إعلان

الانتخابات التركية.. هل كانت حرة ونزيهة؟ (س\ج)

02:05 م الإثنين 25 يونيو 2018

اردوغان يُدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية والبرلم

كتبت- هدى الشيمي:

فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفترة انتخابية جديدة بعد حصوله على الأغلبية المُطلقة بنسبة 52.5 بالمئة، في عملية التصويت المُبكرة التي أُقيمت أمس الأحد، وسط اتهامات من المعارضة والمراقبين الدوليين بأن الانتخابات لم تكن حرة أو نزيهة.

وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير منشور اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني، أن منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن الانتخابات جرت في جو من الخوف، واتهم المعارضون القائمين على الانتخابات بالسماح ببعض التجاوزات وحدوث تزوير خاصة في مناطق جنوب شرق تركيا حيث تتواجد غالبية الأكراد.

وجاء في المركز الثاني محرم إينجة بحصوله على 30.7 بالمئة من الأصوات، فيما حصل صلاح الدين دميرتاش على حوالي 8 بالمئة، والذي شارك في الانتخابات وهو قابع في السجن، إذ تم احتجازه منذ عامين بتهمة قيامه بأنشطة إرهابية.

إذا.. هل كانت الانتخابات حرة ونزيهة؟

حسب الجارديان، فإنه لم يكن هناك ادعاءات بالتزوير في الانتخابات على نطاق واسع، إلا ان العفو الدولية قالت إن عملية الاقتراع جرت فيما وصفته "جو من الخوف"، خاصة وأن البلاد ما تزال تحت حالة الطوارئ التي فُرضت عليها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016. كما أن أحد مرشحي الرئاسة محتجز في السجن، ويتعرض السياسيون المعارضون والصحفيون والحقوقيون لحملة قمع شرسة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأغلبية العظمى من وسائل الإعلام التركية تحت سيطرة أردوغان وحلفاءه والمقربين منه، وأصبحت تقوم بتغطيات إخبارية وتنشر تقاريرًا ومواد إعلامية مؤيدة له، تشيد بأعماله وانجازاته، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن الحكومة تُغلق الوسائل الإعلامية التي تنتقدها مثل صحيفة "جمهوريت"، أقدم صحيفة في البلاد، بسبب ادعاءات لا أساس لها من الصحة واتهامها بالتحريض على الإرهاب.

ووفقا، للأرقام الصادرة عن التلفزيون والإذاعة التركية، فقد تم تغطية أخبار أردوغان لأكثر من 181، بينما حصل منافسه الأشد مُحرم إينجة على 15 ساعة، وحصل الزعيم الكردي دميرتاش على 32 دقيقة.

ومع ذلك، فإن مشاركة 87 في المائة في عمليات الاقتراع تجعل الانتخابات عملية ديمقراطية.

ما المختلف في الانتخابات الأخيرة؟

أدار المُرشح العلماني المعارض مُحرم إينجة حملة قوية، وهي المرة الأولى منذ سنوات طوال التي يعلو فيها صوت المعارضة التركية، ويُصبحوا صداعاً في رأس السلطة. مُحرم إينجة مُعلم فيزياء وكيمياء سابق، معروفة بقدرته على الخطابة والوصول إلى قلوب الجماهير، وتعد هذه السمة من أهم السمات التي ساعدته على أن يكون أكبر تهديد لأردوغان.

تقول الجارديان إن مئات الآلاف شاركوا في المسيرات والحشود المؤيدة لإينجة، ولم تخلو منطقة في تركيا إلا وكان له فيها مؤيديين.

تعهد إينجة بقلب نظام القوى الحالي، الذي يمنح سلطة استثنائية للرئيس، وإنهاء احتجاز الصحفيين والحقوقيين والعاملين في منظمات الحقوق المدنية، واستعادة حكم القانون. وبينما

وقبل إجراء الانتخابات، توقع المحللون والسياسيون المراقبون للأوضاع في تركيا أن أردوغان ربما يضطر إلى المشاركة في جولة انتخابية ثانية تُعقد بينه وبين المرشح الأوفر حظًا والأكثر حصولاً على أصوات، ورجحوا أنه سيكون إينجة، مؤكدين إن حدوث ذلك سيكون بمثابة ضربة قوية للزعيم التركي الذي لم يواجه معارضة موحدة منذ 16 عامًا.

عوضًا عن ذلك، أظهرت نتائج التصويت إن أردوغان تمكن من الحصول على النسبة نفسها من الأصوات التي حصل عليها في كافة عمليات الاقتراع السابقة. في عام 2014، في المرة الأولى التي تم انتخابه فيها رئيسًا للبلاد حصل على 51.79 % من إجمالي الأصوات الانتخابية، وفي استفتاء تعديل المواد الدستورية الذي أُقيم في 2017، أيد حوالي 51 % من الأتراك الإصلاحات التي منحته سلطات هائلة وجعلته الرجل الوحيد الذي يسيطر على مجريات الأمور في بلاده.

ورغم كل ما يتردد عن أن أردوغان خسر شعبيته، تقول الجارديان إن صناديق الاقتراع تؤكد أن الرئيس التركي ما يزال يتمتع بنفس القدر من الشعبية، حتى بعد خسارة حزبه "العدالة والتنمية" العديد من المقاعد في البرلمان بعد مزاعم اتهام اعضائه بالفساد وسوء الإدارة خلال أكثر من عقد ونصف كان فيها أردوغان على رأس السلطة.

ماذا بعد؟

سيحصل أردوغان على المزيد من السلطات التي يمحنها لها الاستفتاء على تعديل المواد الدستوري الذي أُجري العام الماضي، ومن بينها القدرة على تعيين القضاة والنواب، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الوزراء، دون أي رقابة من البرلمان، وسيبقى في الحكم 5 سنوات أخرى، وبإمكانه الترشح لفترة ثانية مدتها 5 سنوات.

سيحتفظ تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومي بأغلبية المقاعد في البرلمان. ومع ذلك تتوقع الجارديان أن يؤثر تحالف المعارضة على وضع التحالف في البرلمان.

فيديو قد يعجبك: