سفارة مصر بالكويت تحتفل بالذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو وسط حضور دبلوماسي رفيع
الكويت (أ ش أ)
احتفلت السفارة المصرية في الكويت مساء اليوم الثلاثاء، بالذكرى السادسة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة؛ وذلك بحضور وزير الدولة لشئون مجلس الأمة الكويتي وزير الإعلام بالإنابة عادل الخرافي، وعدد كبير من المسئولين الكويتيين والسفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب لدى الكويت.
وقال سفير مصر لدى الكويت طارق القونى – في كلمة له خلال الاحتفال – إن ثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة، أذّنت ببدء حقبة جديدة فى تاريخ مصر المعاصر؛ حيث أعادت تقديم مصر للعالم كفاعل وشريك نشط، لا يدخر جهدا لتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، مشيرا إلى أن ثورة 23 يوليو، مثلت مصدر إلهام للعديد من الدول في محيطيها العربي والأفريقي، وامتد تأثيرها إلى العالم، بقرار سياسي مستقل، وسياسات تسعى لإحداث التوازن المنشود في العالم، مع دعم حق الشعوب فى تقرير مصيرها وتحقيق نهضتها دون احتلال أو استغلال.
وأكد القونى أن مصر اليوم هي امتداد لذلك التغيير الشامل الذي أتت به ثورة يوليو، وما أرسته من دعائم لدولة راسخة، بعد أن أعادت صياغة علاقة المواطن بوطنه، من خلال مبادئ تقوم على العدالة الاجتماعية، ومشاركة المواطنين فى بناء دولتهم ونهضتها، وتأسيس جيش قوي يحمي مقدرات الدولة، ويقف رادعاً لكل محاولات المساس بأمنها وسيادتها.
وأضاف قائلا "تعود إلينا الاحتفالات بثورة يوليو، مصحوبة بأكثر من مناسبة سعيدة، فمنذ أسابيع قليلة احتفلت مصر ببدء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد تجديد الشعب الثقة بسيادته، فى استحقاق انتخابي كان محل إشادة من قبل المتابعين، وبمشاركة أكثر من 24 مليون مواطن داخل مصر وخارجها، كما أن احتفالاتنا تأتي متزامنة مع الذكري الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو 2013، والتى قامت بتصحيح المسار بعد أن سعت قوى الظلام إلى اختطاف إرادة الشعب وتهديد وحدته، بل والتأثير على دور مصر المحوري إقليميا ودولياً".
وأشار القونى إلى أنه لا يخفى على أحد ما مرت به مصر الغالية من تحديات خلال السنوات الماضية، والتي زاد من جسامتها، محيط إقليمي غير مستقر، وارهاب يتربص بأمن الوطن، ومصاعب اقتصادية غير مسبوقة، إلا أن ما تم تحقيقه من إنجازات خلال فترة وجيزة، يدعو للفخر، لافتا إلىأن تلك الإنجازات ما كانت لتتم، إلا بالجهود الاستثنائية للقيادة السياسية، مدعومة بشعب صلب، وبرجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، المستعدين دائماً للتضحية والعطاء.
وأكد أن ما يتحقق من نتائج يوما بعد يوم، يُثبت أن مصر تمضي فى الطريق الصحيح، وتشهد على ذلك التقديرات الإيجابية للمؤسسات الدولية، حول كفاءة برنامج الاصلاح الاقتصادي، كما تتوالى المؤشرات عن تحسن أداء الاقتصاد، بتحقيق الموازنة العامة للدولة، أول فائض مبدئي منذ 15 عاماً للعام المالي 2017/2018، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستوى قياسي بلغ 44.3 مليار دولار، فضلاً عن القفزات الكبيرة في استكشافات الغاز والبترول مع حقل (ظٌهر) للغاز وغيرها، إضافة إلى تحسن مؤشرات السياحة وإيرادات قناة السويس، وخلق المزيد من فرص العمل، لاسيما فى إطار المشروعات القومية الكبرى، ومن بينها إنشاء المدن الجديدة، كالعاصمة الإدارية، والتحديث المستمر للبنية التحتية.
وأضاف القونى قائلا "غير أن ما تقدم، لا يعنى أن نَركن إلى الراحة، فلا زال أمامنا الكثير من العمل، كي نصل للهدف الذي نطمح إليه - والذي حدد معالمه السيد الرئيس في خطاب التنصيب- باستكمال بناء دولة حديثة، مع إعطاء أولوية لقطاعي التعليم والصحة، والإسراع بخطى الإصلاح على جميع المستويات، بجانب التصدي للمخاطر الأمنية التي تحيط بالدولة، مع إنشاء شبكة متكاملة من برامج الحماية الاجتماعية".
واستعرض سفير مصر لدى الكويت خلال كلمته، تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر والكويت، والتى بدأت رسميا منذ 57 عاما، بعد نيل الكويت استقلالها مباشرة، لاتفا إلى أنه سبق ذلك التاريخ، سجل حافل وممتد من التعاون الثقافي والتعليمي، وزيارات متبادلة للنخب السياسية والتنويرية في كلا البلدين، كما تلاه تكاتف وتلاحم، وصل إلى حد امتزاج الدماء في الأوقات العصيبة من تاريخ البلدين، مثلما تم في بطولات أبنائهما المشتركة في حربي أكتوبر 1973 وتحرير الكويت 1991.
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة كانت جلية للعيان على مستوى العلاقات الأخوية الوطيدة بين مصر والكويت، مؤكدا أن مصر قيادة وحكومة وشعبا، لا تنسى المواقف المقدرة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والداعمة لمصر واختيارات شعبها، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن التواصل المكثف بين البلدين لم ينقطع، من أجل إعادة الاستقرار للمنطقة، وحل أزماتها، مدعوما بتقارب في وجهات النظر يصل لحد التطابق في رؤى البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية.
وشدد القونى على أنه تأكد منذ استلامه مهام عمله، سفيرا لمصر فى الكويت منذ نحو 8 أشهر، أن العلاقة بين البلدين لا تعرف حدودا أو قيود، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال الزيارات المتبادلة للمسئولين منذ عام 2014، والتي بلغت خمس زيارات أميرية ورئاسية ثنائية، أخرها زيارة أمير الكويت إلى مصر في 2015، وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت في 2017، فضلا عن عشرات الزيارات الوزارية ودون الوزارية، ووصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يزيد عن 3 مليارات دولار، وكون الكويت ثالث أكبر مستثمر عربي، ورابع أكبر المستثمرين الأجانب في مصر، إضافة إلى احتضان الكويت لجالية مصرية تأتى فى المرتبة الثانية بين الجاليات الأجنبية.
وأضاف سفير مصر لدى الكويت، أنه رغم أن العلاقات المصرية – الكويتية، تعد نموذجية لأي رئيس بعثة دبلوماسية، إلا أنها تخلق تحدياً فى دفعها إلى آفاق أرحب، خاصة في المجال الاقتصادي، الذى يرى أنه لم يصل بعد إلى ما يرضى طموح الجانبين.
وأعرب القونى عن شكره إلى أعضاء الجالية المصرية فى الكويت، لتمثيلهم المشرف لمصر، داعيا إياهم لبذل كل الجهد والتفاني في أداء عملهم، كسفراء لمصر، كلٌ في مجاله، مثمنا فى الوقت نفسه حرصهم على استمرار التواصل مع الوطن الأم؛ حيث كان تصدرهم لقائمة التصويت فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة للجاليات في الخارج، وآخرها الانتخابات الرئاسية في مارس الماضي، برهانا على أن دعم الوطن لا يكون بالشعارات، وإنما بالانخراط البنّاء في قضاياه وهمومه.
كما نقل لأبناء الجالية تقدير الحكومة المصرية، ومتابعتها عن كثب لما يهم الجالية من موضوعات، وحرصها على تذليل أية صعوبات أمامها، وكذلك نقل لهم أيضاً ما لمسه من إشادة من قبل المسئولين الكويتيين، بدورهم المقدر في تنمية الكويت.
وتضمن الاحتفال الذى نظمته السفارة المصرية بالكويت، بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة 23 يوليو، عرض الفيلم التسجيلى (حكاية وطن)، وفيلما وثائقيا بعنوان (أربعة أعوام من الانجازات)، والذى استعرض المشروعات القومية الكبرى التى تم انجازها فى مصر خلال السنوات الأربع الماضية، وآخر عن أهم الأنشطة والفعاليات التى نظمتها السفارة مؤخرا، بالإضافة الى معرض للوحات التشكيلية وأعمال النحت، لمجموعة من الفنانين المصريين المقيمين بالكويت، وكذلك الاستمتاع بالموسيقى المصرية الأصيلة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: