كيف تسبب إعلان ترامب في ضربة إسرائيلية جديدة على سوريا؟
كتبت – إيمان محمود
لم تكن إسرائيل بحاجة إلى إعلان أمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، حتى تزيد من حدة لهجتها واستهدافها للقوات الإيرانية في سوريا، لكن الإعلان كان بمثابة ضوء أخضر وخطوة تشجيعية لوضع حدًا للتمدد الإيراني الذي يهدد أمن إسرائيل في المقام الاول.
فبعد سويعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، مساء الثلاثاء، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مواقع عسكرية جنوبي العاصمة السورية دمشق.
ورصدت لقطات مُسجلة اشتعال النيران في "مستودع أسلحة تابع لمقاتلين من الحرس الثوري الايراني" استهدفته الضربة الصاروخية، مما أسفر عن مقتل تسعة مقاتلين موالين للنظام"، قبل أن يعلن، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد ضحايا القصف إلى 15 على الأقل، من ضمنهم 8 إيرانيين على الأقل عدد العناصر الذين قتلتهم الضربات الصاروخية على المنطقة، فيما لا يعلم إلى الآن إذا ما كن البقية من الحرس الثوري الإيراني أم من ميليشيا موالية لإيران.
وقال المرصد "قضى رجل وزوجته بالقرب من مكان القصف، ولا يعلم ظروف وفاتهما، فيما إذا كانت نتيجة حادث مروري، أم تصادف مرورهم مع لحظة القصف ما تسبب بوفاتهما، كما لا تزال أعداد الخسائر البشرية قابلة للازدياد".
كعادتها؛ لم تنف إسرائيل أو تؤكد شنّها الضربات على سوريا، لكن الحكومة السورية أكدت أن الضربات إسرائيلية.
وتتهم سوريا إسرائيل بشن ضربات دامية على أراضيها كان آخرها في 9 و30 أبريل وقد أدت إلى مقتل إيرانيين وجنود سوريين، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن تلك الضربات.
تأييد إسرائيلي
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأييده الكامل لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي"، مشيرًا إلى أن " هذا الاتفاق زاد من العدوان الإيراني".
نتنياهو أكد أن إيران تسعى لإزالة إسرائيل عن وجه الأرض، وأشار إلى أن طهران تحاول جلب "أسلحة خطرة" إلى سوريا، لتهديد أمن إسرائيل، وذلك في مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء في قبرص.
وقال نتنياهو: "أعتقد أن الجميع يعلم أهداف إيران المؤذية وأعتقد أن الجميع يعلم أيضا أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها"، بحسب تعبيره.
وأضاف " منذ شهور، تقوم إيران بنقل أسلحة فتاكة إلى قواتها في سوريا بهدف ضرب إسرائيل ..سنرد بقوة على أي هجوم على أراضينا".
وفى الأسابيع الأخيرة؛ أكد نتنياهو مرارًا أن إسرائيل لن تسمح لإيران بـ"ترسيخ" وجودها في سوريا التي تشهد منذ عام 2011 حربًا أهلية مدمرة.
تهديدات مُسبقة
قبل الضربات؛ زعم الجيش الإسرائيلي أنه رصد "نشاط غير معتاد" للقوات الإيرانية في سوريا، وأصدر تعليمات للسلطات المدنية في مرتفعات الجولان المُحتلة بتجهيز المخابئ ونشر دفاعات جديدة وتعبئة بعض قوات الاحتياط.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنها المرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية، التي تُصدر فيها أوامر بتحضير المخابئ في الجولان المُحتلة.
واحتلت إسرائيل حوالي 1200 كيلومترا مربعا من أراضي مرتفعات الجولان السورية في حرب عام 1967، وقامت بضمها لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وأعلنت إسرائيل، مساء أمس، حالة الاستنفار، وكما جاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه تم نشر أنظمة الدفاع ووضع القوات في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجوم.
ودعا الجيش المواطنين الإسرائيليين للانتباه إلى تعليماته التي سيتم نشرها في حال الضرورة. وأكد متحدث باسم الجيش أن هناك "استدعاء محدودا" للاحتياطي.
وأكد الجيش "استعداده لمختلف تطورات السيناريوهات " وحذر من أن "أي عدوان ضد إسرائيل سيتلقى ردا حازما".
فيديو قد يعجبك: