إعلان

كتاب فرنسي: كيف اتخذت قطر من فرنسا ملعبا؟

02:25 م الإثنين 30 يوليه 2018

أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

كتبت - سارة عرفة:

فضح كتاب فرنسي يكشف أسرار شراء قطر، الإمارة الخليجية الغنية، عاصمة النور؛ مركزا على حالة اللهث الغربية وراء الأموال القطرية خاصة من جانب فرنسا وذلك في مقابل الخضوع لرغبات وخطط الإمارة الشريرة.

الكتاب ألفه الكاتبان الفرنسيان فانيسا راتينيه، وبيير بييون وعنوانه "فرنسا تحت التأثير..عندما تتخذ قطر من بلدنا ملعبا". وهو مؤلف من 484 صفحة عن دار نشر "فيار" الفرنسية.

ووفقا لترجمة مركز الأهرام للترجمة والنشر، يفضح الكتاب، التجاوزات القطرية وسياستها الهادفة لنشر الارهاب والتطرف وهدم الدول المحيطة بها ومن بينها مصر. كما يفضح علاقة الصداقة المشبوهة بين الأمير القطري و الارهابي انيس نقاش الذي اعتقلته فرنسا فيما بعد وحكمت عليه بالسجن المؤبد ،وساومت قطر عليه بافتعال حوادث إرهابية وعمليات اختطاف للرعايا الفرنسيين حتي تم الإفراج عنه.

يروي الكتاب ما يصفه المؤلفان "قصة فشل فرنسا وزعمائها والنخب في مقاومة أهوال العولمة واضطرارها للتضحية ببعض المبادئ. ويركز الكاتبان علي تاريخ العلاقات بين فرنسا وقطر ومساوئها والمغامرات غير المحسوبة التى قامت بها فرنسا ولم تعتمد إلا على المصالح الشخصية مما وصل أحيانا الي حد المساومة بالوطن.

يفضح الكتاب الفساد القطرى المرتبط بآسرة آل ثاني، والسياسات المنحرفة للهيمنة المتزايدة للسوق، وادخال قرارات وآليات جديدة للتحرر من القيود منذ مطلع الثمانينات حيث انتقلت تدريجيا سلطة السياسة للتمويل، بحسب الترجمة التي وردت بمركز الأهرام.

يقول الكتاب إن مبادئ الإدارة تُركت للتكهنات، وارتفعت سيطرة الدولار. مضيفا بالنص: "ليست قطر سوى نتيجة طبيعية لهذا الوضع الجديد وواحدة من العوامل الأكثر ملاءمة لفك شفرة ممارسة السلطة الحالية".

وحرص الصحفيان على إلقاء الضوء على الفساد السياسى والبراجماتية الفرنسية التي ساندت الخطط الخبيثة لدولة قطر في مقابل الحصول علي النفط والأموال وبصفة خاصة خلال فترة رئاسة نيكولا ساركوزي.

ويبدأ الجزء الأول من الكتاب بالكشف عن كواليس لعبة المصالح التي تجلت بوضوح منذ وصول الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى الإليزيه في 2007، ولجوءه للأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتمويل قضية طلاقه من سيسيليا!

يقول المؤلفان: "في صيف 2008- ونقلا عن قصر الديوان في الدوحة- جاء ساركوزي يبكي للشيخ القطري بسبب طلب زوجته السابقة ثلاثة ملايين يورو مقابل الطلاق، وأن الصديق القطري استجاب لمساعدة الرئيس الفرنسي ودفع متطلبات سيسيليا التي تزوجت فيما بعد من ريتشارد أتياس، رجل الاعمال اللبناني المقيم في أمريكا".

يشير المؤلفان إلى أن الصفقة التي عقدها آنذاك الامير القطري وقام بتمويل طلاق الرئيس الفرنسي ب 3 ملايين يورو كانت تهدف لجعل المصالحة بين الرئيس الفرنسي والديكتاتور السوري -حسب تعبير الكتاب – تلعب دورا حاسما في الاستراتيجية التي تقودها قطر في المنطقة وبلورة دور قطر كلاعب رئيسى فى المنطقة.

بالفعل لعبت فرنسا دوراً هاما، حسب الكتاب.

وقد سعى أمير قطر السابق حمد آل ثانى لتوطيد العلاقات بين بلاده وفرنسا لدى وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لسدة الحكم في عام 2007 وذلك بهدف الحصول على مساعدة باريس فى خططه لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط.

كان حمد آل ثاني أول مسؤول عربي استقبلته الإليزيه في مايو2007، فور وصول ساركوزي للسلطة.

الاستثمارات القطرية فى فرنسا

أما عن الأموال القطرية المتدفقة بغزارة، والاستثمارات الضخمة في قلب الصناعة والعقارات والضواحي الفرنسية؛ فحدث ولا حرج اذ يشير المؤلفان إلى حجم الأموال الوفيرة المخصصة لفرنسا والتي جاءت فى المرتبة الثانية بعد المملكة المتحدةـ المستعمر السابق لقطر.

وفي الجزء الثاني يركز الكتاب على تسخير قطرا أموالها لتحقيق الأطماع الجيوسياسية للإمارة الصغيرة. وحذر المؤلفان من دعم قناة الجزيرة القطرية الطموحات الجيوسياسية للإمارة.

يقول الكاتبان: إن قطر تعلمنا الكثير عن أنفسنا وعن كيفية النظر إلى هذا الجسم السياسي الغريب، وكيف غرقت النخب الفرنسية في العولمة، وفي سحر هذه الأموال والرفاهية والبذخ مشيرين إلى حفلات الاستقبال التي كانت تقيمها قطر في الجناح الانيق جدا بقصر دوفين الواقع بمنطقة فاخرة على أطراف العاصمة، أو في أفضل المطاعم في باريس.

من هذه الجزئية تحديدا اختار المؤلفان عنوان الكتاب "فرنسا تحت التأثير".

وعن الانتهاكات القطرية في فرنسا يقول المؤلفان "تبدو فرنسا وكأنها واقعة تحت التأثير، وكأنها أصبحت حكرا على هذه الإمارة القطرية، وينبغي عليها أن تكون جزءا من استراتيجيتها... أصبحت القيادات السياسية والاقتصادية والمالية الفرنسية تظهر الكثير من التودد للدوحة... ثروة قطر أصبحت بمثابة مغناطيس لا تمانع باريس في الانجذاب نحوه غير مبالية بالقيم التي تحملها جمهوريتنا"

وفي جزء اخر يؤكد المؤلفان أن الأموال هي حجر الزاوية في الفلسفة القطرية. يقول الكتاب: "ببساطة: يمكنك شراء أي شيء، بما في ذلك الشعب! على حد وصف احد اقطاب الصناعة الفرنسيين من المتخصصين في الشئون الخليجية.".

على المستوي الشخصى يشير الكتاب ايضا الي حجم البذخ والرفاهية التي يستمتع بها الأمير بعد قيامه بشراء فيلات بمنطقة الجنوب الفرنسي على البحر الأبيض المتوسط بساحل ال كوت دازور، وهي واحدة من أغلي المناطق على المستوي العالمى.

ومنذ ذلك الوقت أصبح هو المكان الذي يقضي فيه كل أوقاته أثناء إجازاته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان