القوات السورية تتقدم على المعارضة في درعا
بيروت - (د ب أ)
تقدمت قوات الحكومة السورية ضد المعارضة في محافظة درعا بجنوب البلاد في الوقت الذي حذرت فيه الامم المتحدة بشأن مصير مئات الآلاف من النازحين جراء أعمال العنف.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية بدعم وتغطية جوية من الروس المتحالفين معها ، قد سيطرت اليوم الخميس على بلدة صيدا جنوب شرق درعا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه بإعادة السيطرة على صيدا، أصبحت القوات السورية الآن على بعد أقل من ستة كيلومترات من معبر نصيب الذي تسيطر عليه المعارضة على الحدود مع الأردن.
وقال رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "إذا استمر النظام في التقدم نحو المعبر، أخشى على سلامة أكثر من 300 ألف شخص نازح ومحاصر بالقرب من المعبر".
واستهدفت الطائرات الحكومية والروسية مناطق المعارضة في درعا بالمئات من الضربات الجوية ، وفقا للمرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له.
وأفاد المرصد أن ستة أشخاص من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال قتلوا في هجوم جوي في صيدا اليوم الخميس.
وقال قائد في الجيش السوري الحر المعارض إن مقاتلي المعارضة يقاتلون القوات الحكومية عند ضواحي صيدا.
وأضاف دون الكشف عن هويته: "لكن الضربات الجوية والقصف المكثف تساعد جيش النظام وحلفاءه على التقدم."
بدأت القوات الحكومية ، المدعومة من روسيا ، في 19 يونيو بهجوم بري وجوي شامل على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في درعا، ما أجبر الآلاف على الفرار من ديارهم.
وحذر مسؤول بالأمم المتحدة اليوم الخميس من أن القتال يعرض حياة 750 ألف شخص هناك للخطر.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي في جنيف إن أكثر من 320 ألف شخص فروا من الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية وروسيا مجبرين على الإقامة في مساحات مفتوحة أو في ملاجئ مؤقتة.
وقال جراندي: "أدعو جميع الأطراف إلى مضاعفة الجهود لوقف الأعمال العدائية، والسماح للجهات الفاعلة في المجال الإنساني بتقديم المساعدات المنقذة للحياة والمأوى وإجلاء الجرحى".
ودعا الأردن إلى فتح حدوده للسماح بدخول السوريين الفارين. وقال جراندي: "على المجتمع الدولي أن يزود الأردن بالدعم الفوري لاستضافة هؤلاء اللاجئين الجدد".
وفي اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، فشل الدبلوماسيون في الاتفاق على بيان مشترك يدعو إلى وقف القتال.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا للصحفيين إن موسكو تستجوب عددا من النازحين الذين استشهدت بهم الأمم المتحدة.
لكن السفير السويدي أولوف سكوج قال إن العدد على وجه الدقة ليس مهما وأن مهمة مجلس الأمن هي ضمان تنفيذ العمل الإنساني.
وقال سكوج "هذا صعب خلال عملية تصعيد عسكري"، مضيفا أن العديد من أعضاء المجلس يؤيدون وقف إطلاق النار على النحو المبين في قرار لمجلس الأمن صدر في شباط/ فبراير.
وتدهور الوضع في جنوب سوريا بعد أن فشلت المعارضة والروس في التوصل إلى اتفاق يوم الأربعاء لإنهاء العنف في درعا، التي كانت مهد الثورة السورية في عام 2011.
ووصف نشطاء المعارضة في المحافظة الوضع بأنه "جحيم" بسبب القصف المكثف.
وقال الناشط المحلي أبو عمر الدراوي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر رسالة على برنامج الواتس للتراسل إن "المئات من الغارات الجوية والصواريخ تتساقط على معظم المناطق في مدينة درعا (عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم) وجميع القرى في الريف الشرقي للمحافظة".
وقالت مصادر بالمعارضة إن الروس أصروا على تسليم المقاتلين أسلحتهم الثقيلة قبل السماح لآلاف اللاجئين بالعودة إلى منازلهم.
وفي وقت متأخر من اليوم الخميس، قال مقاتلو المعارضة المسلحة في محافظة درعا بجنوب البلاد إنهم وافقوا على استئناف المحادثات مع الروس بشأن مصير المنطقة.
وقال إبراهيم الجباوي المتحدث باسم القيادة إن "القيادة المركزية في الجنوب (التي تتكون من جماعات المعارضة ومجالس محلية من مختلف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في درعا) ترى أن المفاوضات هي الحل ، لذلك وافقت على وقف الأعمال العدائية واستئناف جولة جديدة من المحادثات".
وقال مصدر في المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الروس وعدوا بالتراجع عن بعض الشروط التي اقترحوها في محادثات سابقة مع المعارضة.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت قوات النظام المدعومة بالطائرات الحربية الروسية أكثر من 2350 ضربة جوية ومدفعية في الساعات 23 الماضية.
فيديو قد يعجبك: