أين ذهبت أموال صدام حسين؟
كتب - محمد عطايا:
نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، نقدًا لكتاب أستاذة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، ليزا بليدس، حول أموال الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، مفسرة اختفاء أمواله بالكامل خلال السنوات الماضية.
وبحسب الكتاب الصادر منذ أيام، فإن سبب انهيار العراق بعد الغزو الأمريكي في 2003، انتشار الحرب الأهلية بشكل غير مسبوق في بلد عربي، حيث خلق الغرب نزاع طائفي بين المسلمين السنة والشيعة.
يختار الكتاب ما وصفته بـ"ولاية القمع"، معتمدة على بعض مواد أرشيفية من مكتب حزب البعث الذي كان يقوده صدام حسين، في محاولة لفهم العلاقة بين الحاكم وشعبه، متسائلًا: "لماذا استمر صدام في السلطة، ولماذا وافقه الشعب، ولماذا انهار ببطيء كبير؟".
وذكر الكتاب أنه عند تولي صدام حسين الحكم، أرهب المعارضة، لكن لا يمكن نكران وجود داعمين حقيقين لحكمة، وحب شعبي له، خاصة بعد اكتشاف النفط وتحول العراق إلى محرك اقتصادي كبير.
وأضاف أن صدام أمن ولائه لدى الشعب العراقي عن طريق الرشاوى وتوزيع الهدايا من أموال وشاشات مرئية، وسيارات.
ونتيجة لسياسة الرئيس العراقي السابق المانحة من هدايا ورشاوى، جعلت صدام يرتكب سلسلة من الأخطاء التي قادته "خطوة بخطوة" إلى نقص في الأموال، بحسب ما أوردته التليجراف.
وفي 1980، بدأت الحرب الإيرانية العراقية على انتزاع ملكية الأرض، خاصة بعد صعود المذهب الشيعي الذي قاد به آية الله خامنئي طهران.
وصعد التيار الشيعي في تلك الفترة بدرجة كبيرة، حتى أن صدام حسين دفع العديد من الأموال لجذبهم إلى صفه، فأنفق للاحتفال بتاريخ التيار الشيعي، وتزيين مزاراتهم.
وبحسب الكتاب الأمريكي، فإن أمام كل من سقط في الحرب العراقية الإيرانية، وهب صدام حسين لأسر الضحايا أموالًا وهدايا سيارات فاخرة.
ووافق صدام عام 1988 على وقف إطلاق النار، إلا أنه عاد في 1990 لاسترجاع بالقوة بعض مما خسرته الدولة، بعدما حاول غزو الكويت.
ونتيجة لمحاولات العراق غزو الكويت، دمرت القوى الغربية التي تدخلت في الحرب لحماية الكويت، معظم البنى التحتية، بتكلفة بلغت 126 مليار دولار.
وأرهقت الولايات المتحدة العراق بالعقوبات القاسية، حتى أن بعض المراقبين الدوليين أكدوا أن تلك العقوبات تسببت في مصرع أكثر من نصف مليون طفل.
كما أن الانهيار الاقتصادي للعراق أدى إلى عقبات سياسية، أبرزها أن صدام حسين نفذت منه الأموال النقدية ما أدى إلى تقليل نفقاته على مؤيديه، واكتفى بعائلته ومؤيديه السنة في تكريت.
ودخلت العراق في عدد من الأزمات نتيجة تمييز صدام حسين للسنة عن الشيعة، حتى وصلت إلى ذروتها باغتيال زعيم التيار الصدري، محمد محمد صديق الصدر، في 1999، حيث أن المخابرات الأمريكية لم تعرف ولم يكن لديها شغف معرفة الجاني، إلا أنه بعد 2006 والغزو الأمريكي طلبت واشنطن معرفة الكثير عن التيار الصدري، وقائده الجديد مقتدى الصدر، الذي أصبح في الوقت الحالي، الرجل الأقوى في العراق.
فيديو قد يعجبك: