إعلان

صادق المهدي: السودان يلعب على كل الأطراف في أزمة سد النهضة

12:57 ص الخميس 07 يونيو 2018

صادق المهدي

القاهرة - (د ب أ)

وصف رئيس الوزراء السوداني الأسبق المعارض البارز صادق المهدي حكومة الرئيس عمر حسن البشير بأنها "مفلسة ماليا وسياسيا وفكريا"، ورأى أن السودانيين "لن يتحملوا هذا الوضع كثيرا".

وحول موقفي كل من السودان ومصر بشأن سد النهضة وتهريب السلاح عبر الحدود المشتركة، قال في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية الأربعاء :"بالنسبة لسد النهضة، فالمصالح متناقضة بالأساس: فهو يمثل ضررا لمصر ومنفعة للسودان ... ونظام البشير المنفعي يتكلم مع إثيوبيا كحليف استراتيجي، ويكرر الأمر ذاته مع مصر. ولكن فيما يتعلق بالسلاح فأنا لا أعتقد أنه يتعمد تهريب سلاح لمصر ... السودان مجاور لدول بها صراعات فوضوية مثل ليبيا ... إنه يعمل على ضبط الحدود ولكن مع اتساعها وقوة شبكات الإرهاب والتهريب فإن الأمر فوق طاقته".

واعتبر المهدي /82 عاما/ أن حديث البشير عن محاصرته اقتصاديا ما هو إلا محاولة لتبرير الفشل العام بالسودان، وأرجع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة حاليا للسياسات الاقتصادية الخاطئة التي اتبعها البشير قبيل انفصال الجنوب وبعده.

وأوضح :"بترول الجنوب كان يؤمن تقريبا نصف إيرادات ميزانية الدولة و 75% من النقد الأجنبي. ورغم توقع الجميع انفصال الجنوب لم يقم النظام بأي سياسات مالية وقائية ... وفشلت خطته بخفض النفقات الحكومية بنسبة 45% كما أعلن حينها، بل أن الإنفاق ارتفع بنسبة تقترب من 66% جراء الصرف المبالغ على الجوانب الأمنية والمفاخرة بالمناسبات ... سياساته الاقتصادية أدت إلى هرولة المستثمرين الأجانب والسودانيين أيضا إلى نقل استثماراتهم لدول أخرى كإثيوبيا".

ورأى رئيس الوزراء الأسبق أن البشير شخصيا من أسباب الأزمة الاقتصادية، وقال "كون البشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جعل كثيرين بنادي باريس يرفضون استفادة السودان من برنامج إعفاء الديون على الدول الفقيرة ... فضلا عن تسببه في وضع السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب لسماحه بفترة ما باستقبال كل من مارس العنف والتكفير ... كما كان لوجود أسامة بن لادن بالسودان دورا في ربط الولايات المتحدة بين السودان وحادث تفجير سفارتيها بنيروبي ودار السلام 1998 ... أي أن الاتهام له جذور مرتبطة بوقائع معينة ... وعدم رفع اسم السودان من اللائحة يعني استمرار العقوبات أيضا".

وعن مدى جدية ما يردده السودان حاليا بشأن محاربة الإرهاب، قال إنه "لا يمكن الوثوق بالنظام لكونه يبطن أكثر مما يعلن ... لقد ألقى النظام القبض على بعض المتطرفين، ولكن لا يزال هناك رصد لوجود جنسيات متعددة وشخصيات تتحدث بلغة تكفيرية بالمساجد، وآخرين يتحدثون علنا عن مبايعة داعش ... ومن الوارد أن جزءا من الدواعش العائدين من سورية والعراق قد استقروا لدينا كما هو الحال بدول أخرى".

وحذر المهدي من "خطر استغلال الجماعات المتطرفة للأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يمر بها السودان من أجل استقطاب وتجنيد كثير من شبابه"، لافتا إلى ارتفاع نسبة البطالة لما يقرب من 30% .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان