الأمم المتحدة: إنشاء المستوطنات الإسرائيلية "انتهاك صارخ" للقانون الدولي
كتب - مصراوي:
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن إنشاء إسرائيل المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ليس له أي شرعية قانونية ويشكل انتهاكًا صارخًا بموجب القانون الدولي، وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين، وإحلال السلام العادل والدائم والشامل.
جاء ذلك وفق ما أورد الموقع الرسمي للأمم المتحدة، ونقل الثلاثاء عن نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، الذي استعرض التقرير السادس للأمين العام حول تطبيق القرار الدولي الصادر عام 2016، وأشار إلى طرح مناقصات بشأن بناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة "ج" في الضفة الغربية المحتلة.
وتمثّل المنطقة (ج) أكثر من 60 % من الضفة الغربية، وهي منطقة تحتفظ فيها إسرائيل بسيطرة شبه حصرية، بما في ذلك إنفاذ القانون والتنظيم والبناء. وقد تم تخصيص غالبية المنطقة (ج) لصالح المستوطنات الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي، على حساب التجمّعات الفلسطينية. وهذا يعرقل تطوير السكن الملائم، والبنية التحتية وسبل العيش في التجمّعات الفلسطينية، وله تداعيات كبيرة على جميع سكان الضفة الغربية، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة.
عمليات الهدم
وأورد التقرير أن الفترة الماضية "شهدت زيادة عامة في عمليات الهدم في أنحاء المنطقة (ج) مقارنة بالفترة التي سبقتها، حيث هدمت السلطات أو صادرت 84 مبنى يملكه الفلسطينيون بما أدى إلى تشريد 67 شخصًا، كما خلف آثارًا محتملة على سُبل كسب الرزق لأربعة آلاف و500 شخص آخرين".
وقال ملادينوف، معلقًا: "أعيد التأكيد على أن كل الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتواصل تلك الأنشطة تقويض الإمكانات العملية لإقامة دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار، وتقليص ما تبقى من آمال لتحقيق السلام".
وجدد المسؤول الدولي مناشدة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بشأن إلغاء خطط هدم تجمع الخان الأحمر - أبو الحلو البدوي الفلسطيني. وقال ملادينوف إن هدم هذا التجمع سيخلق سابقة قد تؤثر على غيره من مجتمعات البدو والرعاة في المنطقة (ج).
ويضم التجمع خيامًا وبيوتًا من الصفيح يسكن فيها 190 فلسطينيًا، كما يضم مدرسة يدرس فيها 170 طالبًا، حيث تخدم أكثر من تجمع بدوي في المنطقة. وقد أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية في 24 مايو الماضي قرارًا بهدم هذا التجمع.
مستويات مرتفعة للعنف
أشار أيضًا ملادينوف إلى مستويات مرتفعة من العنف، بما في ذلك إطلاق الصواريخ من غزة. وقال إنه منذ الثلاثين من مارس قُتل 135 فلسطينيًا بيد القوات الإسرائيلية في سلسلة من المظاهرات في غزة.
وذكر أن حركة حماس وجماعة الجهاد الإسلامي قد أقرتا بأن عددًا من أعضائهما كانوا من بين القتلى. وقد أصيب جنديان إسرائيليان بجراح أثناء المظاهرات، بالإضافة إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح بسيطة بسبب إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة.
وفي ختام إحاطته، أعرب نيكولاي ملادينوف عن القلق البالغ بشأن وضع الجهود الجماعية الهادفة إلى النهوض بالسلام. وبالنظر إلى ترابط الصراعات بأنحاء منطقة الشرق الأوسط، وموقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يمكن أن يغذي خطاب المتطرفين.
وشدد ملادينوف على الأهمية القصوى لتهيئة الظروف الملائمة لعودة الطرفين إلى المفاوضات الثنائية ذات المغزى. وحث الشركاء الإقليميين والدوليين على إعادة الانخراط والثبات في السعي لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقات السابقة.
ويأتي ذلك فيما أعلنت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي انسحاب بلادها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي وصفته، في تصريحات أوردتها وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، بأنه "لا يستحق اسمه". وهو القرار الذي رحب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، وقال في تصريحات عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن المجلس بدلًا من التعامل مع الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل منتظم، إلا أنها ركزت على إسرائيل "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
فيديو قد يعجبك: