إعلان

واشنطن بوست: الجيش الباكستاني يترك بصماته على كل شيء في البلاد

04:06 م الجمعة 27 يوليه 2018

ارشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

أعلنت اللجنة الانتخابية في باكستان النتائج الجزئية، صباح اليوم الجمعة، بعد فرز أكثر من 80 بالمئة من الأصوات، لتؤكد فوز بطل الكريكيت السابق عمران خان، وسط اتهامات بالتلاعب في النتائج.

وتفيد نتائج جزئية وضعتها اللجنة على موقعها الإلكتروني بعد فرز أكثر من ثمانين بالمئة من الأصوات، إلى أن حزب حركة الانصاف الذي يتزعمه عمران خان يأتي حاليا في الطليعة بـ114 مقعدا من أصل 272، وهو الآن في حاجة إلى 23 مقعدًا ليتمكن من تشكيل الحكومة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الباكستانيين أدلوا بأصواتهم الانتخابية في عملية الاقتراع التي تمت في جو يسيطر عليه العنف والفوضى.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن باكستان شهدت عدة انفجارات وعمليات انتحارية دموية بالتزامن مع عمليات الاقتراع ما أسفر عن سقوط العشرات.

وتقول واشنطن بوست إن المناخ العام للجو في باكستان غير مُعتدل بالمرة، إذ تم تهميش رئيس الوزراء السابق نواز شريف وابنته مريم بسبب اتهامات الفساد التي تلاحقهما، والتي يراها الكثير من الباكستانيين ترجع إلى دوافع سياسية، فيما يحذر النشطاء من أن مجموعة من المرشحين أٌجبروا على تغيير أحزابهم السياسية.

وأشارت الصحيفة إلى تخويف الكثير من الصحفيين ووسائل الإعلام الذين يعملون على تغطية الانتخابات.

وفي خضم هذه الفوضى، تقول واشنطن بوست إن مجموعة من المرشحين الإسلاميين المتطرفين تمكنوا من المشاركة في العملية الانتخابية، ما يُشير إلى أن البلاد قد تنحرف تجاه فوضى سياسية يعقبها أحداث تزيد من حجم مشاكلها.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن تقارير صادرة عن اللجنة الباكستانية المستقلة لحقوق الإنسان أن الجو العام في باكستان قبل الانتخابات سيطرت عليه العدوانية، وأشارت اللجنة إلى محاولات التلاعب بالنتيجة.

وكان المستفيد من كل الظروف حزب عمران خان، وتقول الصحيفة إن المراقبين الدوليين يعتقدون أن الجيش مهد الطريق أمام خان لكي يصل إلى الحكم.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن الجيش له تاريخ طويل في التدخل في العملية الديمقراطية في باكستان، وله بصمات في كل مكان.

وأوضحت الصحيفة أن القيادات العسكرية الكُبرى في باكستان كانت تقود البلاد من وراء ستار، وحاولوا السيطرة على السياسة الخارجية والخارجية والاقتصاد.

ولفتت واشنطن بوست إلى أن الجناح الاستخباراتي الأقوى والأكبر في الجيش الباكستاني يحرص على إبقاء علاقته متينة بالمقاتلين في الخارج.

ويمكن رؤية تأثير الجيش الواضح على النظام القضائي في باكستان، تقول الصحيفة إن الجيش تمكن من السيطرة على وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك صحيفة "داون" اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية، وغيرها من القنوات التلفزيونية.

وقال حسين حقاني، الدبلوماسي الباكستاني السابق، إن قدرة الجيش على السيطرة الكاملة على القيادة المدنية الباكستانية قد تلاشت.

وتابع: "أرى أن الجيش مُصاب بحالة من الذعر، واعتقد أن أي محاولة لاستعادتهم السلطة ستخلق المزيد من الفوضى".

وبعيدًا عن الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية الكبيرة في البلاد، تقول الصحيفة إن الجيش يرى نفسه الوصي الوحيد والحامي الرئيسي للدولة، وما يزال يشكك في قدرة المدنيين على القيادة.

يقول حقاني، وهو منتقد صريح للجيش الباكستاني ويعيش الآن في المنفى، إنه بعد الانفصال الدموي عن الهند، أقنع الجيش نفسه بأنها عدو باكستان الأبدي، وأنهم المنقذون الوحيدون للبلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان