لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نائبة إيزيدية: هناك دواعش يخوضون الانتخابات العراقية

09:49 ص الإثنين 07 مايو 2018

البرلمانية الإيزيدية العراقية فيان دخيل

القاهرة- (د ب أ):

أكدت البرلمانية الإيزيدية العراقية فيان دخيل أن أغلب الإيزيديين لا يزالون يشعرون بالخوف من تكرار المأساة التي حلت بهم عام 2014 عندما اجتاح تنظيم داعش مناطقهم وقتل وخطف الآلاف منهم، وشككت في مصداقية بعض الدعوات المطالبة باحتواء وطمأنة الإيزيديين واعتبرتها من قبيل "الدعاية الانتخابية".

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، حذرت دخيل من إعادة إنتاج نسخة مقنّعة من تنظيم داعش، واعتبرت أن من شأن هذا أن يعرض العراق بأكمله لانتكاسة.

وقال :"هناك دواعش يخوضون الانتخابات المقررة الأسبوع القادم، وهو ما يعني أن هناك احتمالا بأن يصبح من بينهم نواب بالبرلمان يشرعون للعراقيين قوانينهم، وأسماء هؤلاء بالقوائم الانتخابية موجودة ويمكن للمواطن العراقي أن يستدل عليها بسهولة كبيرة. إنهم موجودون على القوائم ذات الثقل السني وأيضا على القوائم المختلطة، ما يدل على أن لهم بيئة قوية حاضنة لهم".

واستطردت :"لم يتم القبض على أحد ممن كانوا ضمن صفوف داعش، وبالتالي شكّل العناصر الذين لم يتم القضاء عليهم خلايا نائمة وأصبحوا يتأهبون للعودة. وبالطبع لا وجه للمقارنة بين وضع وحجم تلك الخلايا وبين وضع وقوة التنظيم في 2014 حينما سيطر على مدن بأكملها. كما أن فكر داعش المتطرف لا يزال موجودا، ما يجعل هناك مخاوف حقيقية من احتمال تعرض العراق لانتكاسة".

وشككت في جدية دعوة عشائر عربية سنية وتركمانية بالموصل لاحتواء وطمأنة أبناء المكون الإيزيدي، معتبرة أنها "قُدمت في إطار الدعاية الانتخابية لا أكثر". وقالت :"يطالبوننا بسهولة بطي صفحة الماضي، نحن لسنا طلاب ثأر ولا انتقام ولكن نقول إن كل من أجرم بحق الإيزيديين أو تستر على من أجرم بحقهم يجب أن يأخذ عقابه العادل، وإحقاقا للحق، فإن بعض العشائر العربية السنية كانت ملجأ لنا وضحى أبناؤها بأرواحهم لتحرير مختطفات من بناتنا ونسائنا".

وأضافت :"لدينا أسماء ووثائق تدل على كل من تورط مع داعش أو تستر عليه، ودعوات المصالحة جاءت كدعاية انتخابية، مرت أربع سنوات على كارثة سنجار. أين كانت هذه العشائر، ولماذا لم يظهر هذا الحس التصالحي من قبل؟".

ورأت أن التحدي الحقيقي اليوم أمام الإيزيديين هو اختيار ممثلين قادرين ليس فقط على محاربة الدواعش وفكرهم، وإنما بالأساس التصدي لمسلسل الظلم والتهميش الذي يتعرضون له منذ عقود. ووصفت مهمتها كنائبة بالبرلمان على مدار الثماني سنوات الماضية بالشاقة لوجودها "وسط أغلبية لا تتقبل بسهولة أي حديث عن مطالب وحقوق الأقليات".

وحول عدد الإيزيديين المرشحين للانتخابات العامة، قالت :"هناك العشرات من المرشحين الإيزيديين، إلا أن توزعهم على قوائم متنوعة قد يؤدي لتشتيت صوت المكون ويعرقل اختيار ممثلين حقيقيين يدافعون عن حقوقه، هناك 56 مرشحا، ستة منهم عن ثلاثة أحزاب ويتنافسون على مقعد الكوتا الوحيد الممنوح للمكون والذي أشغله حاليا، وهناك 50 مرشحا يتنافسون على مقاعد وطنية".

وأرجعت دخيل عدم توحد المرشحين الإيزيديين في تحالف خاص بهم لارتباط كل منهم بحزبه كما هو الحال معها شخصيا حيث تخوض الانتخابات كمرشحة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني .

وحول تقديرها لأعداد الإيزيديين في العراق اليوم، قالت :"قبل دخول داعش لمناطقنا في سنجار وبعشيقة وشيخان كنا نحو 600 ألف، وبالطبع تقلص العدد كثيرا بعد دخول داعش وما ارتكبه من أعمال قتل وتدمير وتهجير. ولا توجد إحصائية دقيقة ولكننا نتحدث اليوم عن 400 ألف نسمة".

وعن الوضع بسنجار (غرب محافظة نينوى، والتي نفذ فيها تنظيم داعش مجزرة كبرى ضد الإيزيديين في أغسطس من عام 2014)، قالت دخيل :"بالنسبة للوضع الخدمي، فهو غير جيد على الإطلاق، فالمدن مدمرة بنسبة تتعدي 85% ، وبالطبع لا بنية تحتية تُذكر، ومعظم الأهالي نازحون وسيصوتون بمخيمات النزوح أو بالأماكن التي انتقلوا إليها حالهم كحال ثلاثة مليون نازح بالعراق".

واستطردت :"أما أمنيا، فرغم القضاء على الوجود العسكري لتنظيم داعش، فهناك قلق كبير من التهديد التركي بتوجيه ضربة عسكرية لسنجار لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، كما أن وجود قوى مسلحة وعسكرية وأمنية متعددة كالحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية وحزب العمال الكردستاني وبعض القوات المحلية يثير المزيد من المخاوف، لأن هذه القوات ليست متوحدة، ولكل منها أجندة خاصة".

وحول أعداد من عادوا إلى سنجار من أهلها قالت :"عقب انتهاء معارك التحرير، عاد تقريبا ما يقرب من 20 من سكانها، ولكن النسبة انخفضت في أعقاب دخول الحشد الشعبي منتصف أكتوبر الماضي بعد سيطرة القوات العراقية على كركوك، حيث فضلت نسبة من الأهالي النزوح مجددا والعودة لمخيمات النازحين وأماكن يرونها أكثر أمانا مثل إقليم كردستان. وبالتالي يمكن القول إن 15% فقط من سكان سنجار هم من عادوا إليها".

وانتقدت دخيل رئيس البرلمان سليم الجبوري، واتهمته برفض إدراج مناقشة التهديدات التركية لسنجار على جدول أعمال المجلس، رغم ما تمثله من تعدٍ على السيادة العراقية. وألمحت إلى أن يكون موقف الجبوري ناتج عن تحالفه انتخابيا مع قيادات قريبة من تركيا. وقالت :"لا أستطيع الجزم بهذا الموضوع، ولكني لا أستبعد أن يكون هناك تعاطف من جانبه".

وحول حقيقة وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني بسنجار، قالت :"يوجد لهم بالفعل عناصر وبعض المقار، وقد طالبنا مرارا بخروجهم لأننا لا نريد أن يصبح تواجدهم ذريعة لصراع أطراف إقليمية في المنطقة، لكن للأسف لم تكن هناك استجابة ... وعندما طلبت الحكومة العراقية من الحزب الانسحاب تظاهر بالاستجابة ونقل بعض مقاره لقنديل (شمال العراق) حيث المعقل الرئيسي لمسلحيه، ولكن بقيت له عناصر في المنطقة، وهو ما قد يثير ذرائع التدخل التركي".

وحول ملف المخطوفين لدى داعش من أبناء المكون، قالت النائبة :"تم تحرير 3700 بينما لا يزال هناك ما يقرب من 3120 مخطوف أغلبهم من النساء والأطفال بقبضة التنظيم الإرهابي، أما الرجال فعددهم قليل جدا، وهذا يعود لقيام داعش بإعدام أغلبهم عند غزوه لسنجار عام 2014 ".

وأشارت لعدد من المصاعب التي تعرقل عودة المختطفين، وتحديدا الأطفال، موضحة :"هناك الكثير من الأطفال الذين تم اختطافهم عام 2014 ، وكانت أعمارهم تتراوح ما بين الثلاث والأربع سنوات، وبالتالي كان من السهل على الطفل حينذاك أن ينسى اسمه وأهله ولغته، وبعد تحرير الموصل وتل عفر بدأنا كقيادات بالمكون البحث عنهم وبصعوبة استطعنا التعرف على بعضهم في مخيمات النازحين، وتحديدا في القيارة وحمام العليل. ورصدنا أن هناك عوائل دواعش تريد إعادة من لديها من أبناء الإيزيديين ولكنهم يخشون الملاحقة القانونية كالمعاقبة بجريمة الخطف، ولذلك تستمر في الاحتفاظ بهم".

ووصفت دور الحكومة في هذا الملف بـ "الخجول جدا". وقالت :"طالبنا الحكومة مرارا بالتدخل، ولكنها لا تأخذ الموضوع على محمل الجد ولم تنفق دينارا واحدا على إنقاذ أو تحرير مختطفة إيزيدية، ولم تصرف أي مبلغ لمساعدة الناجيات المحررات رغم ما مررن به من محن، ولكن لا نستطيع أن نغفل دور الأفراد والعناصر العسكرية والأمنية التي ساعدت بعض الفتيات والسيدات بمبادرات فردية منهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان