إعلان

عام على المقاطعة..أزمة قطر خلقت تحالفات جديدة في الشرق الأوسط

12:03 م الثلاثاء 05 يونيو 2018

تميم بن حمد

الدوحة- (أ ف ب):

بعد مرور عام على اندلاع الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها، يرى محللون أن الخلاف الذي يزداد حدة أدى الى خلق تحالفات جديدة في المنطقة من دون أن يسفر عن خاسر او رابح.

ومع انعدام بوادر حل في الأفق على الرغم من جهود وساطة قامت بها الولايات المتحدة والكويت، يقول محللون ان تداعيات هذه الازمة ستكون عميقة وطويلة الأمد.

ويقول الأستاذ المساعد في كلية كينجز في لندن ديفيد روبيرتس "لا اعتقد أننا نبالغ في القول ان هناك مراكز قوى جديدة تظهر في الشرق الأوسط".

في الخامس من يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصرعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب، لا سيما عبر تمويل جماعات إسلامية متطرفة والتقرب من إيران، خصم السعودية الرئيسي في المنطقة.

ورافقت قطع العلاقات الدبلوماسية إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين.

وسلمت الدول المقاطعة قطر قائمة من 13 طلبا، من ضمنها إغلاق قناة "الجزيرة" والحد من علاقات قطر مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.

ولم تطبق الدوحة أيا من هذه المطالب. وقامت بدلا من ذلك بتعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول أخرى، ومحاولة تأمين اكتفاء ذاتي. كما أبرمت اتفاقات تجارية وعسكرية وتكنولوجية على الساحة الدولية.

وأوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية السبت أن السعودية طلبت من فرنسا إقناع قطر بالتخلي عن شراء دفاعات جوية روسية من طراز إس-400، وإلا فإن الرياض أبدت استعدادها للقيام بـ"تحرك عسكري" ضد الدوحة.

ولم يشأ أي من قصر الإليزيه ووزارة الخارجية الفرنسية التعليق على هذه المعلومات ردا على أسئلة وكالة فرانس برس.

وتستمر الحرب الباردة في الصحراء، مع ان قطر تواصل تزويد الامارات العربية المتحدة بالغاز.

وتبدو قطر الآن اقرب الى تركيا ولديها علاقات دبلوماسية وتجارية تمتد الى أبعد من الخليج.

وشكر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشهر الماضي إيران على دعمها بلاده في أزمة الخليج.

وأشارت السعودية والإمارات إلى أن هذه الأزمة قد تستمر لفترة طويلة.

وتبدو الوحدة الخليجية الآن في وضع حرج ما يهدد وجود مجلس التعاون الخليجي، بينما نأت عمان والكويت بنفسيهما عن اتخاذ موقف من الأزمة.

ويشير كريستيان اولريشسن الباحث في جامعة "رايس" إلى أن "تأثير هذه الأزمة على الوحدة الإقليمية في الخليج العربي من المرجح أن يكون مدمرا ومحددا مثل الفترة التي غزا فيها صدام حسين الكويت واحتلها في عام 1990".

وأضاف "من الصعب للغاية رؤية كيف يمكن للخليج العربي أن يعود معا".

ويرى الكثيرون أن قطع العلاقات جاء كمحاولة من السعودية والإمارات لدفع قطر "المزعجة" التي تدعم الإخوان المسلمين وحماس، إلى الاصطفاف وراء سياستهما، إلا أن الرهان لم يؤت ثماره.

ويقول اولريشسن "لا يوجد فائز او خاسر" بشكل واضح في هذه الأزمة.

وبحسب اولريشسن، "أظهر القطريون مرونة والكثير من البراغماتية عبر التكيف بسرعة مع الواقع الجديد ووضع ترتيبات تجارية ولوجستية بديلة ادت الى خفض تكاليف الازمة، من دون إزالتها".

وهناك احتمال ضئيل للتوصل الى حل دبلوماسي فوري.

وأكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله في 30 مايو لوكالة فرانس برس أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بلاده لاحتواء الأزمة "مستمرة ومتواصلة".

وقال الجارالله إن "آخر الأفكار والجهود المتعلقة بالأزمة ستعرض خلال القمة الخليجية الأمريكية في سبتمبر المقبل. هذه القمة ستكون فرصة لوضع حد لهذه الأزمة".

وفي مرحلة أولى، تجاوب ترامب مع الاتهامات السعودية لقطر بدعم الإرهاب ودعا الدوحة الى التوقف "فورا عن دعم الإرهاب على مستوى عالٍ".

إلا أن ترامب سرعان ما عدل موقفه من قطر خلال الأشهر اللاحقة. واستقبل في أبريل الماضي في البيت الأبيض أمير قطر، واصفا اياه بـ"الصديق والجنتلمان والرجل الذي يحظى بشعبية كبيرة في بلاده"، مؤكدا أنه يعمل على عودة إلى دول الخليج.

وهناك مزاعم فساد متعلقة بمستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر ومرتبطة بتعامله مع دول الخليج.

وأثرت الازمة أيضا على دول افريقية لديها تحالفات مع دول الخليج، وادت إلى إبرام عقود دفاعية مع الدول الأوروبية وقد تكون لديها تداعيات على استضافة قطر لكأس العالم في 2022.

ويمتد تأثير الأزمة الى أبعد من السياسة.

وبرزت نزعة قومية متصاعدة في الخليج مؤخرا مع ازدياد العداء بين سكان الدول الخليجية.

ويستخدم السعوديون وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من حجم قطر، ويصفونها بأنها اكثر من شارع في الرياض، ويتنازع الاماراتيون والقطريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشير روبيرتس إلى أن "الأزمة شكلت فرصة للقطريين لإظهار حماسهم الوطني".

ويرى اولريشسن ان ما حصل "حطم روابط الثقة"، مؤكدا أن الأزمة "خلقت عداوات قد تستغرق سنوات او جيلا كاملا لتجاوزها".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان