"إدانة وترحيب وصمت".. كيف تابعت الدول العربية انسحاب ترامب من النووي؟
كتبت- رنا أسامة:
تباينت ردود الفِعل العربية حيال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، الذي وصفه بـ"الكارثي" في خطاب ألقاه من البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، متعهدًا بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها، مُحققًا بذلك أحد وعوده الانتخابية.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، عملت جاهدة للتوصل للاتفاق مع إيران، الذي وقّعته الدول الكبرى (بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين) في 2015.
تأييد خليجي وصمت قطري
سارعت دول الخليج، لاسيّما السعودية والبحرين والإمارات بتأييد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، مُعتبرة أنه يعكس التزام الولايات المتحدة بالتصدي للسياسات الإيرانية ومحاولاتها المستمرة لتصدير الإرهاب في المنطقة.
قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن إيران "استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة".
وأيّدت تحرّك ترامب لفرض العقوبات مُجددًا على إيران، داعية المجتمع الدولي إلى العمل على "ضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب".
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قرار ترامب بأنه "صائب". وغرّد على تويتر قائلًا "إيران فسرت خطة العمل الشاملة المشتركة على أنها موافقة على هيمنتها الإقليمية. إيران المعتدية تشجعت نتيجة لذلك وبرنامجها للصواريخ الباليستية أصبح هجوميًا ويمكن تصديره".
أما وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، فنظر إلى الإعلان الأمريكي باعتباره "موقفًا قياديًا كبيرًا من ترامب لصالح أمن و استقرار العالم". وأضاف، في سللسة تغريدات عبر تويتر، "الاتفاق النووي الإيراني وُلِد هزيلًا و عاش كسيحًا . كان اتفاقًا منقوصًا أطلق يد ايران للعبث بأمن و استقرار المنطقة. واليوم سقط والحمدلله".
وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي ،عبداللطيف الزياني، إن الموقف الذي اتخذه ترامب موقف شجاع، مُشيرًا إلى أنه جاء رغبة من ترامب في ضمان خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وردا على سياسات إيران العدائية في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي إلى الاقتداء بالولايات المتحدة في موقفها الحازم من الاتفاق حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين.
أما قطر، التي تتهمها دول المُقاطعة الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، بدعم وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران، فلم تُصدر أي رد فعل رسمي بشأن إعلان ترامب.
ترحيب يمني
رحّبت الحكومة اليمنية بإعلان ترامب، حسبما أعلنت وزارة الخارجية في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تبثُ من عدن والرياض.
وأكّدت الخارجية أن "اليمن يدرك بأن الاتفاق النووي مع إيران قد فشل في حماية المصالح الحيوية ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضا لحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن"، مُشيرًا إلى أن النظام الإيراني استغل الاتفاق لتصدير العنف والإرهاب إلى جيرانه في المنطقة، في إطار أجندته وأطماعه التوسعية الخبيثة في المنطقة.
اهتمام مصري
قالت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، إنها تابعت باهتمام كبير القرار الأمريكي، مشيرة إلى ضرورة إشراك الأطراف العربية المعنية في أي حوار حول احتمالات تعديل الاتفاق النووي مع إيران.
وأكّدت الوزارة، في بيان، على تقدير مصر للحرص الأمريكي والدولي على معالجة كافة الشواغل الإقليمية والدولية المرتبطة بالاتفاق النووي مع إيران، توازيًا مع ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة وفقًا لمعاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يضمن استمرار وضعيتها كدولة غير حائزة للسلاح النووي طرف بالمعاهدة".
وطالبت كافة القوى الإقليمية، بما فيها إيران، بالتوقف عن تبنى سياسات أو اتخاذ إجراءات تستهدف المساس بأمن المنطقة العربية.، مُعربة عن أملها في "ألا يترتب على التطورات الحالية أية صراعات مسلحة بالمنطقة تهدد استقرارها وأمنها".
تأييد عربي
أعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، عن تأييد مراجعة الاتفاق غُداة إعلان ترامب. وقال في تصريحات صحفية من في تونس، اليوم الأربعاء، إن "هناك حاجة لمراجعة اتفاق خطة العمل المشتركة التي أبرمتها قوى دولية مع ايران لمراقبة أدائها النووي".
وأضاف "الاتفاق الذي أبرم في 2015 كان يتناول بشكل حصري الشق النووي في الأداء الإيراني. ولطالما قلنا أن هذا العنصر على أهميته ليس العنصر الوحيد الذي يجب متابعته مع إيران، لأنها تنفذ سياسات في المنطقة تفضي الى عدم الاستقرار".
وتابع "ايران حتى من دون البعد النووي تتبع سياسات نعترض عليها، لأنها تستند الي الإمساك بأوراق عربية في مواجهتها مع الغرب".
تنديد سوري
ندّدت سوريا بإعلان ترامب بشأن الاتفاق النووي. واعتبر مصدر في وزارة الخارجية السورية أن هذا الانسحاب "دليل على نقض الولايات المتحدة لالتزاماتها الدولية".
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المصدر، الذي لم تُسمه، قوله إن "ردود الفعل الدولية المنددة والمستنكرة للقرار الأمريكي أظهرت عزلة الولايات المتحدة وخطأ سياساتها التي من شأنها زيادة التوترات في العالم".
وتابع المصدر: "سوريا تجدد تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادة وحكومة وشعبًا، فإنها واثقة تماما بقدرة إيران على تجاوز تداعيات الموقف العدواني للإدارة الأمريكية والذي يؤثر في امن واستقرار المنطقة والعالم".
فيديو قد يعجبك: