إعلان

وول ستريت جورنال: لماذا يهتف الإيرانيون "الموت لفلسطين"؟

07:36 م السبت 14 يوليه 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

"الموت لفلسطين".. كان هذا الشعار الذي استخدمه الإيرانيون في المظاهرات التي انطلقت مؤخرًا، وطالبوا أيضًا بموت المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، ولكن لماذا يهتم الإيرانيون بفلسطين لدرجة أنهم يتمنون موتها؟

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قالت في تقرير لها، الجمعة: "بمطالبتهم بالموت لفلسطين، يغير الإيرانيون من المفاهيم الأساسية لديهم، لأن العداوة لإسرائيل هي الفكرة الأساسية التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

كان الكاتب الإيراني جلال آل أحمد، كتب في كتاب له في ستينيات القرن الماضي: "يجب أن نجعل الجميع يدركون أن اليهود وداعميهم الأجانب معارضون لتعاليم الإسلام الرئيسية، ويتمنون أن يسيطر اليهود على العالم".

وتهدف الثورة الإسلامية الإيرانية منذ انطلاقها عام 1979، للقضاء على الهوية الوطنية لإيران من خلال محو ماضيها قبل الإسلامي، وتخلوا عن الأسماء الفارسية لصالح الأسماء الإسلامية، وحاولوا أيضًا منع الإجازات الفارسية وغيرها من الطرق الأخرى للقضاء على معالم ما قبل الثورة، وحدد خامنئي معالم الفارسية مثل كتاب "شاهنامه" - الذي تحفظ به اللغة والتاريخ والحضارة الفارسية - كأحد أهداف الثورة الهامة التي يجب تدميرها.

ردد تابعو خامنئي هتافات "الموت لأمريكا" عند اجتياحهم السفارة الأمريكية واحتجاز عدد من الدبلوماسيين رهائن في الفترة من 4 نوفمبر 1979 حتى 20 يناير 1981، وظل هذا الشعار قائمًا حتى اليوم ومنتشرًا في صلوات الجمعة وفي طول البلاد وعرضها.

وتابع التقرير، بعد انطلاق الثورة بعام، غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إيران، ورأى النظام الإيراني الحرب بين الدولتين كفرصة لتوطيد الثورة وتوحيد الإيرانيين حول عدو مشترك، وفي نفس الوقت استمر النظام الإيراني في معاداة إسرائيل ولكن كان يتعاون مع الدولة اليهودية سرًا لكونها عدوة لعدو طهران ألا وهو العراق، وانتشرت أيضًا شائعات أن إيران اشترت أسلحة قيمتها مليارات الدولارات من إسرائيل خلال الحرب، وعلى الرغم من أن خامنئي وافق على كل هذه الصفقات سرًا، إلا أنه أعلن أن كل هذه شائعات خلقها أعداء إيران، وبعد الحرب العراقية الإيرانية، أصبحت إسرائيل العدو اللدود لإيران مرة أخرى، وتم إنكار مذبحة الهولوكوست، طباعة الأعلام الإسرائيلية وإلقائها في الشوارع ليدوس عليها الإيرانيون.

إذا ما نظرنا للحساب الشخصي التابع لخامنئي على تويتر، نجد أنه مليء بنداءات تحرير فلسطين، وتدمير الدولة اليهودية، وكتب الشهر الماضي: "موقفنا ضد إسرائيل واضح واتخذناه منذ وقت طويل، وإسرائيل تمثل أورامًا سرطانية خبيثة في منطقة غرب آسيا يجب إزالتها"، وكتب في تغريدة أخرى: "بالنسبة لإيران، القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية تكتيكية أو استراتيجية سياسية، بل هي مسألة معتقدات وإيمان".

في الوقت الحالي، تقبع إيران تحت وطأة التضخم، البطالة، الفساد، والمحسوبية، وكان الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 - وانسحبت منه الولايات المتحدة مؤخرًا - يعد بتحسينات اقتصادية، ولكنه على النقيض زاد من قوة آية الله خامنئي، واتهم قائد إيراني إسرائيل هذا الشهر بـ "سرقة السحب" والتلاعب بها لحرمان إيران من الأمطار، بعد أن نقصت كمية المياه في إيران بسبب سوء الإدارة.

وأضاف التقرير، لا يهتم خامنئي ولا الإيرانيون أنفسهم بالفلسطينيين، وبدلًا من الاستثمار في الشعب الإيراني، تدفع الجمهورية الإسلامية أموالًا كثيرة من أجل مغامراتها العسكرية في العراق، اليمن، ولبنان، في الوقت الذي تشن فيه حربًا بالوكالة مع إسرائيل وتحمي بشار الأسد في سوريا.

واختتم التقرير بتساؤل: "لماذا يهتف الإيرانيون الموت لفلسطين؟" الإجابة تكمن في أن النظام الذي يدّعي أنه يحمي الفلسطينيين أصبح عدوًا للشعب الإيراني نفسه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان