إعلان

نيويورك تايمز تُجيب.. هل تندلع حرب أمريكية إيرانية ومَن ينتصر فيها؟

08:07 م الثلاثاء 24 يوليو 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

أثار التراشق اللفظي الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة إيران، والذي يذكرنا بما حدث بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، المخاوف بحدوث مواجهة عسكرية في الخليج العربي، الذي يعد مصدرًا هامًا للموارد البترولية إلى العالم.

كانت البداية بتغريدة نشرها ترامب عبر حسابه الخاص بموقع تويتر، حذر فيها الرئيس الإيراني حسن روحاني، من مخاطر كارثية قد تنتج إذا ما هددت دولته الولايات المتحدة، مما رفع التوتر بين الدولتين إلى مستوى جديد، وكتب ترامب: "كن حذرًا"، وارتفعت أسعار النفط خوفًا من احتمال قطع الإمدادات عبر دول الخليج.

عدد من خبراء السياسة المختصين بالشأن الإيراني، في حديثهم مع صحيفة "نيويورك تايمز" ضمن تقرير منشور اليوم على موقعها الإلكتروني، قالوا إن الرسالة التي كتبها ترامب جزء من عملية التخويف الخاصة به، أكثر من كونها تهديدًا حقيقيًا، وتوقع عدد قليل منهم حدوث حرب بين إيران والولايات المتحدة، لأن المراتب العليا في إيران يدركون جيدًا أن قوّاتها لا تستطيع التفوق على الجيش الأمريكي، الذي سيكون له هيمنة جوية وبحرية، ولكن لا يستبعد أي شخص إمكانية نشوب نزاع مسلح بين الدولتين أو ردًا بشكل آخر من الجانب الإيراني، مثل الهجمات الإلكترونية لإرسال رسالة قوية لترامب.

ويقول رئيس مجموعة "أوراسيا" المتخصصة في الاستشارات المتعلقة بالمخاطر السياسية، كليف كوبشان: "لا أعتقد أن أي الطرفين يريد اندلاع حرب، ولكن يلعب الإيرانيون مع شخص مختلف عما واجهوه، وهذا يعني أننا ندخل مرحلة خطرة سياسيًا، ويمثل هذا خطورة كبيرة".

وفيما يلي، بحسب الصحيفة، مجموعة من الأسئلة الأساسية عن المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران:

- إلى ماذا تهدف إداراة ترامب؟

يقول منتقدو ترامب إنه أحاط نفسه مؤخرًا بأفراد يشبهون أيديولوجيته ذات الاتجاه اليمين، وأبرزهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، ومايك بومبيو وزير الخارجية، الذي يود رؤية تغييرًا للنظام في إيران، وكان سعيدًا في مايو عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015 بواسطة باراك أوباما.

ويقول محللون سياسيون إن ترامب يعتقد أن تهديده لإيران سوف يدفع القادة الإيرانيين لطلب إجراء مفاوضات معه لمناقشة ما اعتبره ترامب أخطاء قاتلة في الاتفاق النووي، والذي تعهدت فيه إيران بعدم الحصلو على قنبلة نووية أبدًا، وكان ترامب مدح نفسه لاتباعه نفس الاستراتيجية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، واصفًا تلك الخطوة بأنها كانت ضرورية وهامة لإيقاف تجارب الأسلحة النووية، والاشتراك مع ترامب في قمة تم عقدها الشهر الماضي في سنغافورة.

الأحد الماضي، قال حسن روحاني للدبلوماسيين في طهران، إن ترامب خاطر باندلاع "أم كل الحروب" مع إيران، ناصحًا إياه بعدم اللعب بـ "ذيل الأسد"، والذي كان - بحسب الصحيفة - المحفز الذي دفع ترامب لمثل رد الفعل الغاضب هذا من ترامب بعد ساعات قليلة على موقع تويتر.

- هل من الممكن أن تنجح استراتيجية ترامب مع طهران؟

العلاقات الأمريكية الإيرانية غامضة للغاية، لدرجة أنه من الصعب التوقع بنجاح مثل هذه الاستراتيجية من فشلها، ولكن المحللون الذين درسوا إيران عبروا عن شكوك قوية أن يذعن قادة إيران لمثل هذا الضغط الأمريكي.

ويقول هوشانج حسن ياري، خبير بالعلوم السياسية في جامعة كوين، وعضو بارز بالكلية العسكرية الملكية في كندا: "لا يمكن للنظام الذي ظل يهتف 40 عامًا "الموت لأمريكا" أن يتراجع في ظل تصريحات وسياسات ترامب العنيفة، حيث يجب عليهم أن يقفوا ضد الولايات المتحدة".

وقال آخرون إن إدارة ترامب قد تكون تقلل من صلابة النظام الإيراني وعناده، الذي لديه جاهزية لقمع الأخطار السياسية، حيث لا يمكن للمعارضة الإيرانية القيام بشيء سوى بعض احتجاجات في الشوارع، حيث تمتلك قوات الحرس الثوري الإيراني تأثيرًا كبيرًا اقتصاديًا وسياسيًا، وولائها الوحيد للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

- ماذا قد يحدث في حالة نشوب حرب بين إيران وأمريكا؟

يدور التساؤل حاليًا حول مدى قدرة الولايات المتحدة على الصمود في حرب تقليدية، ولكن استطاعت أمريكا قبل ذلك الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، ومهدت الطريق لخلع طالبان من السُلطة في أفغانستان.

تقول الإحصاءات إن الولايات المتحدة ستهزم إيران بمنتهى السهولة في حالة حدوث حرب، فواشنطن لديها ما يقرب من 1.3 مليون جندي وهو ثلاثة أضعاف ما تمتلكه إيران، وتجاوز الإنفاق العسكري للولايات المتحدة العام الماضي ما يقرب من 600 مليار دولار، فيما بلغ 16 مليار دولار فقط في إيران، وتمتلك الولايات المتحدة 6000 دبابة تقريبًا، أما إيران فلديها أقل قليلًا من 1700 دبابة، بالإضافة إلى القوات الجوية والبحرية الأمريكية تفوق كثيرًا ما لدى إيران.

وهذا لا يعني - بحسب الصحيفة - أن ترامب مستعد لدعم وعوده بغزو إيران، فمثل هذه الاحتمالية تُرى على أنها معدومة للغاية، فترامب قال إنه يريد تخليص الولايات المتحدة من التدخل العسكري الخارجي، ولم يظهر أبدًا نية للتدخل في حرب أخرى.

وتقول باربرا سلافين، مديرة مبادرة "مستقبل إيران" في المجلس الأطلسي: "لا أرى أنه من الممكن تحقيق حرب حقيقية بين الدولتين، فهذا ليس من مصلحة إيران أو الولايات المتحدة، وترامب لا يريد إبقاء الجنود في سوريا من الأساس".

- أين قد تحدث المواجهة المحتملة؟

المواجهة المحتملة - في حالة حدوثها - قد تكون في مضيق هرمز، في المنطقة التي ضايقت فيها قوارب الحرس الثوري السريعة، السفن الحربية التابعة للأسطول الخامس الأمريكي الذي يقوم بدوريات في الممر المائي، ويقول كوبشان عن هذا: "إمكانية الحرب ليست محسومة، ولكن تزداد نسبة حدوثها في مضيق هرمز مؤخرًا".

توقع بعض الخبراء أيضًا أن ترامب قد يكون حريصًا عل الانتقام من الواقعة التي حدثت في يناير 2016، قبل أيام من دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، والتي رآها كإهانة للولايات المتحدة، عندما قبض الحرس الثوري على 10 بحارة أمريكيين من قاربي دورية مائية، ونشر صورًا لهم أثناء القبض عليهم قبل أن يطلق سراحهم.

الإيرانيون، من جانبهم، لم يعيروا اهتمامًا بتغريدة ترامب التي هددهم فيها، بل على النقيض تعامل معها البعض بسخرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان