موقع أمريكي: تاريخ كوريا الشمالية "فاشل" مع نزع السلاح النووي

كتب - هشام عبد الخالق:

انعقدت اليوم الثلاثاء، القمة المنتظرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، في سنغافورة، وذلك لمناقشة طريق السلام في شبه الجزيرة الكورية، وتوصل الجانبان لاتفاق من المقرر أن ينهي الرئيس دونالد ترامب بموجبه الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية، مقابل أن تقوم كوريا الشمالية بنزع أسلحتها النووية، ولكن بدون ذكر المزيد من التفاصيل من جانبهم.

وقال موقع "بيزنس إنسايدر" في تقرير له اليوم الثلاثاء، إن كوريا الشمالية التزمت - في البداية - باتفاقات نزع السلاح النووي عدة مرات منذ عام 1992، لتأتي بعد ذلك وتحنث بوعدها.

تعهد دونالد ترامب في الاتفاق، بإنهاء التدريبات العسكرية الأمريكية، أو "المناورات الحربية" في كوريا الجنوبية، مع الوعد بإزالة أي تواجد للجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية نهائيًا، في الوقت الذي التزمت فيه كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي في النهاية، لكن التفاصيل غامضة، حيث لم يقدموا أي تقدير تقريبي لعدد أسلحتهم النووية، أو جدول زمني ملموس لنزع هذا السلاح النووي.

وتابع الموقع، على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، تعهدت كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي عدة مرات على نحو مماثل، ولكنها فشلت في القيام بذلك في كل مرة، حتى بعد حصولها على فوائد أكبر بكثير من مجرد إنهاء التدريبات العسكرية الأمريكية.

ويماثل الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم - بشكل كبير - أول اتفاق لنزع السلاح النووي تم توقيعه عام 1993

وفي مناسبات عديدة على مر السنين، كما يذكر الموقع، شارك قادة أو مسؤولون من كوريا الشمالية في اتفاقات سلام لنزع السلاح النووي، ولكن بعد عدة عقود من البيانات والاتفاقات، لم يحدث سوى تقدم طفيف.

ونستعرض فيما يلي أبرز الاتفاقات الموقعة لنزع السلاح النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية:

- في التسعينيات:

انضمت كوريا الشمالية لأول مرة إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في عام 1985، لكنها لم توقع على اتفاقية تتعهد فيها رسميًا بنزع السلاح النووي حتى عام 1992 في إعلان مشترك مع كوريا الجنوبية، حيث اتفقت الدولتان على عدم تطوير منشآت نووية أو تخصيب اليورانيوم.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، دخلت كوريا الشمالية في اتفاق ضمانات شامل، للسماح للمفتشين الدوليين بالوصول الدوري إلى منشآتهم، ولكن بعد عام واحد فقط انسحب الكوريون الشماليون من معاهدة حظر الانتشار النووي، مدعين أن المفتشين تجاوزوا حدودهم.

بعد الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ، وقعت كوريا الشمالية أول اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة، واعدة بـ "التزام بالسلام والأمن في شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية"، وفي نفس الوقت جمدت من نشاط مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتنسحب في وقت لاحق من المنظمة تمامًا.

ووافقت كوريا الشمالية على تجميد منشآتها النووية عام 1994، مقابل الحصول على مساعدات في مجال الطاقة من الغرب، وذلك في إطار عمل تم الاتفاق عليه.

- في بداية الألفية الجديدة:

التزمت كوريا الشمالية بشروط الإطار المتفق عليه لمدة 10 سنوات، قبل أن تعترف بتخصيب اليورانيوم واعتراض طائرة تجسس أمريكية.

وبدأ في تلك المرحلة أيضًا المحادثات السداسية لإعادة محاولات نزع السلاح النووي عن كوريا الشمالية لإطارها الصحيح مرة أخرى في عام 2003، وقد تضمنت ممثلين من روسيا والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

في عام 2005، تم التوصل إلى اتفاق إطاري جديد، وافقت كوريا الشمالية بمقتضاه على تفكيك مفاعلها النووي الرئيسي مقابل بعض الفوائد الهامة لها والتي تضمنت مساعدات في مجالي الغذاء والطاقة، بالإضافة إلى فك تجميد أصولها وأموالها المغسولة بشكل غير قانوني.

سارت الأمور بشكل جيد في البداية، حيث فككت كوريا الشمالية الكثير من أسلحتها النووية في يونجبون تحت إشراف المفتشين الدوليين، ورفعت العقوبات الأمريكية، لكن كل شيء انتهى عندما طردت كوريا الشمالية هؤلاء المفتشين واستأنفت اختبار الصواريخ في عام 2009.

- فترة ما بعد 2010:

في 29 فبراير 2012، وصلت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى صفقة، وافقت كوريا الشمالية بموجبها على تجميد جميع الأنشطة النووية مقابل المساعدات الغذائية، وتضمن الاتفاق أيضًا ضمانات "بعدم وجود نية عدوانية" والتزام بـ "السلام والاستقرار" في شبه الجزيرة الكورية.

ولكن بعد أقل من عام بقليل، وبالتحديد في عام 2013، اختبرت كوريا الشمالية جهازها النووي الثالث، عشية خطاب الرئيس باراك أوباما حول حالة الاتحاد، مما حفز جولة جديدة من عقوبات الأمم المتحدة.

منذ عام 2013، تم تنفيذ ثلث تجارب الصواريخ الكورية الشمالية ونصف اختباراتها النووية، على الرغم من جميع الاتفاقيات والإعلانات المناهضة للأسلحة النووية التي وقعت عليها في العشرين سنة الماضية.