فاينانشال تايمز: تدفق اللاجئين يثير توترات جديدة في البوسنة والهرسك
لندن (أ ش أ)
قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن تزايد أعداد اللاجئين الذين فشلوا في الوصول إلى أوروبا ومكثوا في البوسنة والهرسك، يؤدي إلى تفاقم التوترات فيها ويزيد من أعباء نظامها السياسي اللامركزي الذي رسمته اتفاقية تقاسم السلطة التي أنهت الحرب في البلاد منذ عقدين من الزمان.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت، أن العام الحالي وحده شهد دخول حوالي 9 آلاف شخص من طالبي اللجوء إلى الدولة البلقانية الصغيرة والتي أصبحت أسرع نقطة توقف جديدة للمهاجرين الذين يأسوا من دخول أوروبا عقب أن أغلقت جميع الممرات السابقة أمامهم بموجب اتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية، يدخل كل أسبوع 500 شخص مقارنة بـ 755 وصلوا في 2017 بعضهم أنهكوا من مخيمات صربيا ويحاولون تجربة طريق آخر إلى أوروبا وهم من عدة جنسيات منها الأفغانية والباكستانية والإيرانية.
وأضافت الصحيفة : أن السياسيين المسؤولين في البلدات الحدودية الأكثر تضررا بموجات المهاجرين يقولون إن نظراءهم يقدمون مساعدة عملية قليلة بل إنهم يستغلون مسألة توافد المهاجرين لتسجيل نقاط سياسية.
ونقلت فاينانشال تايمز" عن عمدة بلدة بيهاتش قوله : "إن الحكومة على مستوى الدولة لا تعمل كما يجب ، ولا يوجد الآن من الأسرة سوى ما يكفي لـ 10% من اللاجئين فيما يقيم البقية في خيام بدائية في مبانٍ أو حقول كما أنهم ينتظرون موجة أكبر من اللاجئين بحلول الخريف فقد يصل عدد اللاجئين إلى 13 ألفا بدلا من 3 آلاف وسيصبح الوضع أكثر صعوبة على هؤلاء وعلى المواطنين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد سوى مركزين اثنين رسميين لاستقبال المهاجرين في البلاد، ووعد الاتحاد الأوروبي بتقديم 8 ملايين يورو لإنشاء ملاجئ جديدة لكن تلك الأموال رهينة المعارك السياسية الداخلية بين زعماء الطوائف العرقية من الكروات والصرب والبوسنيين.
ومن جانبه .. رفض زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديتش إيواء أي مهاجرين في جمهورية صربسكا وهي كيان ذو أغلبية صربية داخل اتحاد البوسنة والهرسك ويقوم على أكثر من نصف أراضي الاتحاد، واتهم وزير الأمن دراجان ميكتيش الذي ينتمي لحزب سياسي خصم بالازدياد الكبير في أعداد اللاجئين.
ووصف ميلوراد دوديتش تزايد اللاجئين بالخطة المتعمدة من سراييفو قبل انتخابات أكتوبر المقبل ، مؤكدا أن إقامة اللاجئين في جمهوريته ستشكل ضغطا بالغا على الحياة فيها، وهو ما رفضه وزير الأمن واصفا إياه بنهج إشاعة الخوف.
ولفتت الصحيفة إلى أن العداوات في البلاد والتي تعود لحرب التسعينيات تزيد من تعقيد الأمور أيضا ، إذ إن بعض المقاطعات قلما تتواصل حتى اليوم، ناهيك عن الترتيب فيما بينها بشأن المهاجرين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: