتخلى عن الحكم، وقالت: "أنا شخص هادف جداً، ولست ذلك الشخص الذي يستسلم".

ولكن في ذلك التوقيت، خرج بوريس جونسون ليطالب أعضاء حزبه المحافظين بتوحيد الصفوف خلف رئيس الوزراء تيريزا ماي وسط الضغوط بعد الانتخابات.

وأرسل لزملائه في الحزب آنذاك رسالة عبر تطبيق "واتساب" كتب فيها "قفوا خلف رئيسة الوزراء".

ولكن المشاكل استمرت رغم رسائل التهدئة، وفي الثامن من يونيو الماضي، أبرزت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الخلافات الكبيرة في الحكومة البريطانية، بعدما تسربت تصريحات لبوريس جونسون ينتقد فيه خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي معتبرًا انها تجعل بريطانيا "تنحني" أمام الاتحاد الأوروبي لسنوات قادمة.

واليوم أنهى جونسون حرب التصريحات وقدم استقالته رسميًا، وقبلتها بدورها تيريزا ماي وقدمت له الشكر على ما قدمه للحكومة ولبريطانيا، وبالتأكيد لم تنس دوره الكبير في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان