إعلان

لاجئون سوريون في لبنان يبدأون العودة "طواعية" إلى بلادهم

03:48 م السبت 21 يوليه 2018

ارشيفية

كتبت – إيمان محمود

منذ عام 2011؛ استضاف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، فرّوا من الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم، وبعد أن استطاع الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على معظم الأراضي السورية من أيدي الفصائل المُسلحة المعارضة، فتحت دمشق ذراعيها مرة أخرى لاستقبال كل من أراد العودة إلى بلاده.

ويُعتبر لبنان من أكثر الدول المجاورة التي استضافت السوريين بعد تركيا، إذ فرّ إليه أكثر من مليون سوري، منذ اندلاع الحرب الأهلية، التي تسببت في فرار أكثر من 5 مليون سوري، بالإضافة إلى 6 مليون نازح داخلي.

وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبنانية، الجمعة، أن مئات اللاجئين السوريين الذين يعيشون في بلدة عرسال الواقعة شمال شرق لبنان سيبدأون في العودة إلى سوريا خلال الأسبوع الجاري.

وقالت إن معظم اللاجئين من بلدة فليطة السورية الواقعة بمنطقة القلمون، وهم اختاروا العودة طواعية إلى بلادهم، بعد أن أصبحت بلدتهم تحت سيطرة الحكومة السورية.

وتعد هذه المرحلة الثالثة من عملية إعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا من عرسال، بالتنسيق بين الأمن العام اللبناني والسلطات السورية، كما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 13 ألف لاجئ سوري في دول الجوار عادوا لديارهم في النصف الأول من عام 2018 إضافة إلى 750 ألف نازح.

ما هي قرية فليطة؟

فليطة هي قرية سورية في جبال القلمون، الملاصقة لجرود عرسال اللبنانية، وهي تقع في منطقة النبك التابعة لمحافظة ريف دمشق بسوريا، كما أنها تقع على طريق يربط لبنان بمدينة يبرود.

كان يقطن القرية قبل الحرب الأهلية، نحو 15 ألف نسمة غالبيتهم العظمى من الطائفة السنية.

موقع القرية الصغيرة بالقرب من الحدود اللبنانية، جعل منها منطقة استراتيجية هامة بالنسبة للطرفين الحكومة والسورية والمعارضة، فعن طريق هذه القرية يمكن الوصول إلى بلدة السحل ويبرود وراس المعرة وغيرها من القرى والمدن القلمونية، أي أنها تعتبر ممراً إجبارياً من عرسال اللبنانية نحو الداخل السوري.

كما أن منطقة القلمون بأكملها، والتي تقع القرية في القسم الغربي منها؛ تحتوي على كمية كبيرة من الغاز الطبيعي والثروة المعدنية، الأمر الثاني الذي جعلها مطمعا للجميع.

وفي عام 2014؛ استطاعت المعارضة السورية المسلحة – الذين ينتمون إلى فصائل عدّة أهمها "كتائب النور"- السيطرة على البلدة ثم على أجزاء كبيرة من منطقة القلمون، ما قطع طريق مهم على قوات الجيش السوري وحزب الله للتواصل مع مناطق حزب الله في لبنان.

طبيعة فليطة الجبلية جعل الدخول إليها في غاية الصعوبة، كما أنها تتمتع بأهمية كبيرة من حيث ممرات التهريب التي استفادت منها المعارضة بشكل كبير.

ومنذ سيطرة المعارضة على البلدة ومواقع بالقلمون بدأت بشن هجمات متعددة على مواقع الجيش السوري وحزب الله في المنطقة، كما شهد العام 2015 هجمات متعددة لجبهة النُصرة الإرهابية على مواقع لحزب الله في جرود بلدة فليطة.

استعادة القرية وجرودها

في شهر يوليو من العام 2017؛ أعلنت كلا من الحكومة السورية واللبنانية شنّ حملة عسكرية متزامنة في القلمون وعرسال لاستعادته من أيدي الفصائل المُسلحة وتنظيم داعش الذين سيطروا عليه.

انطلق الهجوم على جرود عرسال من محورين، الأول من بلدة فليطة السورية باتجاه مواقع جبهة النصرة في القلمون الغربي، والمحور الثاني من تلال السلسلة الشرقية للبنان تجاه المرتفعات.

وسيطر الجيش السوري بالتعاون مع حزب الله اللبناني، على كامل جرود فليطة في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم "جبهة النصرة" فيها.

واعتبرت الحكومة السورية أن السيطرة على فليطة إنجازًا كبيرًا، في معاركها بالمناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، قبل أن تسيطر على القلمون بأكملها في أغسطس العام الماضي.

وبعد بضعة أشهر من السيطرة على القلمون؛ بدأت مئات العائلات السورية العودة إلى بلدة فليطة، بعدما أعلنت الحكومة السورية إتمام "تطهيرها من الإرهابيين" على حد تعبيرها، وتمشيطها من قبل الجيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام في المنازل، بالإضافة إلى إعادة الخدمات الأساسية إليها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان