بعد أعوام من النزاع.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان
كتبت- رنا أسامة:
كشفت صحيفة "اليوم التالي" السودانية، تفاصيل اتفاق "وقف إطلاق النار الدائم" الذي توصّل إليه طرفا النزاع في جنوب السودان، في محاولة لإخراج البلاد من نفق الحرب الأهلية المُظلِم الذي تشهده منذ أعوام.
وقّع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، اليوم الأربعاء، وثيقة لوقف "دائم" لإطلاق النار، في حضور الرئيس عمر البشير، بالعاصمة السودانية الخرطوم، في خطوة تبعث الأمل على وضع حدّ للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ نحو 5 أعوام.
وأعلن وزير خارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، "اتفاق كافة الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار سيبدأ في غضون72 ساعة"، إثر توقيع الخصمين في الخرطوم وثيقة بذلك، في مباحثات مُغلقة بحضور الرئيس عمر البشير.
وينص الاتفاق، الذي قالت "اليوم التالي" إنها حصلت على نسخة منه، على "إعلان وقف إطلاق النار التام والدائم في كل الجبهات، والموافقة على تجميع القوات المقاتلة من جميع الأطراف في مواقعها الراهنة، وتفويض منظمة (إيجاد) والاتحاد الأفريقي لنشر القوات الأفريقية لمراقبة وقف إطلاق النار".
كما قضى الاتفاق بـ"قبول مبدأ العمل معًا من أجل دولة جنوب السودان، على أن يتم اعتماد المدن الثلاث: (جوبا، ملكال، واو) كعواصم مؤقتة تتقاسم مؤسسات الحكم".
وبحسب الصحيفة، منح الاتفاق تفويضًا لحكومة السودان لاتخاذ ما يلزم نحو تأمين حقول النفط بدولة جنوب السودان، بالتنسيق مع حكومة البلد الأخير، والعمل على تأهيل الحقول والعودة بالإنتاج النفطي لمستوياته السابقة.
ونقلت "اليوم التالي" عن وزير الخارجية السوداني قوله إن "الاتفاق لم يكُن بمعزل عن الأطراف الأخرى، بغية الوصول إلى سلام مستدام في دولة جنوب السودان".
وبيّن مشار، أن "مسودة الاتفاق وصلته متأخرة، ولم يطلع عليها بشكل جيد"، وطلب مُهلة لمدة 48 ساعة للجلوس مع باقي أطراف المعارضة المُسلّحة لمناقشة مُسوّدة الاتفاق والتوقيع عليها، بحسب الصحيفة.
كان سلفاكير ومشار التقيا، يوم الاثنين، بالخرطوم، في إطار جولة جديدة من المحادثات على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده البلاد منذ عام 2013.
وجاءت المحادثات في أعقاب قمة لدول شرق أفريقيا في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، انتهت دون تحقيق تقدّم، بعد مهلة وضعتها الأمم المتحدة لأطراف النزاع تنتهي أواخر يونيو الجاري، للتوصل إلى "اتفاق سياسي قابل للاستمرار"مع التلويح بفرض عقوبات.
واندلعت الحرب بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، "الدينكا" التي ينتمي إليها كير و"النوير" التي ينحدر منها مشار. وأسفرت الحرب، التي اندلعت في ديسمبر 2013، عن مصرع عشرات آلاف الأشخاص، وفرار نحو 4 ملايين من منازلهم.
وترجع جذور النزاع الدامي لاتهام كير، نائبه آنذاك مشار بتدبير انقلاب عليه بعد عامين فقط من استقلال جنوب السودان عن الخرطوم.
وفي يوليو 2016، انهار اتفاق سلام أبرم في 2015 عقب فرار مشار إلى جنوب أفريقيا فيما حققت حكومة سلفاكير مكاسب عسكرية.
وحصل جنوب السودان، الذي يضم عدة أقليّات، على استقلاله عن السودان في 2011 بعد حرب طويلة ودامية.
فيديو قد يعجبك: